ذكاء غوغل يثير القلق بشأن مستقبل المواقع الإلكترونية.. هل نقترب من نهاية عصر الويب؟

ذكاء غوغل يثير القلق بشأن مستقبل المواقع الإلكترونية.. هل نقترب من نهاية عصر الويب؟


مدار الساعة – بدأت مواقع إلكترونية عالمية وعربية دق ناقوس الخطر، بعدما لاحظت تراجعاً واضحاً في عدد زياراتها القادمة من محرك البحث غوغل، وهو المصدر الرئيسي لحركة المتصفحين لدى معظم المواقع. وجاء ذلك بعد أن طوّر غوغل قدراته في تقديم إجابات مباشرة داخل صفحة النتائج، معتمداً على الذكاء الاصطناعي، مما جعل كثيراً من المستخدمين يكتفون بما يظهر أمامهم دون الحاجة للدخول إلى المواقع.ويوفر “نمط الذكاء الاصطناعي” لغوغل تجربة متكاملة تجيب على أسئلة المستخدمين من خلال مقالات صغيرة يولدها الذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة البحث، بدلاً من الاكتفاء بعرض قائمة الروابط التقليدية للمواقع الإلكترونية. وعبّر بعض أصحاب المواقع عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه التغييرات إلى تراجع الإيرادات الإعلانية، وتقلّص فرص انتشار المحتوى، خاصة أن غوغل يهيمن على نصيب الأسد من سوق البحث عالمياً. واعتبر البعض أن غوغل بهذه الخطوة لا يكتفي بدور “دليل الإنترنت” بل يتحوّل تدريجياً إلى “محتكر المعرفة”، الأمر الذي يطرح تساؤلات واسعة حول مستقبل النشر الإلكتروني وعلاقة المنصات الكبرى بصنّاع المحتوى.وأشارت تقارير متخصصة إلى أن ما يُعرف بـ “النقرات الصفرية”، أي حصول المستخدم على إجابته دون الدخول لأي موقع، قد ازداد بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.وأكد خبراء أن استمرار هذا الاتجاه قد يُجبر المواقع على إعادة النظر في طريقة عرض المحتوى، وربما الاتجاه إلى وسائل أخرى مثل التطبيقات الخاصة أو الاشتراكات المدفوعة، بحثاً عن مصادر بديلة للدخل وحفاظاً على الجمهور. في المقابل، رفضت غوغل هذه المخاوف، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي سيعزز عالم الإنترنت ويفتح آفاقاً جديدة لاكتشاف المحتوى. وقال متحدث باسم الشركة: “نرسل يومياً مليارات النقرات إلى المواقع، وربط الناس بالويب سيبقى دائماً أولوية لنا”. ومع ذلك، شدد مراقبون على أن الوقت قد حان لإعادة فتح ملف العلاقة بين شركات التكنولوجيا الكبرى ووسائل الإعلام، بهدف الوصول إلى نموذج يضمن استدامة صناعة المحتوى ويحمي التنوع الرقمي.