صراع من نوع خاص! ـ للكاتب: عصام قضماني

صراع من نوع خاص! ـ للكاتب: عصام قضماني


هناك حرب من نوع آخر لم تتوقف لا في عصر الحروب التقليدية ولا في عصر السلام، إنها الحرب الإلكترونية التي تهاجم بلا كلل المعنويات والوحدة الوطنية وايضاً الاقتصاد عندما تضرب ثقة الناس في بلادهم وفي الآخرين.الفضاء الإلكتروني ممتلئ اليوم بمئات الفيديوهات والبوستات بين ما هو حقيقي يهدم أغراضا محددة وبين ما هو مزيف يضرب الثقة ويثير النعرات الإقليمية والطائفية ويسعى لتقويض ثقة الناس بالقيادة وبالقرارات التي تتخذها.من بين ما يلفت الانتباه تلك الفيديوهات التي تنتحل صفة أصوات فلسطينية وأخرى أردنية تهاجم بعضها بعضا!!.. انتبهوا أيها السادة انه شيطان الموساد وخلاياه الإلكترونية التي تخترق فضاءنا!.هناك ضعاف نفوس قد وقعوا فريسة لمثل هذه الألاعيب ورددوا تلك الشائعات وآمنوا بها لكن هناك إيضاً كثير وكثير جدا من التزييف.‎ في الحروب الإلكترونية كل شيء مباح حتى الدس والتزوير والتلفيق.‎ذباب الحرب الإلكترونية هم جواسيس، يقومون بمهمة التجسس لكن بطرق معاكسة فبدلا من نقل المعلومات إلى العدو يبثون المعلومات المفبركة التي يتلقونها من العدو إلى المجتمعات المستهدفة.‎الأجهزة الاستخبارية الدولية والإقليمية أصبح يهمها جدا مواقع التواصل الاجتماعي ووضعت موازنات ضخمة لعمليات الاختراق وفي المقابل قامت بإنشاء شبكات من الذباب الإلكتروني المهيأ للهجوم على الأهداف التي تريدها هذه الاستخبارات في دول اخرى أو مستهدفة من قبل هذه الاستخبارات.‎في حالتنا الأردنية لاحظنا الهجوم الإلكتروني لإغراق الأردن بالفيديوهات التي لا علاقة له بها لدرجة أن بعض الناس صدقوا أن هذه الفيديوهات هي في الاردن لولا يقظة الاجهزة الامنية التي اعلنت ان هذه الفيديوهات هي في دول اخرى وليس لها علاقة بالاردن.‎الحرب النفسية لا تقل خطورة في آثارها عن الحروب التقليدية، ولا غرابة أن الدول تفرد لها فرقا متخصصة تعمل ليل نهار مثل دوريات كثيفة الحركة في الفضاء الإلكتروني.‎هذا ما يحدث اليوم في ظل الحرب الإسرائيلية البشعة على الفلسطينيين في غزة، فذبابها الإلكتروني لا يمل توجيه ضربات مباشرة لمواقف الدول الشاجبة لهذا العدوان والتي لها مواقف راسخة وواضحة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني والأردن في مقدمة هذه الدول.‎نعم محاولات اسرائيل للتشويش على الموقف الوطني الاردني وعلى الاحترام والتقدير الفلسطيني لهذا الموقف لم تتوقف لا قبل هذه الحرب ولا خلالها وهي لن تتوقف بعدها.‎شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تعج بالمعلومات المضللة والأخبار المفبركة والصور المزيفة.‎وهنا في الاردن لكم تصدينا لمحاولات التصيد في المياه العكرة، والتشكيك بمساندة الأردن للشعب والقضية الفلسطينية وهو ما يغيظ إسرائيل التي لا تمل المحاولة. وبالرغم من الضائقة الاقتصادية والتضييق المتزايد فالمؤسف في كل هذا هو أن هناك من يتلقف هذه الإشاعات ويروج لها ويرددها ويسعى إلى تكريسها كحقيقة، هذا هو الطابور الخامس الذي تراهن عليه إسرائيل وهم عملاء لها بالمجان ونقلهم للأكاذيب لا تقل جريمته في تقويض اللحمة عما تفعله إسرائيل التي تسعى لقيادة العالم العربي إلى الجهل والظلام باعتبارها واحة العلوم والديمقراطية!‎في اسرائيل وحدة استخبارية خاصة بوسائل السوشال ميديا تبث الدعاية الاسرائيلية وتروج الخطابات المتعلقة بالدعاية الصهيونية وتزجها باللغة العربية الى مواقع عربية معروفة هذا عدا عن دورها الاستخباري الاساس في التجسس على الحسابات العربية للافراد وللدول العربية المستهدفة.‎لم يعد التجسس نقل معلومات حساسة إلى العدو بل بث معلومات مضللة إلى عمق المجتمعات المستهدفة..