بين إغراء أرتيتا ووعد ألونسو.. رودريجو في محطة حاسمة (صور)

بين إغراء أرتيتا ووعد ألونسو.. رودريجو في محطة حاسمة (صور)


مدار الساعة – تتشابك الطموحات الفردية مع استراتيجيات الأندية دائمًا في كرة القدم، وفي ظل هذه المعضلة، يجد النجم البرازيلي رودريجو جويس نفسه في قلب لغز محيّر يتعلق بمستقبله مع ريال مدريد.فمع إعلان النادي الملكي عن التعاقد مع الموهبة الأرجنتينية فرانكو ماستانتونو، الذي يشغل مركز الجناح الأيمن مثل رودريجو، وتصاعد دور النجم التركي الشاب أردا جولر في خطط الفريق، أصبحت مكانة رودريجو في التشكيلة الأساسية موضع تساؤل.وفي خضم هذا الغموض، يبرز اهتمام نادي آرسنال بقيادة ميكيل أرتيتا بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد.فهل يبقى رودريجو في البرنابيو ليثبت نفسه تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، أم يختار مغامرة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز؟عهد ريال مدريد الجديدكان رودريجو، البالغ من العمر 24 عامًا، جزءًا لا يتجزأ من نجاحات ريال مدريد منذ انضمامه من سانتوس في يوليو/ تموز 2019.وخلال 267 مباراة، سجل 68 هدفًا وقدم 50 تمريرة حاسمة، مما يظهر قدرته على التأثير في المباريات الكبرى، ومع ذلك، لم يكن الموسم الماضي (2024/2025) الأفضل له، حيث سجل 14 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة في 51 مباراة، لكنه عانى من عدم الاستمرارية في الأداء.هذا الأمر تزامن مع تغييرات كبيرة في ريال مدريد، بدءًا من رحيل المدرب كارلو أنشيلوتي وتولي تشابي ألونسو القيادة، وصولاً إلى التعاقدات الجديدة التي تهدد بتقليص دوره.أحد أبرز التحديات التي تواجه رودريجو هو التعاقد مع فرانكو ماستانتونو، الجناح الأيمن الأرجنتيني الواعد، فهذا التعاقد يضع ضغطًا مباشرًا على مركز رودريجو، حيث يتنافس اللاعبان على نفس الدور.بالإضافة إلى ذلك، برز النجم التركي أردا جولر كقوة جديدة في الفريق خلال الأشهر الأخيرة من ولاية أنشيلوتي.وأصبح جولر، الذي أظهر قدرات استثنائية كلاعب وسط رابع يربط خط الوسط بالهجوم، خيارًا مفضلاً لتزويد الثنائي فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي بالكرات الحاسمة.هذا التطور التكتيكي قد يعني أن رودريجو سيجد نفسه خارج التشكيلة الأساسية، خاصة إذا اختار ألونسو الاعتماد على ثنائي فينيسيوس ومبابي في الهجوم.لقاء حاسم مع ألونسووفقًا لتقارير من مصادر موثوقة مثل “ماركا” و”ريال مدريد كونفيدينسيال”، أجرى رودريجو لقاءً وجها لوجه مع تشابي ألونسو في مركز تدريب فالديبيباس.هذا اللقاء كان حاسمًا في تحديد موقف اللاعب من مستقبله، إذ أكد ألونسو، الذي تولى تدريب ريال مدريد بعد تجربة ناجحة مع باير ليفركوزن، لرودريجو أنه جزء أساسي من خططه.ووفقًا للتقارير، أعرب ألونسو عن رغبته في الاعتماد على أسلوب لعب سريع وديناميكي ومباشر، وهو ما يتناسب تمامًا مع قدرات رودريجو.هذا الحوار الإيجابي بدا أنه أعاد الثقة إلى اللاعب البرازيلي، الذي نشر صورة له من التدريبات مع تعليق “سعيد”، مما يشير إلى رضاه عن الوضع الحالي.وذهب تقرير “ريال مدريد كونفيدينسيال” إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن رودريجو “قرر البقاء” بعد هذا اللقاء.ويعكس هذا القرار ثقة الموهوب البرازيلي في قدرته على استعادة مكانته تحت قيادة ألونسو، رغم المنافسة الشرسة داخل الفريق.ومع استعداد ريال مدريد لخوض كأس العالم للأندية، حيث سيواجه الهلال السعودي في 18 يونيو/ حزيران، يبدو أن رودريجو مصمم على إثبات نفسه كعنصر لا غنى عنه.اهتمام آرسنال: فرصة أم إغراء؟في الوقت نفسه، يظل آرسنال يتربص بالفرصة لضم رودريجو، حيث يسعى الجانرز تحت قيادة ميكيل أرتيتا، إلى تعزيز خط الهجوم بعد موسم مخيب آخر دون ألقاب كبرى.وأشارت التقارير إلى أن آرسنال أجرى “مناقشات” مع رودريجو، الذي طالب براتب أسبوعي يصل إلى 250 ألف جنيه إسترليني للانتقال إلى ملعب الإمارات.هذا الاهتمام يحظى بدعم علني من مدافع آرسنال والمنتخب البرازيلي جابرييل ماجالهايس، الذي وصف رودريجو بـ”الظاهرة” في مقابلة مع بودكاست “بودبا”، معربًا عن رغبته في رؤية مواطنه في صفوف الجانرز.ويرى آرسنال في رودريجو الإضافة المثالية لتعزيز الأجنحة الهجومية، خاصة مع سعي النادي لمنافسة أندية مثل ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي، التي تخطط لتعزيز صفوفها أيضًا.لكن قرار رودريجو بالبقاء في ريال مدريد قد يمثل ضربة لآمال أرتيتا، الذي يبحث عن لاعب يجمع بين السرعة والمهارة والقدرة على حسم المباريات.ماذا يعني قرار رودريجو؟قرار رودريجو بالبقاء، إذا تأكد، فإنه يعكس إيمانه بقدرته على التكيف مع رؤية ألونسو التكتيكية، فإذا اعتمد أسلوب الإسباني، على السرعة واللعب العمودي، فإن هذا قد يمنح رودريجو فرصة للتألق، خاصة إذا تمكن من التفوق على ماستانتونو وجولر في المنافسة الداخلية.أما إذا قرر المدرب تطبيق فلسفة جديدة تعتمد على الاستحواذ والتمرير فإن رودريجو سيواجه منافسة شرسة من موهبتي الأرجنتين وتركيا، وسيكون الضغط عليه هائلاً، لأن الإدارة والجمهور سينتظران أداءً مميزًا يبرر قراره بالبقاء.من ناحية أخرى، يبقى اهتمام آرسنال خيارًا مغريًا قد يعود إلى الواجهة إذا فشل رودريجو في استعادة مكانته داخل ريال مدريد.وقد يكون الدوري الإنجليزي، بكثافته وتنافسيته، منصة مثالية للاعب بحجم موهبة جويس، لكنه يحمل أيضًا مخاطر التكيف مع أسلوب لعب مختلف وبيئة جديدة.رودريجو جويس يقف اليوم عند مفترق طرق، فقرار البقاء في ريال مدريد قد يعكس ثقته في نفسه ورؤية تشابي ألونسو، لكنه ليس خاليًا من المخاطر.بينما يظل اهتمام آرسنال بمثابة خطة بديلة قد تعيد فتح النقاش حول مستقبله إذا لم تسير الأمور كما يأمل.وفي عالم كرة القدم المتقلب، يبقى رودريجو لغزًا ينتظر الحل.