الخوالدة يكتب: مدى الدعم الشرقي لطهران.. هل ستتبدل قواعد اللعبة الإقليمية؟ – بقلم: د. زيد احسان الخوالدة

تُعد إيران – برغم أجنداتها الخاصة – قوة محورية في توازن الإقليم، ووجودها ضروري في كبح اندفاع الكيان الصهيوني نحو فرض واقع أحادي بالقوة والهيمنة. الأيام والساعات القادمة قد تكون حاسمة في مسار الصراع بين إيران وإسرائيل، خاصة إذا ما أسعفت طهران كل من بكين، وموسكو، وإسلام آباد بتقنيات الحرب السيبرانية والصاروخية المتطورة.فأي دعم سيبراني مشترك من هذه القوى الصاعدة قد يُحدث خللاً في التوازن التقني والاستخباري لصالح المحور الشرقي، ويفتح الباب أمام مفاجآت ميدانية غير تقليدية تُربك الحسابات الإسرائيلية وتُضعف الغطاء المعلوماتي الأمريكي، الذي لطالما شكّل عنصر تفوق في العمليات الاستباقية.مع ذلك، يبقى هذا السيناريو معلقًا على خيط دقيق من التوازنات الحساسة، إذ إن هذه العواصم – رغم علاقاتها الاستراتيجية مع طهران – لا ترغب في الدخول في صدام مباشر أو تصعيد مفتوح مع واشنطن، ما يجعل أي دعم مرجّحًا أن يكون غير مباشر، محدودًا، وموضعيًا في الزمان والمجال، بحيث يُربك دون أن يُفجر.بهذا المعنى، فإن الساعات القادمة لا تختبر فقط قدرة إيران على الردع، بل تختبر أيضًا حدود الدعم الشرقي، ومهارة المحور الشرقي في المناورة تحت السقف الأمريكي، دون أن تنفجر جبهة كبرى، قد تغيّر شكل الإقليم لعقود. تغيير النظام: حلم قديم – واقع صعب واشنطن وتل أبيب ترغبان في تغيير سلوك النظام الإيراني أكثر من تغييره بالكامل، وإن كانت لا تُمانع سقوطه إذا تحقق بأدوات داخلية.الرهان الأكبر يتمثل في تشجيع تفكك داخلي بطيء، عبر الضغط الاقتصادي والتحريض الإعلامي والسيبراني، واستنزاف الموارد في الخارج.لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، فإيران رغم أزماتها تمتلك دولة عميقة ومنظومة أمنية متماسكة وخبرة في امتصاص الأزمات.