اليوم العالمي للتواصل بين الثقافات: تواصل بدلاً من صراع

اليوم العالمي للتواصل بين الثقافات: تواصل بدلاً من صراع

في ظل أزمات عالمية متشابكة.. ومع زيادة عدم الاستقرار والتحولات العميقة تقف البشرية عند مفترق طرق تاريخي.. وبالتالي لم تكن الحاجة إلى التضامن والحوار والتعاون أشد إلحاحا مما هي عليه اليوم.

اليوم الدولي للحوار بين الحضارات.. تحاور لا تصادم

في ظل أزمات عالمية متشابكة.. ومع زيادة عدم الاستقرار والتحولات العميقة تقف البشرية عند مفترق طرق تاريخي.. وبالتالي لم تكن الحاجة إلى التضامن والحوار والتعاون أشد إلحاحا مما هي عليه اليوم.

وفي عصرنا الحديث، يشهد العالم تزايدا ملحوظا في التواصل والتفاعل بين الحضارات المختلفة كما تعيش مجتمعاتنا في بيئة متعددة الثقافات والتنوعات، وهذا يعزز الحاجة الماسة للحوار بين الحضارات.

ويعد الحوار بين الحضارات الوسيلة الأهم للقضاء على التمييز والتحيز وغرس التفاهم والثقة المتبادلين، وتقوية العلاقات بين الدول وتعزيز التضامن العالمي.. فالحضارات يجب أن تتحاور ولا تتصادم.

في عام 2024 ولتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات المختلفة يحتفل العالم باليوم الدولي للحوار بين الحضارات في 10 يونيو من كل عام بناء على اقتراح من الصين وبتأييد من أكثر من 80 دولة.

القرار يتمحور حول المبادئ الأساسية لمبادرة الحضارة العالمية، وينص بوضوح على أن جميع إنجازات الحضارات هي الرابطة الإنسانية، ويدعو إلى احترام تنوع الحضارات، ويؤكد على الدور المهم للحوار بين الحضارات في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، فضلا عن تعزيز رفاهية البشر وتحقيق التقدم المشترك.

– الدور الصيني

دعت الصين المجتمع الدولي بالإجماع إلى تأسيس اليوم الدولي للحوار بين الحضارات، مؤكدة أن مبادرة الحضارة العالمية تتماشى مع اتجاه العصر وتلبي الاحتياجات.

اقتراح الصين بتأسيس يوم دولي للحوار بين الحضارات يهدف إلى تعزيز الاعتراف العالمي بالقيمة المهمة للتنوع الثقافي والتعاون في التبادلات بين الحضارات كما أنه يعمل على تشجيع الحضارات المختلفة على تعزيز التواصل والتعلم المتبادل والوحدة من أجل الاستكشاف المشترك لحلول للتحديات العالمية.

– موراتينوس: احترام التنوع الثقافي

مع إقرار اليوم العالمي للحوار بين الحضارات.. أصدر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ميجيل موراتينوس والممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، بيان صحفي بمناسبة إنشاء اليوم العالمي للحوار بين الحضارات والذى يساعد على احترام التنوع الثقافي.

رحب فيه في اليوم العالمي الأول للحوار بين الحضارات باعتماد الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراح الصين بشأن إنشاء اليوم العالمي للحوار بين الحضارات، ودعا المجتمع الدولي إلى التنوع والاختلاف الثقافيين وحماية كرامة الإنسان.

وقال موراتينوس في البيان إن الحوار بين الحضارات يساعد على تعزيز الفهم لقيمة التنوع الثقافي.

وأعرب عن امتنانه للصين والدول الأخرى التي تدعم إنشاء اليوم العالمي للحوار بين الحضارات، ولاعترافها بالدور الهام لتحالف الأمم المتحدة للحضارات في تعزيز المزيد من التفاهم والاحترام بين الحضارات والثقافات والأديان والمعتقدات.

وأضاف أنه لا يمكن أن تعزى النزاعات الدولية حصريا إلى الدين أو الثقافة أو الحضارات ومن الضروري القول بصراحة أنه لا يوجد صراع بين الحضارات، بل هناك صراع بين المصالح وصراع ناجم عن الجهل.

– مفهوم الحوار بين الحضارات

حوار الحضارات هو التشاور والتفاعل الثقافي بين الشعوب، والقدرة على التكيف مع الأفكار المخالفة والتعامل مع جميع الآراء الثقافية والدينية والسياسية.

يعتبر الحوار بين الحضارات وسيلة فعالة للقضاء على التمييز والتحيز، وتعزيز الاحترام المتبادل، وتقوية العلاقات بين الدول، وتهيئة بيئة عالمية أكثر انسجامًا وترابطًا

وتتعدد أهداف الحوار الحضاري، ومنها التعارف والتواصل والتفاعل والاحتكاك الحضاري كما يعتبر الحوار الحضاري وسيلة أساسية لتجنب الصراعات.

ولا يقتصر الحوار بين الحضارات على إذكاء الوعي بالقيم العالمية المشتركة وتقديرها، بل يسهم كذلك في ترسيخ التعايش السلمي القائم على الاحترام المتبادل.

كما أنه يشكل جسرا لإيجاد أرضية مشتركة لمواجهة التحديات الملحة في عصرنا، مما يسهم في تحقيق السلام العالمي وتحسين رفاه الإنسان وتعزيز التنمية والتقدم.

– أهمية الحوار بين الحضارات

أولا: يساهم الحوار بين الحضارات في تعزيز التفاهم والتسامح من خلال التواصل المباشر والحوار المفتوح، يمكن للأفراد من مختلف الثقافات أن يتعرفوا على بعضهم البعض بشكل أفضل، ويفهموا القيم والعادات والتقاليد الأخرى ويتم بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل، مما يحقق تعايشا سلميا ومثمرا بين الثقافات المختلفة.

ثانيا: يمكن للحوار بين الحضارات أن يسهم في تعزيز التنمية والابتكار بفضل التفاعل والتبادل الثقافي، يمكن للمجتمعات أن تستفيد من خبرات ومعارف الآخرين.

ويمكن أن تتبادل الحضارات المختلفة الأفكار والتقنيات والممارسات الناجحة، مما يساهم في التقدم والتطور في مختلف المجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والفنون.

ثالثا: يعزز الحوار بين الحضارات السلم والاستقرار العالمي عندما يتم تشجيع التواصل والحوار بين الشعوب والحضارات، يقلل ذلك من احتمالية الصراعات والتوترات.

ويتم بناء ثقة وتعاون بين الدول والمجتمعات، وتتم تفادي الانغلاق والتباعد الثقافي.

رابعا: يسهم الحوار في تشكيل رؤى مشتركة لمستقبل أفضل وتعاون دولي قائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

خامسا: يعزز الحوار بين الحضارات الثقافات الديمقراطية وحقوق الإنسان. عندما يتم تبادل الآراء والتجارب، يتم تعزيز القيم الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان.

يتم تعزيز المساواة والعدالة والتسامح، ويتم مكافحة التمييز والتعصب. يعتبر الحوار بين الحضارات منبرا للتعبير عن الحقوق والحريات الأساسية، ويعمل على تعزيز المشاركة المدنية والتنمية المستدامة.

– مفهوم الحضارة

ليس من اليسير وضع تعريف دقيق لمفهوم “الحضارة”، إذ قد يكون عرضة للتأويل المتفاوت.

ومع ذلك، تعد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” الحضارة واقعا عالميا تعدديا، وغير هرمي، مع الإقرار بأن الحضارات تتشكل بفعل التفاعل الثقافي بين الأمم، مع احتفاظها بهوياتها الفريدة.