إعلاميات نلن لقب ماما

عفاف الهلاوى.. وأمومة من نوع خاص فى «سينما الأطفال»
ماما نجوى…حكايتها مع «بقلظ» راسخة فى وجدان جيل الثمانينات والتسعينات
لقب ماما لم يكن لقباً سهلاً على الإطلاق، لأن من يمنحه هم الأطفال، الملائكة لشخصية استطاعت كسب ثقتهم وهذا حدث فى الإعلام المصرى على مدار تاريخه منذ إنشاء الإذاعة فى عام 1937 والتليفزيون فى عام 1960.
فى هذا الموضوع نلقى الضوء على أشهر المذيعات اللاتى حصلن على لقب ماما وساهموا فى تشكيل وجدان وعقول أجيال وأجيال بداية من الستينات..
ماما سميحة
ولدت سميحة عبدالرحمن فى إحدى ضواحى القاهرة الجميلة الهادئة وهى ضاحية حلوان والتحقت برياض الأطفال ثم بمدرسة حلوان الابتدائية ثم المدرسة الثانوية للبنات حيث حصلت على شهادة إتمام الدراسة الثانوية «القسم العام» وكانت تسمى شهادة الثقافة العامة ثم دخلت مرحلة التخصص حيث حصلت على البكالوريا «الثانوية العامة» وبعد ذلك التحقت بكلية الحقوق فى جامعة القاهرة ولم تجد نفسها فى دراسة القانون فالتحقت بكلية الآداب حيث تخرجت فى قسم التاريخ عام 1946.
وبعد التخرج تقدمت للعمل بالإذاعة المصرية فى مجال الترجمة من الإنجليزية إلى العربية حيث كانت الإذاعة فى حاجة شديدة لهذا التخصص فى ذلك الوقت
ثم التقت ببابا شارو فى إدارة الإذاعة فرشحها للعمل ببرامج الأطفال كمقدمة برامج وبالفعل كانت البداية بالإذاعة عام 1956 وبعد اجتيازها الامتحان.
وفى بداية الستينات بدأ الإرسال التليفزيونى وكانت فرحة كبيرة للجميع سواء للأطفال أو للشباب فى ذلك الوقت واتجهت للعمل فى برامج الأطفال بالتليفزيون
وتنوعت برامج ماما سميحة حيث شملت أشهر برامجها «الكأس لمين» هو برنامج منافسة بين المدارس وكان الميكروفون ينقل هذه المنافسات عن طريق الإذاعة ثم أصبح ينقلها بالصوت والصورة بعد بدء الإرسال التليفزيونى فى مصر وفى نهاية العام الدراسى كان يمنح الكأس للمدرسة الفائزة أى المدرسة الأولى فى الجمهورية كلها من الشمال إلى الجنوب.
وقد استمر هذا البرنامج لسنوات عديدة ثم توالت البرامج مثل «حدوتة قبل النوم» وكانت تقدم فى التليفزيون وتشمل توجيهاً دينياً وتجيب عن استفسارات الأطفال وكانت تقدم بأسلوب شيق ثم قدمت برامج تقدم رقصات فنية مصممة خصيصاً للطفل تهدف إلى رشاقة الطفل وبرامج لتعرف الطفل معالم بلده وأهم الأماكن بها ثم قدمت تمثيليات قصيرة كان يشترك فيها الطفل بالتمثيل مع الممثلين وكذلك برامج الغناء والموسيقى.
تولت ماما سميحة العديد من المناصب خلال مسيرتها منها إدارة متابعة جميع برامج التليفزيون فى مجال الإعداد حيث انتقلت من الشاشة إلى الإدارة العامة بالتليفزيون ثم عملت مديراً عاماً ثم وكيلة وزارة فى آخر مشوارها مع التليفزيون.
وتخرج فى مدرسة ماما سميحة العديد من الفنانين الذين كانوا من الأطفال الموهوبين مثل هانى شاكر وصفاء أبوالسعود وبوسى ونورا وكثيرين ممكن أصبحوا ممثلين وممثلات موهوبين ومشهورين ممن يدينون بشهرتهم وخبرتهم الأولى إلى عملهم فى برامج الأطفال معها.
وقد حصلت ماما سميحة على العديد من التكريمات مثل حصلت على ميدالية فضية فى عيد العلم عام 1957 وميدالية فضية عام 1958 وميدالية ذهبية فى عيد العلم عام 1959 وأيضاً فى عيد العلم العاشر عام 1964 و1965 و1966 ثم حصلت على وسام الجمهورية فى يوم الإعلاميين عام 1984.
ماما عفاف
المذيعة عفاف الهلاوى من مواليد بورسعيد جاءت فرصة عملها فى التليفزيون عند الإعلان عن طلب مذيعين فقدمت مع مجموعة كبيرة من الجيل الأول، مثل تماضر توفيق وصلاح زكى وغيرهم، وبعد التصفية الأولى ذهبت للتدريب فى معهد الإذاعة والتليفزيون، وتدربت على يد سعد لبيب الذى كان أستاذاً بمعنى الكلمة، وتدربت على مخارج الألفاظ واللغة العربية الصحيحة والتصوير والإضاءة والإنتاج، وكل ما له علاقة بالتليفزيون، ، ثم عملت فى برامج المرأة من خلال عملية التوزيع التى تمت عند التعيين، وظلت فى تقديم برامج المرأة 11 عاماً.
جاءت فكرة تقديم برنامج «سينما الأطفال» عندما كان المخرج محمد الأمين، مدير برامج الأطفال وبعدما طلب يوسف السباعى تقديم ساعة يومياً للأطفال، وبدأ التفكير فى برامج وتوزيع أيام الأسبوع على المذيعات، وكلهن رفضن العمل يوم الجمعة، نظراً لأنه يوم يقضيه الجميع مع أسرهم، وهى وقتها كانت تذهب كل جمعه 9 صباحاً إلى سينما مترو مع الأولاد ليشاهدوا أفلام الرسوم المتحركة، لذلك طرحت عليه عمل برنامج يعرض أفلام رسوم متحركة للأطفال وتقدمه يوم الجمعة وقد كان بدأت تقديم «سينما الأطفال» منذ عام 1974 كل جمعه أسبوعياً الساعة العاشرة.
كانت تختار الأفلام من المكتبة، ومعظمها 35 مللى وكانت تحجز قاعة سينما لمشاهدة الأفلام، وأحياناً تأخذ الأطفال معها للمشاهدة حتى تقيس إعجابهم بالفيلم وهل سيعجبهم عند عرضه على شاشة التليفزيون أم لا، وبدأت بمجموعة كبيرة من الأفلام الروسية، والمعدة عفيفة عزيز كانت تترجمها فبدأت بفيلم روسى اسمه «السندريلا»، وكانت هناك أفلام مدبلجة فكانت أوقات تعلق عليه بصوتها لجذب الأطفال لسماع القصة، وإعطاء المعلومة للطفل بشكل بسيط، لكى تغرس بداخله قيماً وأخلاقاً، مثل الإخلاص والتعاون والصدق.
وأهم الضيوف الذين ظهروا فيه المخرج فهمى عبدالحميد والكاتب الصحفى مصطفى أمين الذى استضافته بعد عودته للحياة العامة والصحافة مرة أخرى، وذهبت له المذيعة عفاف الهلاوى بمجموعة من الأطفال وسألوه عن عيد الأم، وكيف جاءت له الفكرة، وكل طفل سأله سؤالاً، وأيضاً حلقة زينب زمزم وسكينة فؤاد.
عن كواليس عمل تتر البرنامج كان فى البداية يذاع موسيقى أى فيلم على تتر البرنامج حتى جاء مخرج البرنامج يوسف إبراهيم وقرر عمل أغنية خاصة لتكون تتر البرنامج، واتفق مع الملحن والشاعر والبنت التى غنت الأغنية، ونجحت الأغنية نجاحاً كبيراً مع الأطفال، وبعد نجاح التتر بعدة سنوات جاءت مذيعة تقترح على المسئولين أن تلغى هذه الأغنية ويضع أغنية «كوكو واوا» بدلاً منها، وذهبت الهلاوى لرئيس التليفزيون واشتكت له وقالت له كيف أضع أغنية أجنبية باللغة الإسبانية غير مفهومة للأطفال، وأجرد البرنامج من أغنيته الشهيرة التى تميز بها على مدار سنوات طويلة ثم تولت رئاسة القناة الرابعة فى منتصف التسعينات قبل خروجها إلى المعاش.
أبلة فضيلة
الإذاعية فضيلة توفيق صاحبة الصوت الذهبى الذى تربى علية أجيال كثيرة فى مصر والوطن العربى.. أبلة فضيلة لم تكن إذاعية كبيرة فقط بل تعد صاحبة أشهر مقدمى برامج الأطفال فى مصر والعالم العربى ساهمت فى وعى وانتماء وتشكيل وجدان وعقول أجيال.. لا أحد سواء كان كبيراً أو صغيراً ينسى برنامجها الأشهر فى تاريخ الإذاعة المصرية «غنوة وحدوتة».
وهى من مواليد ٤ أبريل عام ١٩٢٩ بالقاهرة وفى طفولتها كانت تجمع جيرانها الأطفال وتقص عليهم القصص والحكايات. تعلمت فى مدرسة الأميرة فريال وكانت فى نفس المدرسة ناريمان التى تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضاً كانت فاتن حمامة زميلتها وكان والدها سكرتير المدرسة… التحقت فضيلة توفيق بكلية الحقوق تحقيقاً لرغبة الأسرة ومن دفعتها الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقى والدكتور فتحى سرور.
بدأت عملها فى الإذاعة عندما كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وفى عام ١٩٥٣ قابلت الرائد الإذاعى بابا شارو وقالت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال فأخبرها أنه يتولى هذا العمل بمفرده، فعملت كقارئة نشرة أخبار وتعلمت من حسنى الحديدى كيف تقف وراء الميكروفون ومن يوسف الحطاب التمثيل وفى عام ١٩٥٩ انتقل الإذاعى محمد محمود شعبان الشهير ببابا شارو للعمل فى التليفزيون ومن هنا عملت فى برامج الأطفال وقدمت برنامجها الشهير «غنوة وحدوتة» واستضافت فيه شخصيات كثيرة بارزة مثل نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبدالوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبدالحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى وغيرهم.
أطلق عليها مكتشفة النجوم لأن من خلال برنامجها اكتشفت أبلة فضيلة مجموعة كبيرة الأطفال وقتها أصبحوا نجوماً فى سماء الفن مثل هانى شاكر ومدحت صالح وصفاء أبوالسعود.
تولت أبلة فضيلة رئاسة شبكة البرنامج العام على مدار عام واحد وعينت بعد سامية صادق وثريا عبدالمجيد وظلت أبلة فضيلة تقدم برامج الأطفال أثناء رئاستها للبرنامج العام ويحسب لأبلة فضيلة أنها قدمت كُتاباً للطفل متخصصين مثل عبدالتواب يوسف ونادر أبوالفتوح وشامخ السندويلى وشوقى حجاب.
رحلت أبلة فضيلة صاحبة الصوت الذهبى الذى تربى عليه أجيال فى مصر والوطن العربى فى 23 مارس 2023.
ماما نجوى
المذيعة نجوى إبراهيم بدأت عملها فى التليفزيون فى بداياته 1965 وعملت العديد من البرامج بجانب عملها فى السينما ولكنها اتجهت لتقديم برامج الأطفال فى منتصف الثمانينات لذلك يعرفها جيل الثمانيات والتسعينات حتى يومنا هذا وهذا من خلال تقديم برنامجها «صباح الخير» الذى قدمت فيه شخصية «ماما نجوى وبقلظ» ومن خلال هذا البرنامج حازت على عقول وقلوب الأطفال ومن خلال البرنامج تعطى نصائح وإرشادات للأطفال من خلال حكاياتها مع شخصية بقلظ والذى جسدها الفنان سيد عزمى رحمه الله.
وتعد نجوى من أبرز مذيعات التليفزيون المصرى فقدمت العديد من البرامج مثل «فكر ثوانى واكسب دقائق» وظلت تقدمه خمس سنوات وقامت بالجمع بين عملها كمذيعة وممثلة فجاءت لها فكرة التمثيل من خلال فيلم «الأرض» مع المخرج يوسف شاهين ثم توالت الأدوار مثل «الرصاصة لا تزال فى جيبى» و«المدمن» و«فجر الإسلام» وغيرها من الأعمال السينمائية.
وفى عام 1998 اختيرت المذيعة نجوى إبراهيم لتولى رئاسة قناة النيل للأسرة الطفل ثم آخر برنامج قدمته على شاشة التليفزيون اسمة «بيت العيلة» وحالياً تقدم برنامجاً عبر إحدى الإذاعات الخاصة.
ماما سامية
المذيعة سامية شرابى بدأت عملها فى التليفزيون بتقديم برامج حوارية مع الفنانين حتى جاءت مرحلة فاصلة فى مشوارها وهو اتجاهها لتقديم برامج الأطفال ولكنها قدمت هذه النوعية بشكل غير مألوف فكانت أكثر موضوعية وبعيداً عن الخيالات فاختارت تعمل برنامجها الشهير «عروستى» تعد فكرته فيها نوع من تحريك العقل من شخصيات عرائس معها مثل «دباديبو» وتدلى بأسئلة لهم وحقق نجاحاً وشهرة كبيرة وقتها بالإضافة إلى أنها أول مذيعة تعمل أغنية التتر باسمها «علشان الأطفال حبيتها.. ماما سامية وياها جابتها.. والشاطر ياخذ جايزتها.. ونسقفلة كبار وصغار.. هى هى هيييه» ثم قدمت برنامجها «حاولت تعرف» وفكرته عن مسابقة للطلائع حتى تبدأ تخاطب سناً أكبر ويعد من آخر برامجها على الشاشة برنامج «حوار مع الكبار».
تولت المذيعة سامية شرابى عدة مناصب منها رئاسة الإدارة المركزية لبرامج الأطفال ثم الإشراف على قناة الأسرة والطفل، وتوفيت إثر أزمة قلبية عام 2010.
ماما فاطمة
المذيعة فاطمة سالم واحدة من أهم المذيعات اللاتى أسهمن فى تشكيل وجدان جيل الثمانينات فى التليفزيون المصرى وصاحبة أشهر برنامج ظهرت فيه الدمية «كرنبة» ومن خلالها كانت تتفاعل مع الأطفال ليتعلموا السلوكيات والتصرفات الصحيحة من خلال مواقف «كرنبة».
نشأت فى عائلة متدينة محافظة حصلت على ماجستير فى الصحافة والتليفزيون من الجامعة الأمريكية، تمنت تقدم برنامج أطفال فجاءت فرصة لتقابل السيدة تماضر توفيق رئيس التليفزيون وهذا فى أواخر السبعينات وكان أول برنامج تقدمه هو «كاميرا الأطفال» مدته ساعة إلا خمس دقائق وقامت بتصوير حلقات خارج الاستوديو مثل السيرك والنوادى بالإضافة إلى أنها عملت حلقات لتعليم الأطفال الفروسية وأهميتها فسجلت مع الفنان أحمد مظهر كما سجلت مع طه حسين.
كان حلمها تقديم برنامج للأطفال فجاءت فكرة برنامج «تسالى» الشهير بـ«كرنبة» عام 1985 وكانت تريد توصيل المعلومة للطفل وأن يعرف الصح من الغلط فرأت أنه من الأفضل توصيل المعلومة لهم من خلال عروسة صغيرة مثلهم فبدأت تفكر تبحث عن الصوت الذى يجسد صوت العروسة حتى وجدت شكل الكرنبة داخل محل لعب أطفال وأخذت ابنتها نسرين تعمل صوت كرنبة والتى أصبحت بعد ذلك مذيعة فى قناة النايل تى فى وتوقف البرنامج عام 1991 لوفاة والدها ووالدتها ثم زوجها فى وقت متقارب ثم عادت مرة أخرى 1992 لفترة قصيرة ثم اعتذرت عن تقديمه.
أيضاً كان للمذيعة فاطمة سالم تجارب مختلفة فى التقديم فقدمت حلقات سهرة رأس السنة مع مخرج المنوعات الشهير فتحى عبدالستار وقدمت برنامج «رصيدك إيه» على شاشة قطاع المتخصصة فى عهد الإعلامية تهانى حلاوة.
ماما معالى
المذيعة معالى حسين ولدت فى حى جاردن سيتى، درست فى إحدى المدارس الأجنبية، دخلت كلية الآداب قسم صحافة جامعة القاهرة وكانت تتحدث ثلاث لغات بطلاقة اللغة العربية الفصحى واللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية وعينت فى التليفزيون بعد تخرجها بشهرين بدأت فى إدارة المتابعة والتخطيط وكان معها فى دفعتها المذيعة عزة الإتربى ثم اتجهت للعمل كمذيعة بعد عمل إعلان داخلى وبدأت العمل فى برامج المنوعات ثم تركتها واتجهت لتقديم برامج الأطفال وقدمت برنامج «فتافيت السكر» فى فترة السبعينات وبرنامج «ما يطلبه الأطفال» فى فترة الثمانينات واستمر إلى آخر التسعينات وكان يتميز البرنامج بتقديم فقرات متعددة منها لقاءات مع أطفال وعرض صورهم وقراءة رسائلهم على الهواء وتقديم المتميزين رياضياً إلى جانب عرض فقرات موسيقية وأغان مختلفة للأطفال وكانت تشارك فى إعداد برامجها حتى يخرج البرنامج إلى كل الأطفال فى أفضل صورة.