نمل آسيوي مميت يهدد الحياة ويغزو 20 ولاية أمريكية

مدار الساعة – أطلق خبراء البيئة في الولايات المتحدة تحذيرات متزايدة بشأن الانتشار السريع والخطير لنوع من النمل الآسيوي، يُعرف باسم “نمل الإبرة الآسيوي”، مؤكدين أن لسعاته قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل إلى حد الوفاة في بعض الحالات. وبحسب تقرير نشره موقع “نيويورك بوست”، فإن هذا النوع من النمل، رغم صغر حجمه، يشكل تهديداً متنامياً، لاسيما مع بداية موسم الصيف، حيث يتوافد المواطنون إلى المناطق المفتوحة للاستمتاع بالشمس.ما هو نمل الإبرة الآسيوي؟وينحدر من الصين واليابان وكوريا. وقد تم رصده لأول مرة في الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي، بحسب تقرير صادر عن دائرة الغابات الأمريكية.ويبلغ طول هذا النمل نحو 0.2 بوصة، ويتراوح لونه بين البني الداكن والأسود اللامع، ما يجعله شبيهاً بأنواع أخرى يصعب تمييزه عنها بسهولة.أين ينتشر؟حتى الآن، تم الإبلاغ عن وجود نمل الإبرة الآسيوي في 20 ولاية أمريكية، معظمها في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي، إلا أن تقارير ظهرت من ولايات أخرى مثل ويسكونسن وأركنساس وواشنطن.وتُظهر خرائط التوزيع، أن هذه الحشرة قادرة على النجاة في الأجواء الباردة، وتبدأ في الظهور في مارس (آذار)، لتبلغ ذروتها خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).غالباً ما يتواجد هذا النوع من النمل في الأماكن الرطبة والمظللة، مثل أوراق الأشجار المتساقطة، وتحت الصخور وجذوع الأشجار الميتة، وحتى في النباتات المحفوظة بالأصص وأكوام الخشب.ما مدى خطورته؟رغم أن نمل الإبرة الآسيوي أقل عدوانية من نمل النار، إلا أن لدغته عند التعرض للإزعاج قد تكون شديدة الألم.وقال الأستاذ بجامعة هونغ كونغ، بينوا جينارد، الذي درس هذه الحشرة في ولاية كارولينا الشمالية: “تخيّل أن أحدهم يغرز إبرة في جلدك. إنه ألم حاد، وقد يعود على شكل موجات. في حالتي، استمر الألم نحو ساعتين، لكن لدى بعض الأشخاص قد يمتد من 24 إلى 48 ساعة”.وأضاف جينارد أن الأعراض قد تشمل الشرى، الحكة، احمرار الجلد، الغثيان، القيء، تسارع ضربات القلب، تورم اللسان أو الحلق، وصعوبة التنفس. كما قد تظهر أعراض نفسية مثل شعور مفاجئ بـ”الهلاك الوشيك”.ووفقاً لدراسة أُجريت في موطن النمل الأصلي، فإن 2.1% من الأشخاص الذين تعرضوا للسعة واجهوا ردود فعل تحسسية خطيرة تُهدد الحياة، تُعرف طبياً باسم “التأق”.تنبيه خاص للمصابين بالحساسيةفي ولاية جورجيا وحدها، تم تسجيل ثلاث حالات صدمة تحسسية حادة العام الماضي، بسبب لسعات هذا النمل.وحذّر الخبراء من أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه لسعات الحشرات الأخرى، هم الأكثر عرضة للخطر، مشيرين إلى أهمية التعرف على شكل هذه الحشرة وحمل قلم الإبينفرين (EpiPen) في المناطق المعرضة لوجودها.