الصقور يكتب: إذا لم تكن تعبأ بمستقبل هذا الوطن، فأنت عبء عليه — تأليف: المهندس عبد الرحمن حسن الصقور

الصقور يكتب: إذا لم تكن تعبأ بمستقبل هذا الوطن، فأنت عبء عليه — تأليف: المهندس عبد الرحمن حسن الصقور


الوطن ليس مجرد قطعة أرض نعيش فوقها وليس فقط حدود جغرافية نعرف بها أنفسنا الوطن روح تسري في عروقنا وكرامة تصان بالدم وانتماء حقيقي لا يعرف المساومة أو التردد وفي الأردن نحن لا نتحدث عن وطن كبقية الأوطان بل عن قصة صمود ووفاء عن كيان صاغته دماء الشهداء وسقته دموع الأمهات وبناه الأحرار لبنة لبنة وسطره التاريخ بمداد من العزةفإن لم تكن تحمل هم هذا الوطن فأنت حمل ثقيل عليه وهم يضاف إلى همومهأن تكون ابن للأردن يعني أن تكون مسؤولا عنه بالمعنى والسلوك أن تحمل همه في قلبك وتضع مستقبله في حسبانك قبل أن تفكر في مصلحتك الشخصية فالوطن لا يحتاج إلى من يكتفون بالكلام وقت الرخاء ثم يلوذون بالصمت أو الهرب حين تشتد الأزمات الوطن بحاجة إلى من يضعونه أولا لا إلى من يتخذونه وسيلة أو يثقلونه بأعبائهم وأوهامهمقواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وفرسان الحق دائرة المخابرات العامةهم النموذج الاسمى لهذا المعنى ليس طرفا في صراع ولا أداة لتحقيق أجندة بل هم حارس السيادة وحامي الحدود وصمام الأمانجيشنا لا يدافع عن فئة ضد فئة ولا يفرق بين أبناء الوطن بل يقف على مسافة واحدة من الجميع لأنه الجيش العربي إنه الدرع الذي لا يلين والعين الساهرة التي لا تنام والسند الذي لا يتوانى في الدفاع عن تراب الأردن ومقدراته في وقت صارت فيه السيادة عملة نادرة في كثير من بقاع العالمسيادة الأردن ليست شعار سياسيا بل هي جوهر وجودناهي مزيج من كرامة وتاريخ وهوية من يستهين بها يستهين بدماء الشهداء وبحقنا في العيش الامن المستقل لذلك، فإن الحفاظ على السيادة واجب لا يقتصر على الجيش وحده بل يمتد إلى كل فرد منا كلا في موقعه بفكره بصوته بوعيه بعمله بموقفه الشريفحين تصبح الوطنية عبئا على البعض فاعلم أن الخطر ليس في الأعداء على الحدود بل في الذين لا يرون في الوطن إلا محطة مؤقتة أو فرصة خاصةلكن الأردن لم ولن يكون كذلك هو وطن من لا وطن له وبيت لا يغلق بابه في وجه أحد لكنه لا يقبل في الوقت ذاته أن يكون أرضا للتخاذل أو الحياد أو العبث ولن يكون الاردن ساحة حرب لأي صراع ولن يسمح بتهديد أمنه واستقراره وسلامة مواطنيه فمن لا يشعر بهمه لا يستحق خيره ومن لا يقف معه يقف ضده ولو دون أن يشعرالوطن ليس سلعة تفاوض ولا جدارا نسند عليه ضعفنا هو مسؤولية وواجب وعقيدة ومن لا يحمل هذا الهم يصبح هما ثقيلا على من يفعلفلنكن على قدر المسؤوليةلنحمل هم الوطن لا من باب التذمر بل من باب الايمان الصادق بأننا شركاء في صونهلنكن جنود في مواقعنا كما هم جنودنا على الحدود وصقور سلاح الجوولنحمل هم الأردن بحب بعقل بضمير لان من لا يحمل هم وطنه لا يستحق أن يحمل اسمهعاش الأردن حرا عزيزا كريما أمن مطمئنا مزدهرا أبيا وعاش جيشه العربي رمزا للفداء والتظحية وحاميا لسيادة لا تقبل المساومة والمساس في الام والاستقرار