العموش يبرز: الاتجاه الصحيح للبوصلة الأردنية – تأليف: د. سامي علي العموش

قدر الأردن بحكم موقعه أن يواجه تحديات كثيرة وتفسيرات قد لا تمت إلى المنطق وليس لها علاقة في الاتجاه ولكن لها علاقة في سيادة الدولة والدفاع عن مواطنيها وحمايتهم والسهر على راحتهم وإبعادهم عن منطقة الصراع التي لا ناقة لنا ولا جمل فيها، وأنا أؤكد دائما وأبدًا أن الأردن لم ولن يتدخل في شأن أي دولة من الدول ولم يكن طرفًا في هذا النزاع ولم يكن مغذياً إقليمياً لأي جهة من الجهات، ولكن هناك بعض الجهات الحاقدة والمتربصة بالأردن والتي لا تريد له الاستقرار لتؤكد حالة الفوضى المنتشرة في المحيط، فكيف لنا أن نمارس سيادتنا ودفاعنا عن الوطن والشعب بدون أن نذود عن ونتصدى لكل طامع أو مستهدف أو من يحاول إدخال الأردن في فتن وحروب؟ ونحن في أمس الحاجة إلى استقرار ونبحث عن الأمن والأمان. والآن نسمع ونشاهد كثيراً من الأصوات الناعقة والتي تتهم الأردن زورًا وبطلانًا وتُجيّش المواقف ضده وهذا ليس مستغربًا أبدًا سواء على المستوى الإقليمي أو الداخلي فهذا الجو اعتدنا عليه في التشكيك في المواقف والطرح، ولكن الحقيقة مختلفة فمن يريد الحفاظ على بلده واستقراره ومُقَدّرَاته عليه أن يحمي أجواءه بقدر المستطاع وبغض النظر عمن ولمن فالوطن أغلى من الجميع ولا ينافسنا على حبه كائنٌ من يكون وهذه نقطة تجمع ولا تفرق لدى الأردنيين، ولقد اعتدنا على مثل هذه الشتائم وهذه الظروف وكنا دائما وأبدًا المنتصرون بعون الله لأننا آمنا بالإنسان ودوره في الحياة وأن نعمل ضمن المتاح والمقدرة وأن لا نجازف بحياة الناس، وكل اللذين رفعوا الشعارات كانت النتائج واضحة لأعيُننا ورأينا ما حدث والشاهد الوحيد الوضع المحيط في الأردن وسمعنا منهم بعد فوات الأوان ليتنا حافظنا على وطننا بدل الخراب والدمار الذي حل، ولنسألهم ما النتيجة التي كونوها بعد ذلك مقابل التضحيات عبر السنوات؟ لا شيء، فالمعادلة الصفرية قائمة ونتائجها واضحة ومن أراد المغامرة فلا يغامر بشعبه ولا بِمُقَدّرَاته ولمصلحة من؟ هل لمصلحة الوضع الإقليمي والخارجي أم الداخلي؟ أتعجب ألم يحمد الله على هذه النعمة من الاستقرار، ولكنهم كالبوم دائما وأبدًا ناعقين لا شاكرين؛ لأنهم دائما يريدون لهذا البلد عدم الاستقرار وأن يحل به ما يحل بالإقليم، ولكن بهمة النشامى وأجهزتنا الأمنية الساهرة بعون الله والمتيقظة يكون الأردن دائما والوطن هو الأغلى وهو عنوان وقصيدة يرددها الأطفال عندما كانت وما زالت وستبقى اللحن الخالد بإذن الله، هذا هو الأردن وهذا هو جيشه ونحن أبناءه وليس لدينا مكان غير هذا الوطن وليقولوا ما يقولون لسنا آبهين بما يقولون لأن من يؤمن وينتمي إلى الوطن سيكون عنوانه الكبير دائما هو الأفضل والأحسن والأغلى وعند ذلك تتساقط كل الأشياء من حوله وأعيدها نزداد صلابة كلما ازدادت الخطوب والتحديات لأن ذلك يؤكد بأن الأردن والوطن وبقاءه فوق كل اعتبار.وفي الجانب اللوجستي علينا الاحتياط والانتباه والترشيد في كل مقدرات الوطن لأننا دائما وأبدًا يقظين ومتنبهين لما يمكن أن يحدث في المحيط سواء كانت محدودة أو ممتدة، فواجب الاحتياط والتعزيز ضرورة لا يمكن الفرار منها مما يؤكد لنا احتياجنا دائما إلى عودة خدمة العلم؛ لتعزيز الانتماء والولاء لتراب الأردن وعشقه الذي لا ينتهي، حمى الله الأردن وحمى جيشه وأجهزته الأمنية وشعبه الوفي الصادق في القول والعمل.