اكتشاف مدينة قديمة يعود تاريخها لعام 360 قبل الميلاد شمال مقدونيا

اكتشاف مدينة قديمة يعود تاريخها لعام 360 قبل الميلاد شمال مقدونيا

على مدى سنوات اعتقد علماء الآثار أن الآثار الموجودة فى شمال مقدونيا، والتى تم التنقيب عنها لأول مرة منذ أكثر من 15 عاما، كانت بقايا موقع عسكرى تم بناؤه للدفاع ضد الهجمات الرومانية، وفقا لما نشره موقع archaeology.

لكن الحفريات الحديثة، المدعومة بتقنيات متطورة كشفت عن وجود مدينة مزدهرة أقدم بكثير مما توقعه العلماء، اكتشف علماء الآثار حتى الآن فؤوسا حجرية وعملات معدنية وتذكرة مسرح طينية وفخارا وقطع ألعاب وأدوات نسيجية توفر دليلا ملموسا على وجود مدينة مزدهرة يعود تاريخها إلى عام 360 قبل الميلاد على الأقل ، قبل ظهور روما.

ويقع هذا الموقع، المعروف باسم الموقع الأثري في جراديشتي، بالقرب من قرية كرنوبوكي، ويفتح نافذة على تاريخ الحضارة المقدونية قبل الإسكندر الأكبر، كما يوضح إنجين نصوح، المستشار الأثري في المعهد الوطني والمتحف في بيتولا.

وكشفت التقنيات الحديثة، بما في ذلك رادار اختراق الأرض ونظام ليدار المتطور المُثبت على طائرات بدون طيار، والذى تم الحصول عليه بتمويل من مكتب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة كال بولي هومبولت، عن مدينة كانت مزدهرة في الماضي، يمتد الأكروبوليس على مساحة لا تقل عن 7 أفدنة؛ ومن بين المباني البارزة حتى الآن مسرح يُحتمل أنه على الطراز المقدوني وورشة عمل للنسيج.

في الأصل اعتقد الباحثون أن المدينة بُنيت في عهد الملك فيليب الخامس (221-179 قبل الميلاد)، لكن تاريخ بنائها تأخر بعد اكتشاف عملة معدنية سُكّت بين عامي 325 و323 قبل الميلاد، خلال حياة الإسكندر الأكبر.

وبفضل الاكتشافات الحديثة الإضافية مثل الفؤوس وشظايا الأوعية الخزفية، يعتقد الباحثون الآن أن البشر بدأوا في احتلالها منذ العصر البرونزي (3300-1200 قبل الميلاد).

ولا تساهم هذه الاكتشافات في إلقاء الضوء على ماضي شمال مقدونيا فحسب، بل إنها تساهم أيضًا في فهم أعمق للحضارة الغربية القديمة.

يوضح نصوح أن الدولة المقدونية القديمة، إحدى أوائل الدول الحديثة في أوروبا، كان لها تأثير هائل على العالم “إنها حضارة لعبت دورًا رئيسيًا في فهمنا المعاصر للعالم والرغبة في ربط الحضارات والثقافات المختلفة”.

وقال نيك أنجيلوف، أستاذ الأنثروبولوجيا وعلم الآثار في جامعة كاليفورنيا بولي هومبولت، إن هذا الاكتشاف يعد حدثا فريدا من نوعه.

وأضاف أنجيلوف: “هذا الاكتشاف مهم، فهو يُسلِّط الضوء على الشبكات المعقدة وهياكل السلطة في مقدونيا القديمة، خاصةً بالنظر إلى موقع المدينة على طرق التجارة المؤدية إلى القسطنطينية، بل من المُحتمل أن شخصيات تاريخية مثل أوكتافيان وأغريبا مرّت بالمنطقة في طريقها لمواجهة كليوباترا وماركوس أنطونيوس في معركة أكتيوم.

ويضيف أنجيلوف أن الموقع قد يكون العاصمة المفقودة لمملكة لينسيستيس، لينكوس، وهي مستوطنة قديمة ومركز لمملكة مقدونيا العليا التي استوطنت في القرن السابع قبل الميلاد ومن المحتمل أيضًا أن يكون مسقط رأس الملكة يوريديس الأولى، جدة الإسكندر الأكبر، وقد لعبت يوريديس دورًا هامًا في تشكيل المشهد السياسي للمنطقة.