الشيخ العطيفي: استكمال أركان الدين لا يعيق الاجتهاد وتحديث الخطاب الديني.

قال الشيخ عبد الخالق عطيفي وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية إن الآيةالكريمة “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” تعد من العلامات البارزة فى تاريخ نزول الوحي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،موضحًا أن هذه الآية من سورة المائدة نزلت على رسول الله فى حجة الوداع فى مثل هذا اليوم فى يوم عرفة وكان يوم جمعة، وتلقاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالبكاء الشديد،ولما سُئل عن سبب بكائه قال :ما بعد التمام إلا النقصان،واستشعر أن هذه الآية تدل على قرب أجل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الشيخ عطيفي (فى تغطية خاصة لراديو مصر) أن هذه الآية الكريمة تدل على اكتمال أركان الدين الإسلامي وأن أحكام الدين وشرائعه قد كَمُلت فلا تتغير ولا تتبدل ، لكن فى الوقت نفسه فإن باب الاجتهاد وتجديد الخطاب الديني مفتوح فاكتمال الدين هو للفرائض والحدود والأوامر الإلهية بالإباحة والنهي التى لا يمكن أن تتغير ولا زيادة فيها ولا نقصان، ولكن الاجتهاد يكون فى الذكر وفهم النصوص بما يتوافق مع المصلحة العامة للمسلمين فى كل عصر ومكان ، مشددًا فى الوقت نفسه على أن الاجتهاد يكون فقط لأصحاب العلم والدارسين المأذون لهم بالاجتهاد فى كتاب الله وسُنّة رسول الكريم.
وروى وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية أن عمر بن الخطاب قال إن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم جمعة.
وأشاد الشيخ عبد الخالق عطيفي بسعة صدر عمر بن الخطاب واستقباله لحديث اليهودي ومحاورته له فى إشارة تُعلم المسلمين كيفية التعامل مع الآخر والمخالف لهم فى الدين ومراعاة حقوق الإنسانية والمواطنة والصحبة التى كفلها الإسلام لغير المسلمين.