صوت إنذار: إعادة تكرار سيناريو القضاء على القيادات – بقلم: عمر العزام

في تطور جديد يعكس تصعيداً نوعياً في أسلوب المواجهة الإقليمية، شهدت إيران عملية عسكرية دقيقة استهدفت شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، في سيناريو يعيد للأذهان مشاهد استهداف قيادات حزب الله في لبنان وسوريا وإيران ذاتها خلال السنوات الماضية.ورغم اختلاف المكان والأسلوب، إلا أن الرسالة واحدة، فالعملية، التي تُظهر مستوى عالٍ من الاختراق الاستخباراتي والتنفيذ الميداني باتت واقعاً قابلاً للتكرار، وقد لا يكون الهدف منها فقط القضاء على أسماء محددة، بل إيصال رسالة تحذيرية لإيران وغيرها من الدول، بأن زمن الحصانة الجغرافية إنتهى.وعليه فإن على كافة الأوساط الأمنية في المنطقة أن تتعامل مع هذا التطور كجرس إنذار عالي النبرة، فالتقنيات المستخدمة، والطريقة التي نُفذت بها العملية، تعكس تطوراً في أدوات الصراع، حيث لم تعد المواجهات محصورة في جبهات مفتوحة، بل انتقلت إلى العمق، وإلى نمط اغتيالات استراتيجية تُنفذ بدقة جراحية.ويحذر مراقبون من أن هذا النوع من العمليات قد يتكرر في دول أخرى، كما يشيرون إلى أن المنظومات الأمنية التقليدية لم تعد كافية لمواجهة هذا النوع من التهديدات، الأمر الذي يفرض على الحكومات مراجعة بنيتها الأمنية والتقنية.في النهاية، تكرار هذا المشهد في طهران ليس مجرد حدث عابر، بل تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك، وهو تحذير واضح للجميع، وكل دولة معنية بإعادة حساباتها الأمنية، لأن المفاجأة القادمة قد تكون على أرضها