المجالي يكتب: الأردن.. ركيزة الأمان في الشرق الأوسط وأساس استقراره ـ بقلم: نضال أنور المجالي

لطالما كان الشرق الأوسط بوتقة للأحداث المتسارعة والتحديات الجيوسياسية المعقدة. وفي خضم هذه الاضطرابات، يبرز اسم الأردن كدولة محورية لا يمكن الاستغناء عن دورها في أي جهد يرمي إلى إحلال السلام وتهدئة النزاعات. إن المطالبات المتكررة من قبل دول العالم للأردن بالتحرك لحل المشاكل الإقليمية، بدءًا من النزاعات وصولًا إلى قضايا التهجير، ليست سوى تأكيد على المكانة الفريدة التي يتمتع بها هذا البلد بقيادته الهاشمية الحكيمة. إن هذه المطالبات الدولية المتزايدة تعكس إدراكًا عميقًا بأن الأردن ليس مجرد لاعب إقليمي، بل هو “الدومينو الوحيد” القادر على تحريك قطع الشطرنج الإقليمية نحو السلام. إن الحضور الأردني الفاعل، المدعوم برؤية ثاقبة ونهج متوازن، يجعله الوسيط الموثوق به والطرف القادر على بناء الجسور بين مختلف الأطراف. وهذا ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج عقود من الدبلوماسية الهادئة والمواقف المبدئية التي رسخت دور الأردن كصوت للعقل والحكمة.إن الثقة الدولية في الأردن لا تقتصر على قدرته على حل النزاعات فحسب، بل تمتد لتشمل دوره الإنساني الرائد في استضافة اللاجئين والمتضررين من الأزمات الإقليمية. فلقد تحمل الأردن أعباء تفوق طاقته في استضافة الملايين، مقدمًا بذلك نموذجًا للتضامن الإنساني الذي يعكس قيم القيادة الهاشمية الراسخة.يُعد الاتصال الأخير الذي تلقاه جلالة الملك عبدالله الثاني من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتأكيد جلالته على ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التصعيد الخطير بالمنطقة، مثالًا حيًا على هذا الدور المحوري. ففي لحظات الأزمات، تتجه الأنظار إلى الأردن، وإلى قيادته الهاشمية، لإيجاد حلول وتهدئة النفوس. هذا ليس مجرد دور دبلوماسي، بل هو مسؤولية تاريخية يحملها الأردن على عاتقه تجاه أمن واستقرار المنطقة برمتها.في الختام، يمكن القول إن الأردن، بقيادته الهاشمية الفذة، يمثل بالفعل ركيزة أساسية للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. إن قدرته الفريدة على جمع الأطراف، وتقديم الحلول، وتحمل المسؤوليات، تجعله ليس فقط لاعبًا إقليميًا مهمًا، بل هو الضامن الوحيد في كثير من الأحيان للحفاظ على بصيص الأمل في منطقة طالما عانت من ويلات الصراعات.حفظ الله الاردن والهاشميين