واشنطن وبكين: صفقة تسوي الحــرب التجارية

واشنطن وبكين: صفقة تسوي الحــرب التجارية

الولايات المتحدة والصين يتوصلان إلى اتفاق من شأنه وضع نقطة النهاية لحرب تجارية تهدد الاقتصاد العالمي.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن اتفاق يلزم الصين بتوريد المعادن الأرضية النادرة إلى بلاده “مقدما” مقابل تقدم الولايات المتحدة تنازلات معينة من بينها السماح للطلاب الصينيين بالدراسة في الجامعات.
 
الاتفاق مهم للولايات المتحدة التي ترى في هيمنة الصين على المعادن النادرة تحديا استراتيجيا.. إذ تسيطر بكين دون منازع على  سلاسل توريد المعادن الحيوية، حيث تنتج نحو 60% من الإمدادات العالمية من المعادن الأرضية النادرة، وتُعالج ما يقارب 90% منها.
 
وكانت العناصر الأرضية النادرة المستخدمة على نطاق واسع في قطاعي السيارات والدفاع، نقطة خلاف رئيسية بين القوتين الاقتصاديتين.
 
وزارة التجارة الصينية فرضت، في أوائل أبريل، قيودا على تصدير المعادن الاستراتيجية، ردا على الزيادة التي فرضها ترامب في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية المصدرة.
 
وتبادل الطرفان الاتهامات بالتراجع عن اتفاق تجاري مبدئي تم التوصل إليه في سويسرا الشهر الماضي، إلا أن المستثمرين ظلوا متفائلين بإمكانية تحقيق انفراجة، خاصة بعد المكالمة الهاتفية الأخيرة بين ترامب وشي.
 
بموجب الاتفاق.. تخضع السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55% بينما تخضع السلع الأمريكية الراغبة في العبور إلى لرسوم بواقع 10% فقط.
 
التوافق بين الاقتصادين الأكبر في العالم يأتي في إطار اتفاق جنيف وجاء بعد يومين من المحادثات رفيعة المستوى في لندن.. ولا يزال ينتظر الموافقة النهائية من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج.
 
على مدى تاريخ طويل ظل الخلاف بين واشنطن وبكين أكبر بكثير من التوافق.. التصعيد بين الجانبين أدى إلى اضطرابات حادة في الأسواق وفوضى في الموانئ ودفع سلاسل الإمداد العالمية إلى حافة الانهيار.. والتوافق بينهما يمهد الطريق لهدوء بالأسواق واستقرار بحركة التجارة العالمية.