الأسعد تكتب: طهران.. السلسلة التي توقعت الأحداث الحالية بين إسرائيل وإيران

الأسعد تكتب: طهران.. السلسلة التي توقعت الأحداث الحالية بين إسرائيل وإيران


مدار الساعة – كتبت: سالي الأسعد – في زمنٍ تتقاطع فيه نشرات الأخبار مع مشاهد المسلسلات، يصبح السؤال مشروعًا: هل نعيش واقعًا مكتوبًا مسبقًا؟أم أن بعض المسلسلات ليست خيالًا… بل بروفة لتمهد لنا ما سيحدث؟مشهد التصعيد العسكري الحالي بين إيران وإسرائيل – صواريخ تُطلق، منشآت تُقصف، وحديث متسارع عن “الردع النووي” لا يبدو غريبًا على من شاهد مسلسل “طهران”، الذي عُرض لأول مرة عام 2020.ومع كل حلقة، من المسلسل كان يضع لبنة جديدة في سيناريو… نراه اليوم على الأرض.”طهران” لم يكن وثائقيًا. بل مسلسل تجسسي إسرائيلي، من تأليف موشي زوندر (كاتب “فوضى”) وإخراج دانيال سيركن، وبطولة نيف سلطان بدور “تمار”، عميلة موساد من أصول إيرانية، أُرسلت إلى طهران بهوية مزيفة لاختراق أنظمة الدفاع وتعطيل مفاعل نووي.تُنفَّذ المهمة من داخل إيران، لكن التصوير جرى بالكامل في أثينا، بسبب الحظر الأمني، واختيرت بعناية لتشابهها المعماري والجغرافي مع العاصمة الإيرانية.انطلقت المهمة، وبدأت الشبكة تتعقّد: اختراقات إلكترونية، اغتيالات، خيانات مزدوجة… وظل حرب إقليمية على الأبواب.لكن المدهش؟أن ما طُرح في الموسم الأول… صار يتكرّر اليوم ما يدفعني للتساؤل هل الفن يسبق الواقع؟ أم يُبرمجه؟الضربات الجوية المتبادلة الحربالتصعيد النووي العمليات الغامضةكلها مشاهد مرّت بنا في دراما المسلسل وشاشات العرض قبل أن تصل إلى نشرات الأخبار ولم تكن مجرد مصادفات.المفاجأة الكبرى ان الموسم الثالث من “طهران”، الذي كان من المفترض أن يُعرض عبر Apple TV+ في نهاية 2024، تأجّل دوليًا بسبب اشتعال الصراع الحقيقي بين إسرائيل وحماس، وتدهور العلاقة مع إيران.وفي داخله مشروع نووي إيراني سرّي.ومخطط لشنّ هجوم ضخم يُعيد تشكيل المعادلة في الشرق الأوسط.هذا التأجيل لم يكن لأسباب فنية… بل لأن ما صُوِّر خياليًا بات مطابقًا للواقع بشكل مخيف.“طهران” مسلسل إسرائيلي–أميركي–كندي، من إنتاج مشترك بين قناة Kan 11 ومنصة Apple TV+.هل كان هدف مسلسل “طهران” الترفيه؟ أم تمرير خطاب استخباراتي ناعم، يعيد تعريف العدو، ويُهيئ الرأي العام العالمي لسيناريو “ضربة وقائية”؟ربما لم يكن مجرد عمل درامي بل هندسة وعي جماعية، موجهة، ومحسوبة التوقيت.المسلسل كان واصحا تجاه الصراع الإيراني–الإسرائيلي، يشرّعه وبرره فنيًاوقدم السرد من زاوية واحدة:العميلة الجريئة، العدو النووي، الشرق الغامض.سؤال يجول بخاطري كابنة لهذه المنطقة التي لاتهدأ ابدا هل نعيش واقعنا؟ أم أن أحدهم قرأ لنا السيناريو… منذ أربع سنوات، على شكل مسلسل؟“طهران” ليس مجرد مسلسل.بل درس مبكر في كيف تُكتب الحروب… قبل أن تندلع.. هل ما رايناه على الشاشات محض دراما أم نشرات أخبار أنتجتها الدراما قبل أن تصير واقعًا؟سؤال اتركه لعقل القاريء