آثار التطورات السريعة: استراتيجيات مواجهة حملات التضليل في عصر وسائل التواصل الاجتماعي ـ تأليف: سلطان عبد الكريم الخلايلة

لست خبيرا استراتيجيا أو محللا عسكريا ولا مختص بالشؤون الدولية لأكتب عن الصراع الإسرائيلي الإيراني، لكنني أكتب هنا من منطلق رأيي كشاب أردني مُحِبّ لوطنه، حريص على أمنه واستقراره ومناعته، خاصة إذا ما أردنا التعامل بفاعلية مع الحملات الإعلامية الممنهجة التي يتعرض لها الأردن، فمن المهم أن يكون للجميع دور في تعزيز الخطاب الوطني وتحمل مسؤوليتهم في الدفاع عن الأردن، وخوض معركة الوعي وتثبيتها.شهدنا قبل فترة حملات تشكيك وتخوين في الدور الإغاثي الأردني في غزة، واتُهمنا بالتربح من قبل منابر ومنصات مسمومة، جاءت هذه الحملات كرد فعل على كشف خلية إرهابية وحل جماعة، فبدأت هذه الجهات ببث سمومها. لكنها عادت خائبة بائسة بفضل وعي الأردنيين وتماسكهم.اليوم، ومع الظروف المحيطة، أهتم كأردني بتداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني على وطني، وكيف بدأت محاولات تزييف الحقائق بالادعاء أن الطائرات انطلقت من سماء الأردن وقد سارع البعض مدفوعين بأجندات داخلية وخارجية، بنشر هذه الأكاذيب، لكن منشوراتهم ذهبت أدراج الرياح بعد نشر الجانب الإسرائيلي لفيديوهات توضح كيف انطلقت طائراته، هنا، ذهب أغلبهم للمطالبة بأن تقوم دولتنا بفتح سمائها لطائرات إيران، وكأننا دولة ميليشيات، دون النظر لسيادة المملكة الأردنية الهاشمية.وأعود للحديث عن تعامل الدولة مع الآثار العسكرية للحرب الدائرة، فموقفنا كان واضحاً فمن غير المسموح لأي جهة استخدام سماء الأردن، وفي حديث البعض عن اعتراض مسيرات ايرانية وهي ذاهبة للكيان فالمنطق يقول ان لا نبقى تحت ضغط مسيرة ممكن أن تسقط بدون مداها وممكن أن تتعرض لتشويش معين وتستهدف أمننا بعيدا عن شعبويات لجهات وولاءات خارجية منها من يكذب على الوطن ويفتري عليه، ويبحث عن تعليق كل الفشل على شماعة الأردن.في الفترة الأخيرة، أصبحنا أقوى بفضل جبهتنا الداخلية المتماسكة، لأن الوعي ازداد، وتم تعرية العديد من الشعبويات الزائفة التي كانت تعاكس الآراء وتشتت التماسك.تجاذبات جراء الأحداث الجارية، ومن الواضح للجميع أن الأردن يتعرض لحملة تشويه هي الأكبر في المنطقة، هذه الحملة تسقط أمام الوعي وتكشف حجم الكذبة وانعدام المصداقية، وهناك منابر إعلامية قذرة تُجيّش كل ما لديها لنفث سمومها في نسيجنا الوطني، وفي كل مرة تعود خائبة خاسئة، لكنها لا تكف ولا تمل من المواصلة، متناسية أو غافلة أن نفوس الأردنيين وعقيدتهم الوطنية أطول من أعمارهم وأصلب من أن تلين أو تضعف مهما جُيّش ودُفع.في الختام، لا نعرف لأي مستوى سيصل التصعيد، ولكن الوقت مهم جداً للتماسك الداخلي، في هذه الأوقات، أصبح الرأي العام الأردني وتوحده أمراً بالغ الأهمية، والالتفاف الكبير نحو هذا التوحد يأخذ منحنى إيجابياً في إخراس هذه المنابر القذرة عن الإساءة، وقد يصلك على مجموعة واتساب فيديو قد يكون غير دقيق، وصور ومعلومات خاطئة، ولكن من يحب وطنه ويحرص على بقائه حصيناً منيعاً مستقراً، يثق بمؤسساته وأجهزته الأمنية، ويؤمن بروايتها وتفاصيلها، ولن نكلّ أو نملّ في الدفاع عن بلدنا، وسنبقى على العهد مدافعين عن الأردن، ومع كل هذه التحولات الدولية يجب الالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة.حمى الله وطننا وقيادته وجيشه وشعبه الوفي، ودام الأردن يتعالى.