رسائل سلطانية في فترة حاسمة ـ تأليف: علاء القرالة

رسائل سلطانية في فترة حاسمة ـ تأليف: علاء القرالة


لم يترك جلالة الملك عبدالله الثاني مجالا للتأويل أو الغموض وهو يتحدث لنخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية، في لقاء حمل رسائل «داخلية وخارجية”واضحة، وفي توقيت لا يقبل الانتظار، ويتطلب الحسم والتأكيد على الثوابت و الخطوط الحمراء الاردنية في هذه اللحظة المفصلية، فما هي الرسائل ودلالاتها؟.الملك، ومن قصر الحسينية، وضع النقاط على الحروف، مؤكدا ان الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع في الإقليم، ولن يتهاون مع أي جهة تعبث بـ«أمنه» واستقراره ومصالحه القومية، فهذه الرسالة ليست للداخل فقط، بل هي موجهة أيضا لمن يعتقد أن الأردن ساحة سهلة لتصفية الحسابات أو لتمرير الأجندات او أنه «قصير حربة» في الدفاع عن كرامته وثوابته.في لحظة إقليمية حرجة، ومع تصاعد التوترات بعد العدوان الاسرائيلي على إيران،اختار جلالة الملك أن يضع دبلوماسية الأردن على الطاولة، مؤكدا أن الاردن يتحرك بهدوء لكن بثبات، إقليمياً ودولياً، سعيا للتهدئة مابين الاطراف المتنازعة واستعادة الأمن والاستقرار، وبالتوازي، دعم حل الدولتين كخيار لا رجعة عنه، لضمان سلام دائم في المنطقة.ما لفت الأنظار باللقاء لم يكن فقط الحديث عن الخارج، بل تأكيد الملك على دور النخب الوطنية، في «تعزيز الوحدة الوطنية» و«توضيح مواقف الدولة»، وان يكونوا أدوات فاعلة للدفاع عن الوطن، وخاصة في ظل هذه الظروف والتحديات التي تحيط بالمملكة من كل اتجاه وجانب، لتعزيز الاستقرار والمحافظة عليه.اللقاء جاء بعد جولة ملكية في أوروبا، حمل الملك فيها صوت فلسطين إلى العواصم الكبرى، داعيا إلى وقف الحرب على غزة،وإدخال المساعدات، وإنهاء التصعيد في الضفة والقدس، ضمن جولة سياسية بامتياز لكنها أيضا إنسانية في مضمونها، مطلعا النخب على نتائج هذه الزيارة ونتائجها.الأردن وبقيادة جلالة الملك كان واضحا منذ «بداية المناوشات» بين الطرفين منذ عدة شهور، بأننا لن نسمح لا لهذا الطرف ولا لذاك بانتهاك سيادتنا أو تهديد أمن وطننا ومواطنينا، ولقد حذرنا مرارا وتكرارا من الوصول لهذه اللحظة من التوتر الإقليمي المتصاعد.خلاصة القول،أمام مشهد إقليمي مرتبك، كان الأردن الأكثر وضوحا،دولة تعرف أين تقف، وإلى أين تتجه ولا تتراجع، ولا تساوم على ثوابتها، وتفعل ما تقول ولا تنكث بوعودها، متمكنا من بلورة موقف صامد أمام كل التحديات والتداعيات التي نتجت وتنتج عن الصراعات الاقليمية الحالية، فهذا الاردن الثابت المحافظ على ثوابته لمن لايعرف الاردن ويعتقد انه قادر على العبث معه.