الفريحات يكتب: صوت غير مألوف.. لكنه موجود بيننا ـ بقلم: همام الفريحات

الفريحات يكتب: صوت غير مألوف.. لكنه موجود بيننا ـ بقلم: همام الفريحات


في خضم التحديات الإقليمية المتصاعدة، يبرز الطابور الخامس كأحد أخطر التهديدات التي تواجه الأردن من الداخل. لا يحملون سلاحًا ظاهرًا، لكن أدواتهم لا تقل فتكًا: إشاعات، تشكيك، وبثّ الفتنة بين أبناء الوطن.في لحظات الضغط، كالحروب والصراعات الإقليمية، تنشط هذه الفئة أكثر. فبينما يتصدى الأردن لصواريخ ومسيرات تخترق أجواءه، يظهر الطابور الخامس من الداخل، يشكك في قرارات الدولة، ويهاجم مؤسساتها، ويتساءل بسوء نية عن جدوى الدفاع عن السيادة. إنهم وجه آخر للعدوان، لكن أكثر خُبثًا وأشد خفاءً.هؤلاء لا يطمحون للإصلاح كما يزعمون، بل يعملون على ضرب الروح الوطنية، وهز الثقة بين المواطن ومؤسساته. يتخفّون خلف شعارات الحرية والنقد البنّاء، لكن حقيقتهم تتجلى في لحظات الوطن الفاصلة، حين يصطف الأردنيون للدفاع عن بلدهم، بينما هم يغرسون الشكوك في العقول.خطرهم لا يقل عن الخطر الخارجي، بل ربما يفوقه، لأنهم ينخرون في الجبهة الداخلية، ويهيئون الأرض للخصم دون أن يطلقوا رصاصة واحدة. لكن وعي الأردنيين، ووفاءهم لبلدهم وقيادتهم، هو السد المنيع أمام هذا التهديد الناعم.مواجهة هذا الطابور مسؤولية جماعية. تبدأ بالوعي، وتُبنى على كشف الأقنعة، ولا تكتمل إلا بعزلهم عن نسيجنا الوطني. فحماية الداخل ليست مهمة الدولة وحدها، بل واجب كل مواطن، لأنها لا تقل أهمية عن حماية الحدود.