الأنور: مصر تبدأ محادثات مع إيران وفق شروط تحافظ على الأمن الإقليمي

صرَّح الكاتب الصحفي محمد الأنور مدير تحرير جريدة الأهرام، بأن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة تُعد حدثًا مهمًا بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر وإيران كانت شبه متوقفة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح الأنور خلال حواره في برنامج المشهد المذاع على قناة النيل للأخبار أن الزيارة أسفرت عن ثلاث نقاط رئيسية تم التوافق عليها وهي: استمرار الحوار السياسي، وزيادة التبادل التجاري، وفتح مجال السياحة بين البلدين، لكنه أكد أن الأهم من ذلك هو ما لم يُعلن عنه صراحة من ملفات خلافية، على رأسها التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية والملف النووي.
وأكد أن المحاولات الإيرانية للتقارب مع القاهرة ليست جديدة، لكنها أخذت زخمًا متزايدًا في أعقاب أحداث أكتوبر، والتي ساهمت في إعادة ترتيب أولويات بعض الدول في المنطقة. وأضاف أن مصر، وعلى الرغم من ذلك، كانت ولا تزال حريصة على أن يكون أي تقارب مبنيًا على احترام السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وأشار الأنور إلى أن حضور رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اللقاءات التي جرت بالقاهرة، يؤكد أن الملف النووي الإيراني كان حاضرًا بقوة في النقاشات. وقال إن مصر لها موقف ثابت منذ سبعينيات القرن الماضي يدعو إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وأن هذا المبدأ لا يتغير.
وفيما يتعلق بأهداف إيران من هذا التقارب، قال الأنور إن إيران تسعى إلى شرعنة وجودها الإقليمي وتخفيف حدة العزلة الدولية المفروضة عليها، بينما تسعى مصر إلى تحقيق توازن إقليمي حقيقي يقوم على الاستقرار وحفظ السيادة وعدم تغليب الأيديولوجيا على مصالح الشعوب.واختتم الأنور حواره بالتأكيد على أن المنطقة بحاجة إلى تعاون حقيقي مبني على الاحترام المتبادل، وأن أي تقارب يجب أن يكون مشروطًا بإطار واضح يحفظ كرامة الشعوب ومصالحها الوطنية بعيدًا عن أدوات النفوذ والصراعات الطائفية.
برنامج “المشهد” يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية دينا إبراهيم.