د.أيمن سمير: التصعيد الصهيوني يُقابل بخطة مصرية لوقف إطلاق النار

أكد الدكتور أيمن سمير أستاذ العلاقات الدولية أن أهداف حكومة الاحتلال تتغير مع تغير تطور الأحداث، فباتت تطمع الآن في الاحتلال والسيطرة الكاملة على قطاع غزة، بعدما كان هدفها المُصّرح به هو تحرير الأسرى والقضاء على حماس ، موضحا أن التقديرات المبدئية تشير إلى سيطرة إسرائيل على40% من مساحة القطاع، كما أن سياسة الاحتلال تعمل الآن على خطة (تقطيع أوصال القطاع) بفصل محافظاته عن بعضها البعض.
أوضح سمير خلال لقائه لبرنامج (مباشر من مصر) أن غزة بها محوران؛ الأول يربط شمال القطاع بجنوبه، والآخر يربط بين شرقه وغربه، والآن تعتزم إسرائيل تخطيط القطاع بخمس محاور بهدف تقليص المساحة المأهولة بالسكان ، هذا في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من التكدس السكاني لأن غزة مصنفة دولياً بأنها أكثر مناطق العالم تكدساً بالسكان ،بالنظر لعدد السكان مقابل المساحة، وإسرائيل فاقمت وضاعفت الآن من حدة هذا التكدس بعد احتلالها لنصف القطاع تقريباً والهدف هو جعل القطاع مكانا غير صالح للحياة وهنا يبدأ التهجير القصري حيث يشعر المواطن الغزاوي باستحالة الحياة في ظل هذا التكدس المتزايد.
وأضاف أنه في ظل التصعيد الصهيوني تطرح مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار وإعادة الإعمار هذا في مقابل مقترح أمريكي بفرض هدنة خلال الأسبوعين القادمين وفرض الهدنة يراه الجانب المصري غير مجدي ولا يُنهي الأزمة، بينما إسرائيل ترى أن أهداف الحرب لم تتحقق حتى الآن فهي تستهدف خروج حماس من القطاع للأبد، والسيطرة الكاملة الإسرائيلية على القطاع وهو ما لن تسمح به حماس وهم من بعد حرب ساحقة استمرت عام ونصف العام لم تستطع فيها إسرائيل والولايات المتحدة القضاء على حماس أو إخراجها من غزة فتحرير الرهائن ليس هو الهدف الأساسي لإسرائيل، لذا نجد أن الحكومة المصرية طرحت مقترحاً بوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، كل مرحلة مدتها 42 يوماً، بمجموع ثلاثة أشهر لوقف إطلاق النار بشكل كامل ،ووقف إطلاق النار لهذه المدة الطويلة يوقف زخم الحرب الذي تشتعل فيه مطالب الطرفين المتقاتلين، طالما أنه لم يتمكن فيها طرف من القضاء على الآخر، و الداخل الإسرائيلي بدا الآن منهكاً من هذه الحرب، فبدأت مناشدات المجتمع المدني تزداد بإيقاف الحرب، ومنها وزارة التعليم العالي وهيئات التدريس، فالداخل الإسرائيلي أصبح ضاغطاً على الحكومة، خاصةً وأن إسرائيل ترى أنها رغم تفوقها العسكري وهجماتها العنيفة لم تستطع تحقيق أهدافها.
أشار سمير إلى أن مصر وضعت خطة إعمار لن تتجاوز الثلاث سنوات، مفندةً دعوى أمريكا بأن القطاع يحتاج مالا يقل عن عشر سنوات لإعادة إعماره، واقترحت مصر أن يدير القطاع أثناء فترة الإعمار لجنة تسمى (لجنة الإسناد المجتمعي) وهي لجنة تكنوقراط، بمعنى أنهم سيكونون نخبة من المجتمع الفلسطيني شريطة عدم انتمائهم لأي فصيل سياسي، والأمن ستديره الشرطة الفلسطينية لحين عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مهام القطاع.
برنامج (مباشر من مصر) يعرض يومياً على شاشة الفضائية المصرية، في السابعة مساءً تقديم :أيتن الموجي.
لمتابعة البث المباشر للفضائية المصرية… إضغط هنا