أيها المواطنون الأردنيون… اجعلوا ولاءكم لوطنكم ـ بقلم: سلطان الحطاب

أيها المواطنون الأردنيون… اجعلوا ولاءكم لوطنكم ـ بقلم: سلطان الحطاب


تعاملوا معه كما لو كان ابناءكم، قد تنفعلون، قد تغضبون، لكن في نهاية الامر تعاتبون ولا تكرهون، ولا تفرطون.بلادي وإن جارت علي عزيزة/وأهلي وإن ضنوا علي كراملا اريد أن ازايد على احد، فالكثيرون أكثر وطنية مني، ولكني أردت، وانا أرى كيف يجلد البعض وطنه، أن أقول ما قلت، حتى قيل لي مزايدة اركن ربابتكهذا الوطن صمد وصبر، وواجه الشدائد ومشى على الحبل كثيراً، وقالوا عنه ما قالوا، ووصل بأحدهم أن قال في لحظة ما اثناء حرب الخليج، إن الحبل يلتف حول العنق الأردنية، ولكن ذلك لم يحدث ولن يحدث طالما أن هناك من يؤمن بهذا الوطن ويذود عنه ويدرك مصالحه وسط حالة الإفتاء والارتجالعلى قلة الموارد…. وعلى مواجهة جغرافيا دكتاتورية….. وتحديات جسيمة كامنة وآخرى ماثلة،فإن الكثيرين حموا هذا الوطن، الذي استطاع بالتفاف شعبه حول قيادته أن يعبر المؤية الثانية، في حين تكسرت الكثير من الأوطان وهانت وضعفت وتمزقت وطمع فيها الآخرون.لم يستقو الأردنيون على وطنهم بالأجنبي.أو بالآخر، ولم يصب ابناؤه حتى في ذروة العواصف بالعقوق، أو اتهموا أنهم وافدين أو مدسوسين، بل ظلوا يجدون للمخطئ عذرا وللضال منفذاً وطريقاً… يأمرون بالمعروف،لم يعرف نظامنا السياسي البطش ولا الاغتيالات ولا السجون التي لا أبواب لها… ولا يمكن الوصول اليها الاّ بالخرائط، فإن ضاعت، ضاعت الارواح.عشنا تجارب مريرة، ونحن نرى ونسمع عذاب شعوب أمتنا والبطش بها، وتسليمها لاعدائها وإذلالها ومحاصرتها وقتلها خوفاً وجوعاً، وفقدان بيوت بعد أن نجحت انظمتها في الدخول إلى صراع على السلطة و في خلق مناخات مميتة او الاستعانة عليه بالأجنبي.لم يكن الفلسطينون منذ نكبة 1948، هم من عرف الهجرة والمخيم والمنفى، فقط بل عرفت شعوب عربية أخرى، كل تلك المظاهر لقد مارس بلدنا في اللحظات الصعبة سياسات الصبر والاحتواء و إغاثة الملهوف ومساعدة المنكوب والمحتاج فقد عملنا ما استطعنا وسجلنا ذلك لذاكرة التاريخ.هناك أطراف عدة استسهلت التعامل مع هذا البلد بوسائلها المتغيرة، وحاولت أن «تعجم عوده» وان تختبر إرادته، فكانت النتيجة أن «عظمه أزرق» يستعصي على الكسر وانه لا يخاف ولا يقعقع له بالشنان، كما كانت العرب تقول، وأنه ظل يدرك أن العصي مجتمعة تستعصي على الكسر، وانها أن تفرقت كسرت وتحطمت.نكون مع الوطن ليبقى لنا، ونغار عليه ليحمينا، ونتحمل كل المنغصات التي يمر بها والصعوبات التي يواجهها، وحتى الاشتراطات التي تبدو قاسية ومجحفة من اجل أن نظل وان يورق جهدنا ويزهر ويثمر، وان يسلم، وان تبقى سيادتنا الوطنية العنوان…قد نستقوي على اشياء كثيرة، على الفقر والجوع والمرض والوباء، ولكننا لا نستطيع ولا ويجوز أن نستقوي على الوطن تحت كل الظروف، لأن الاستقواء عليه هو نفي للإرادة والكرامة، وفقدان المصير.في هذا الزمن الذي سمى الرسول (ص) مثله زمن الرويبضة، يخرج علينا من يجتهد ويفتي لغير وجه الله والوطن، ومن يبدو ناصحاً مرتدياً ثوب الوعظ، ولكنه يخفي الغدر وأنه يريد أن يتبرع بصمودنا ومعاناتنا.فالمصلحة الوطنية هي ثمرة إجماع لا يقررها احد بمفرده وانه لا بد أن تتوافق عليها الأغلبية، وهي ليست بحاجة الى ارتجال أو فتاوى، طالما نستظل بالدستور ونقبل العدالة وندافع عنها ونمنع التجاوز عليها.فالوطنية ومصلحتها ليست وجهة نظر يمكن ارتكابها أو رميها..حجم الاشاعات التي تلقى في وجه مسيرتنا ووطننا كثيرة، وهناك ماكنات لصناعتها وأكثرها يخفي مصدره أو المنشأ وربما يبدل المنشأ ليتمكن من الدخول ويصبح وجبة قابلة للاستهلاك، ولذا لا بد من تفتيش كثير من الاشاعات وصدها وتفنيدها وتحصين المجتمع في مواجهتها، كما جرى حين واجهنا.. جائحة الكورونا التي حصدت ما حصدت من أرواح واقتصاد، ولكننا صمدنا وواجهنا وعشنا واستمرينا واكتسبنا الخبرة وغيرها من مخاطر ماثلة.نحن نواجه اليوم تحديا يتمثل في العدوان والاحتلال على شعبنا في فلسطين، حيث الابادة البشعة التي استنكرها العالم، وسيأتي اليوم لمعاقبة القادة النازيين الذين ارتكبوها حتى لو وصلوا الى الأرجنتين، فلن تنجح الحماية لهم مهما عظمت وامتدت في تحصين العدوان من العقوبة، ونحن نواجه تحديات الحرب الدائرة الآن بين ايران واسرائيل العدوانية، والتي فتحت باب الجحيم على نفسها والعالم واستسلهت العدوان، كعادتها معتمدة على حماية أجنبية غربية استعمارية، لن تدوم وان بدت غير ذلك.ونواجه عدم استقرار الجوار واضطرابه في العراق وسوريا ولبنان، وغيرها، وكل ذلك يستدعي أن نستمر في الدعوة الى السلام ورص الصفوف واغاثة الملهوف والوقوف الى جانب الحق والشقيق.لا يجوز أن نتوه أو نخلط المشاعر، لتكون بديلة للغة العقل، ولا يجوز الارتجال الذي يوصل إلى الخيارات المهلكة.لنحصن أنفسنا من الاشاعات المغرضة، التي هي جزء أساسي من الحرب المعلنة، ونطالب حكومتنا بتعبئة كل فراغ يمكن أن يحدث في الرواية الأردنية التي يجب أن تحترم عقول الأردنيين وان تصاغ بلغة العقل والعلم… وأن تتعمد بالمصلحة الوطنية، نريد أن يبقى لنا وطن، لا نسمح لأحد أن يجتهد لضياعه، ولا بد أن ندافع عنه وان ننحاز اليه وأن نتحمل في سبيله الكثير.فاليتم الحقيقي هو يتيم الوطن.. واسألوا إن شئتم.