مقالة للدكتورة روزلين تركي العبادي: الحفاظ على التوازن النفسي في فترات الأزمات والحروب

مقالة للدكتورة روزلين تركي العبادي: الحفاظ على التوازن النفسي في فترات الأزمات والحروب


الأزمة في اللغة العربية هي الشدة و القحط، و تأتي بمعنى الضيق و الشدة و قد تعددت أنواعها بين الأزمة السياسية أو الأزمة المالية أو المهنية ، معبرة عن خلل أصاب النظام و شره في الجدار و حادثة مفاجئة عنيفة أو حالة غير مرغوب بها، بمعنى أن الأزمة تحتمل أيضًا معنى الواقعة أو الصدمة أو الصراع .و قد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد أن الحياة منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا على درجة عالية من الصعوبة ، و قد حث سبحانه و تعالى على اللجوء إلى الصلح و العفو بقوله: ” و إن جنحوا للسلمِ فأجنح لها و توكّل على الله “.و من ناحية نفسية، يُعد الحفاظ على الإستقرار النفسي أثناء الأزمات تحديًا كبيرًا، حيث أن هذه الأزمات تساعد على ظهور مجموعة من الأعراض السلوكية المرضية ، كالقلق و التوتر ، و فقدان الدافع للعمل ، و الحزن ، و الإرتباك و الصدمة ، و الشعور بالألم و فقدان الشعور بالأمن ، و تفكك النسيج الإجتماعي ،و انهيار هيكل القيم و نُظم المبادىء و العادات و التقاليد ، و شيوع اللامبالاة و الشعور بعدم الإنتماء.لكن الأهم هُنا هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر ، دون السماح لها بالسيطرة على الفكر أو السلوك ، و رفع القدرة على استعادة الأمل و الوقوف من جديد، لذا وجب استخدام مجموعة من الإستراتيجيات النفسية التي تساعد الفرد على الوصول إلى حالة من الإتزان و القدرة على المواجهة، بدءًا من الإعتراف بوجود المشاعر السابقة المرافقة للأزمة مع عدم الإستسلام لها، و التقليل من التعرض للأخبار السلبية و إحاطة نفسك بالإشخاص الإيجابيين ،كما أن اللجوء إلى الدين بالصلاة و الدعاء و الرضا بما قدرَه الله سبحانه و تعالى يُخفف من الشعور بعدم الأمان و الوحدة،و لا بد أن التطوع و تقديم الدعم النفسي للآخرين يزيد من الشعور بالقوة،و القيام بتمارين التنفس و المشي و الرسم و الكتابة جميعها كفيلة بالتخفيف من حِدة الأعراض النفسية المرافقة للأزمات على اختلافها.من هُنا و بدوري كإستشارية نفسية أقول” أن الأزمة مؤقتة مهما طالت ، وأن لكل شدة نهاية ، و لابُد أن يبزغ الفجر بعد الظُلمة، لذا لنفسك عليك حق بالتوازن و الانتصار على هذه الأزمات”.