شيرين عبدالخالق: الإذاعة توثق تاريخ مصر وتراقب المستمعين في كل زاوية

شيرين عبدالخالق: الإذاعة توثق تاريخ مصر وتراقب المستمعين في كل زاوية

إشادة السيسى بكتابى عن البابا تواضروس وسام على صدرى
انفردت بالتسجيل مع عادل إمام.. وإيناس جوهر صرفت لى مكافأة 400 جنيه
عمر بطيشة اختارنى للعمل فى «الشرق الأوسط»

شيرين عبدالخالق، إذاعية حققت لنفسها بصمة مختلفة فى العمل الإذاعى. تركت الصحافة حباً فى الإذاعة المصرية، وحصلت على جائزة مصطفى وعلى أمين عقب تخرجها فى كلية الإعلام عام 1999، واختارها الكاتب الكبير إبراهيم سعدة للعمل فى جريدة الأخبار، فعملت هناك عامين، حتى فتح القدر لها طريقاً جديداً فى مجال الإعلام المسموع فى الإذاعة المصرية، لم تتردد فى التقدم لمسابقة مذيعين جدد فى الإذاعة عام 2002، ونجحت واختارها الإذاعى الكبير عمر بطيشة للعمل فى إذاعة الشرق الأوسط، ومن هنا بدأت خطوات النجاح بأفكار برامج خارج الصندوق، حتى وقع علها الاختيار لتكون ضمن فريق الإذاعة لتغطية الأحداث الرئاسية منذ عام 2014 حتى الآن.. فى هذا الحوار نتحدث معها عن دراستها وعملها فى الصحافة ثم الإذاعة، وأهم برامجها، والتغطيات واللقاءات، وعن كتابها عن قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعن عملها فى تغطية الأحداث الرئاسية.

حدثينا عن نشأتك ودراستك؟

أنا خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة دفعة 1999، وكنت من أوائل الدفعة، وحصلت على جائزة مصطفى وعلى أمين، فاختارنى الأستاذ إبراهيم سعدة للعمل فى جريدة الأخبار، وبالفعل عملت فى هذه الجريدة العريقة، واستمر عملى فيها عامين، وكان وقتها التعيين فى هذه المؤسسات بعد سنوات طويلة.

 كيف تركت الصحافة وجاءت خطوة عملك فى الإذاعة؟

عندما عملت فى جريدة الأخبار، تزوجت زوجى الصحفى المحترم خالد محمود، وكان يعود للمنزل ومعه جميع الجرائد، فقرأت فيها إعلاناً ضخماً عن تقديم مذيعين فى الإذاعة، وهذا عام 2002. كان هناك آلية للتقديم وللاختيار، سواء اتفقت أو اختلفت معها، فأبناء ماسبيرو وقع الاختيار عليهم بآلية محددة، لكن فى الإعلام الخاص التعيين بدون استراتيجية أو آلية واضحة ومحددة مثل ماسبيرو. اجتزت الاختبار الأول، وكان تحريرياً فى اللغة العربية والإنجليزية، ثم اختبار الصوت، واللجنة كان بها كبار أساتذة الإذاعة، مثل عمر بطيشة وإيناس جوهر وأمينة صبرى ومحمد أبوالوفا، الذى أتذكر أنه طلب منى إعراب آية «قل هو الله أحد»، وقبل أن أبدأ الإعراب، سألنى بطيشة، الذى كان يتميز بذكاء شديد جدًا، قائلاً «افرضى أصبحت رئيس إذاعة ما أول قرار ستتخذينه؟»، فرديت عليه رد غير متوقع «سأعين حضرتك نائباً لرئيس الإذاعة»، فكان ردى غير متوقع وأعجبوا بى. الأستاذ عمر بطيشة شخصية مختلفة ومشجع للشباب، وبداخله شاب متجدد، ومحاور على أعلى مستوى، وأذكر أننى أثناء دراستى فى الكلية كنا نصدر مجلة الجامعة، فطلبت منه أن أجرى معه حواراً للمجلة، فرحب ووافق وكان وقتها رئيساً للإذاعة، فأخذت معى أوتوجراف ليكتب لى كلمة للذكرى، فكتب جملة لا أنساها وما زلت محتفظة بها «أرى فيكى يا شيرين القادمة على أجنحة الطير إما إعلامية كبيرة أو دبلوماسية خطيرة».

 هل اخترت العمل فى «الشرق الأوسط» أم جاءت عن طريق الصدفة؟

اختارنى بطيشة للشرق الأوسط، رغم أنى وقتها كنت أحب أن أكون فى البرنامج العام، لكنه رأى أن صوتى وفكرى يناسب مدرسة الشرق الأوسط، وكانت وقتها الإذاعية إيناس جوهر رئيستها، وتفضل تأخذ شباب رجال أكثر من البنات، وقالت لى وقتها اذهبى لرئيس الإذاعة أنا اكتفيت بمن اخترناهم للشرق الأوسط، فقلت لها «يفضل حضرتك تبلغيه»، وبالفعل ذهبت له وقال لها «دى إنسانة مثقفة ولها مصادر وعملت فترة فى الصحافة». وفى النهاية وافقت وبدأت دورة التدريب فى معهد الإذاعة والتليفزيون.

 قدمت برامج كثيرة فى «الشرق الأوسط» ما أبرزها الذى تعتزين به؟

فى بداية التحاقى بإذاعة الشرق الأوسط، تركت الدورة وذهبت لحضور اجتماع عن أفكار برامج رمضان، فالكل اندهش أنى تركت الدورة وجئت لحضور الاجتماع. كنت جريئة واقترحت 5 أفكار أعجبوا إيناس جوهر، وكانت صريحة وقالت «باين عليك شاطرة إحنا ناخد منك أربعة أفكار وفكرة واحدة أنتى هتعمليها»، وقد كان، ونفذت أول برنامج لى «الصندوق الأسود»، وكنت أول مذيعة تقدم برنامجاً بمفردها بعد تعيينها بأسبوعين فقط، ويكون البرنامج معلناً ويذاع فترة الإفطار، وأيضاً كنت أول واحدة فى دفعتى أقرأ نشرة أخبار.

 كان لك انفراد إعلامى بالتسجيل مع الزعيم عادل إمام فى بداية عملك فى الإذاعة.. فما تفاصيله؟

وقتها حضر الزعيم عادل إمام بدء تصوير فيلم «غبى منه فيه»، داعماً لابنه رامى، فى أول فيلم من إخراجه، فذهبت حفل بدء التصوير، وسجلت معه عن ذكرياته عن المسلسل الذى عمله فى إذاعة الشرق الأوسط مع عبدالحليم حافظ، وعندما عدت للبيت هاتفت الأستاذة إيناس جوهر وأبلغتها، فقالت لى «برافو عليك واحضرى غداً بالتسجيل»، وبالفعل أذيع اللقاء وكان انفراداً حقيقياً وقتها، وصرفت لى مكافأة 400 جنيه، فهى شخصية جميلة وتدعمنى دائماً، وعملت معها بعد ذلك «حكايات الشرق مع إيناس».

 استخدمت قالب التحقيق فى برامجك الإذاعية؟

كنت من القلائل الذين قدموا تحقيقاً إذاعياً، وقدمت حلقات عديدة، وبرنامجاً أعتز به جداً اسمه «المقالة لا تزال فى جيبى» عبارة عن مقالات لم تنشر فى الجرائد.. وأخذت جوائز من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وحصلت على جائزة الإبداع عن هذه الحلقات مناصفة أنا وزميلى المخرج إبراهيم عبدالسلام.

 تعرضت لمواقف صعبة فى فترة الإخوان ما تفاصيلها وذكرياتك عنها؟

فترة الإخوان من أصعب الفترات علىّ فى المهنة. أتذكر منها كثيرة، منها أننى كان لدى شيفت فى الإذاعة، ووجدت «بلطجى» يقول لى «امشى الشعب أعطى لك أجازة». فهذه الفترة كانت صعبة جداً للعمل فى المبنى، وكانت تأتى علينا أوقات لا نعود لبيوتنا، ونظل فى المبنى حتى اليوم التالى. وجاءت فترة صلاح عبدالمقصود، وزيراً للإعلام، وكان له تصريح قال فيه «أنا على قلبكم» فالمهم كان عندى هواء، ورديت على التصريح فى الهواء قائلة «أبناء ماسبيرو هما اللى على قلبك، وليس أنت على قلبهم»، وتعرضت للتحقيق، وفى التحقيق قالوا إننى قلت لفظ غير لائق فتساءلت «أين اللفظ غير اللائق؟»، وكررت الكلام اللى صرح به الوزير الذى ينص «أنا قاعد على قلبهم». وهناك موقف آخر، فى إحدى الحلقات أثناء عمل اللجنة التأسيسية للدستور استضفت طرفاً من الإخوان وطرفاً آخر، وكان الطرف الإخوانى ديكتاتورى، وقال لى لو استمر اللقاء بهذا الشكل سأنسحب من الهواء، وبالفعل قلت له اتفضل انسحب.

 أنت أقدم مذيعة تغطى رئاسة الجمهورية فى عدد السنوات بعد محمد نوار رئيس الإذاعة.. كيف جاء اختيارك ضمن فريق تغطية الأنشطة الرئاسية؟

مع بدء المرحلة الانتقالية عام 2014، وتولى المستشار عدلى منصور أصبح لدينا آمال كبيرة، وزادت هذه الآمال بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، فرشحتنى وقتها رئيس الإذاعة الأستاذة نادية مبروك، ونائب رئيس الإذاعة أمل مسعود، لتغطية أول حدث كبير يحضره الرئيس السيسى بعد توليه الحكم، وهو المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ. والحمد لله وقتها انفردت بالتسجيل مع جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، ثم توالت الأحداث بعد ذلك، وكانت ذروة العمل والفرحة الحقيقية هى عمل قناة السويس الجديدة، وسجلت عشرات المرات مع اللواء مهاب مميش، وبدأت أثبت أننى قادرة على هذه التغطيات بشكل متكامل غير مألوف، من حيث المعلومة والأرقام، وأن أجذب أذن من يسمعنى عبر أثير الإذاعة، ويكفى أن يتم ضم جميع المحطات الإذاعية أثناء تغطية الرئاسة، ومعى زملاؤنا الأعزاء إسماعيل دويدار ولمياء سليمان، ومحمد نوار رئيس المجموعة، وأحياناً فى أحداث يتم توزيعنا فى عدة نقاط، مثال زيارة ماكرون، كنا أربعة ننقل الحدث بالكامل، وأنا غطيت فعاليات لقائه فى جامعة القاهرة، وباقى زملائى فى باقى النقاط. فالإذاعة المصرية شاهد عيان على كل أحداث مصر، وعين المستمع فى كل مكان، فنحن نقلنا كل الافتتاحات، وجولات الرئيس وغيرها، كما شرفت أكثر من مرة بالتعليق الصوتى لأفلام تسجيلية أذيعت أمام رئس الجمهورية، وتتحدث عن أعمال الرئاسة، فاختيارى لتغطية الرئاسة شرف كبير لى، وليس شطارة منى، بقدر ما هو ثقة رؤسائى فى.

 عينت مدير إدارة التنسيق الإخبارى والتغطيات الخارجية فى الإذاعة المصرية.. ما الذى يمثله لك هذا المنصب؟

أنا مدير الإدارة التنسيق الإخبارى، وأيمن عطية مدير عام الإدارة، فهذه الإدارة همزة الوصل بين كل جهات الدولة والإذاعة المصرية، حول كيفية نقل شغل الرئاسة من الخارج والداخل عبر أثير الإذاعة، فنحن لدينا إذاعات تفاعلية واذاعات إقليمية وغيرها، وهذا تحقق أثناء انتخابات الرئاسة وغيرها من الأحداث المهمة الكبيرة. وأشكر زميلى المحترم أيمن عطية مدير عام الإدارة وأهنئه على منصبه الجديد مدير عام البرامج والمراسلين بأخبار الإذاعة المصرية، فقد تعاونا سوياً واشتغلنا على نقل الحدث وما وراءه وما يسبقه، فأصبحنا أشمل فى التغطيات، وهذه توجيهات رئيس الإذاعة لنا.

 ما أشهر التغطيات واللقاءات خلال عملك فى الإذاعة المصرية؟

أعتز ببرنامج «ضيف على الفطار» وكان فاتحة الخير لأنه عرفنى بقداسة البابا، والسفير بسام راضى المتحدث الرسمى للرئاسة وقتها، ومنحنى أكثر من فرصة للتسجيل معه، وهو شخصية ثرية وفى غاية الاحترام، وتأثرت به، وهو حالياً سفير مصر فى إيطاليا. وأذكر فى مؤتمر الشباب عام 2017، كنت أنقل هواء وكان أول حدث يغطيه سيادة السفير بسام راضى بعد توليه المتحدث الرسمى للرئاسة، فطلبت منه أسجل، وكان تولى منصبه منذ ساعات قليلة، فوافق وطلب أن نخرج خارج القاعة لنسجل، ووقتها كنت أنقل الحدث على الهواء، وبالفعل سجلت اللقاء، وكان انفراداً وقتها، ثم سجلت معه مرات عديدة، منها فى شهر رمضان، ولقاء أثناء زيارة الرئيس الفرنسى وحرمه 2017، وكانت من الزيارات الثرية، وأتذكر أننى لم أذهب إلى البيت من كثرة العمل والتغطية الشاملة.

 كيف بدأت علاقتك بقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؟

من خلال لقاء إذاعى، سجلته مع سيادته، وترجم إلى خمس لغات، وكان أول مرة يسجل لقاءً إذاعياً. فى البداية اقترحت اللقاء معه، وهذا لم يكن سهلاً تماماً، ولجأت لزميل صحفى بالأهرام ليساعدنى فى الوصول لقداسته، ولم يتمكن من هذا، فاتجهت للمخرجة غادة الفقى، مخرجة تغطيات الأحدث الرئاسية بالتليفزيون، وقلت لها أود أن أعمل لقاءً إذاعياً مع قداسة البابا، ومعى اسكريبت مكون من 13 ورقة، فقالت «سأساعدك فى الوصول له وأنت وشطارتك» فدخلت إلى سكرتارية البابا وسمعونى «بأريحية»، وأبلغونى أنه بعد يومين سيذهب الدير لأسبوع الآلام. وهناك سيدة فى المكتب أخذت منى الاسكريبت، دخلت به وخرجت فى يدها قداسة البابا، وأجرت أنا وزميلى المخرج تامر حسنى غنيم أجهزة تسجيل، وذهبنا قبل موعدنا بأربع ساعات، واشتريت قلماً وبردية لكى أحصل على كلمة منه للذكرى، وأخذت معى أيضاً فانوساً مصرياً لأهديه له، وكان الوقت المحدد للقاء 35 دقيقة، فتركونا 3 ساعات وهذا اللقاء أذيع بدون فواصل من العصر للمغرب، وهو شخصية لطيفة جداً، واستقبلنا بحفاوة كبيرة.

 وكيف جاءت فكرة عمل كتاب عن قداسة البابا؟

فى أحد محاور اللقاء، سألته «رفضت تقابل الأمريكان؟!» فقال «نعم رفضت أقابل أى مسئول أمريكى حتى لا يقال أنى منحاز للأمريكان»، وبعد اللقاء قلت له لا بد من توثيق هذا الكلام حتى لا ينسى أحد، فعملنا عصف ذهنى بحثاً عن فكرة لتوثيق ما صرح به ورؤيته الوطنية، ووصلنا إلى أن نسجل، وبالفعل ظللت أذهب للكنيسة أسجل معه على مدار أربع سنوات، وفى النهاية توصلنا إلى أن نصدره فى كتاب، فهذا كان بعيداً كل البعد عن اللقاء الإذاعى الذى أجريته مع سيادته.

 هل حذف أجزاء من الكتاب؟

لا يحذف شىء من الكتاب. وقداسته أعطى لى حق التعامل مع الكتاب فى الطباعة أو الترجمة أو أى شىء آخر، وكتب مقدمة الكتاب المستشار عدلى منصور، الذى طلب أن يقرأه فى البداية، وذكرنى فى المقدمة بشكل أشكره عليه دائماً. والحمد لله أكبر نجاح لى بعد إصدار الكتاب هو إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى به فى قداس يوم الميلاد، وهذه الإشادة وسام على صدرى.

 ما طموحاتك العملية والعامة؟

إنسانياً، أتمنى أرى بنتى الوحيدة فرح تتخرج فى الجامعة. وعملياً فأتمنى أن ينصلح الحال فى الإعلام.