العتوم يكتب: حيدر محمود يبرز بلغته الروسية ـ تأليف: د. حسام العتوم

العتوم يكتب: حيدر محمود يبرز بلغته الروسية ـ تأليف: د. حسام العتوم


تقرر في احتفالية نادي أصدقاء الثقافة الروسية / السيدات الروسيات بتاريخ الأول من حزيران 2025 بحضور نائبة السفير الروسي بعمان كسينيا كيربيجينكا ، وطاقم السفارة الروسية ، ووزيرة الثقافة الأسبق الدكتورة نانسي باكير ، و ممثلة صندوق و مؤسسة ” روسكي -مير ” الروسي بعمان ،و مدرسة اللغة الروسية في الجامعة الأردنية و مشرفة زاوية اللغة الروسية فيها الدكتورة تتيانا جلوشينكو ، و تحت إشراف رئيسة النادي نتاليا نازارينكا ، و بحضور حشد كبير من طلبة الجامعة الأردنية في المركز الثقافي الملكي ترجمة عدد من قصائد شاعر الأردن الكبير حيدر محمود ، السفير ، ووزير الثقافة الأسبق ، و العين في مجلس الأعيان ، و بحضوره الشخصي البهي أمام شعره الوطني رفيع المستوى المترجم و لأول مرة للغة الروسية ، و التي هي من أهم لغات العالم المعترف فيها في الأمم المتحدة ، و التي يتحدث فيها اليوم أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان ، و في زمن أعلن فيه رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين الثامن من حزيران يوما احتفاليا باللغة الروسية – لغة الكسندر بوشكين .وتم اختيار أبيات الشعر التالية من شعر حيدر محمود التي القاها الطالب المتميز في اللغة الروسية ماجد الريماوي . وحيدر محمود في شعره كما تحدثت مع معاليه شخصيا بذلك ، و بلقب الشاعر الكبير ، شاعر الضفتين ، أصبح أكبر من كل المناصب التي وصل إليها رغم أهميتها و احترامها. فصدحت في قاعة الاحتفالية الفنية و الثقافية الروسية الأبيات الشعرية التي تمت ترجمتها للروسية ، و هي 🙁 على هواك اجتمعنا أيها الوطن ، فأنت خافقنا و الروح و البدن ، فأنت أجمل لون صاغه الزمن ، أعيد أحلى حمى بالواحد الأحد ، من العيون التي تحيا على الحسد ، أو أن ترى كبيرا تهفو إلى كبد ، أو أن ترى أحدا يحنو على أحد فيه ، و أن تلتقي روحان في جسد ، و حسب بلادي أنها قد تأسست على الحب ، لامكر هناك ولا غدر . و ونحن أرق الناس طبعا و إنما ، إذا دعت الجلى ، فإنها لها الجمر . نعم نحن أبناء الذين انحنت لهم رمال الفيافي و انحنى لهم الصخر . فلا موضع في الأرض إلا ووشمنا عليه ، و في كل الجهات لنا ذكر) .حقيقة كم هو عظيم شعر حيدر محمود ، و كم هو رائع و متواضع ووسيم شاعرنا الوطني و القومي الكبير ، الذي حمل لقب شاعر الضفتين بجدارة ، فكان و لازال – أعطاه الله العافية – يملك رئة بجناحين تتنفس هنا من الأردن – الوطن الشامخ العظيم ، ومن الجوار، من فلسطين – الوطن الخالد الأبدي الذي لا يقبل القسمة إلى تاريخي و معاصر ، لأن فلسطين كلها جسم واحد ، و تاريخ واحد . و لأن القضية الفلسطينية هي واحدة ، ونحن في الأردن جزء منها ،و يجب أن تبقى عادلة ، و لا بد لها من مخرج تعيد حقوق الشعب الفلسطيني كاملة إن لم يكن على مستوى الدولة و القدس ، و فلسطين و كل القدس .ولم يشهد التاريخ المعاصر و العميق بقاء استعمار في مكانه ، فما بالكم الإسرائيلي الزائل أجلا أم عاجلا .حيدر محمود شاعر الأمة العربية كافة في وقتنا المعاصر ، و نفتخر به صديقا لروسيا الاتحادية العظمى الصديقة للأردن و لكل العرب . و هو من أبدى إهتمامه بالشأن الروسي حديثا . و مثلما هو شاعر متميز ، هو أيضا سفير قدير في تونس الشقيقة ، و أبدع عندما كان وزيرا للثقافة – متحدثا بإسم حضارات الأردن كافة .يكتب شاعرنا الكبير حيدر محمود الشعر الوطني و القومي الان في جريدة الدستور العريقة الغراء ، و لقد اختارها من بين كل الصحف و المواقع الاليكترونية ، و لابد من وجود سر لديه في اختياره هذا ، و هو محق بذلك ، فهي الصحيفة الأردنية و بكامل عمقها الفلسطيني الشقيق التي ظهرت أولا بعد قرارمؤقت لحكومة شهيد الوطن لاحقا وصفي التل بتاريخ 13 شباط 1965 بدمج الصحف الأردنية الصادرة ( فلسطين و المنار في جريدة الدستور بعمان ) ، و (الدفاع و الجهاد في جريدة القدس في القدس ) ، وكان وصفي يحمل دوما حدسا وطنيا و قوميا و ذكيا للمستقبل ، فهو من نصح مليكنا الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه ، بعدم دخول حرب حزيران عام 1967 لأنها ستكون خاسرة لنا ، و بأننا سنخسر أكثر من البشر ، و هو الأمر الذي نقله الملك للجانب المصري ، و لجمال عبد الناصر ، و قررت مصر بعد ذلك دخول الحرب بنتيجة خاسرة منذ ساعاتها الأولى .وفي عهد وصفي صدرت أكبر الصحف الأردنية المعاصرة “الرأي ” الغراء عام 1971 ، و صدرت صحف عمان المساء ، و الأخبار ، و ظهر التلفزيون الأردني الذي افتتحه الحسين الراحل أنذاك . و ازدهرت الطباعة في عهده ( مطبعة دار النشر في القدس عام 1962 ) ، و مطبعة التاج عام 1966 . وكان وصفي متسامحا مع النقد الصحفي ولم يغلق أية صحفية أردنية رغم قوة شخصيته ، و زعامته الوطنية على امتداد رقعة الوطن رحمه الله و الجنة مثواه.ألتقي شخصيا مع حيدر محمود بميلادنا في فلسطين ،و بحبنا المشترك لوصفي ، أيقونة الوطن و سيد الشهداء ،و بحبنا للأردن و فلسطين معا ، و للحسين الراحل ، و لجلالة مليكنا المعظم عبد الله الثاني حفظه الله . هو يكتب الشعر الكبير ، و أنا أكتب السياسة في الشؤون الروسية و الدولية . و هو جاري بعمان ، و الجار في أردننا الغالي قبل الدار ، نعم صحيح . و يمتلك حيدر محمود مخزونا كبيرا من الشعر و المؤلفات تتقدمها قصيدة ( شجر الدفلى على النهر يغني ، وفي البدء كان النهر ، وقلبي لغير الأردن ما خفقا ، و يا دار وصفي ، و هذا هو الأردن ، ووصفي التل ،و يا حبيبي ، و معه و به إنا ماضون .لشاعرنا الكبير محمود درويش قصة خاصة مع حكومة دولة زيد الرفاعي ، و كيف انتقد حكومته ، و اختلف معها ، ووجه قصيدة من شعره ( الصعاليك ) لنقدها بسبب مشكلة حلت بالدينار الأردني كادت أن تدخله السجن ، و أنقذه منها الحسين الراحل بتعيينه سفيرا في تونس عشر سنوات تقريبا مع اقالة حكومة زيد الرفاعي ، وبقي صديقا له و أصبح ناطقا إعلاميا لحفل تأبينه بعد فاته رحمه الله . ثم عين في عهد الملك عبد الله الثاني وزيرا للثقافة و عينا في مجلس الأعيان الموقر .أتمنى على الجانب الدبلوماسي الروسي هنا بعمان الاقتراب أكثر من قامة حيدر محمود الوطنية و القومية الكبيرة لمعرفة نرجسية ، و أورجوانية ، وتاريخ شهداء الأردن الصديق لروسيا . و العلاقات الأردنية – الروسية عريقة في التاريخ المعاصر تضرب جذورها وسط الحرب الباردة و سباق التسلح بين القطبين العظميين الاتحاد السوفيتي و الولايات المتحدة الأمريكية ، و لعهد مبادرة ملينكا الحسين طيب الله ثراه عام 1963 بتدشين جسر دبلوماسي و سياسي و عسكري و اقتصادي مع الاتحاد السوفيتي في عهد نيكيتا خرتشوف ، و تطورت إلى أن أصبحت مزدهرة في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني و سيادة الرئيس فلاديمير بوتين – رئيس روسيا الاتحادية العظمى . و موقف محايد للأردن من الحرب الأوكرانية شيوعا ، و دعوة دائمة للسلام بين روسيا و أوكرانيا ( كييف ) . و موقف روسي متقدم من القضية الفلسطينية يعترف بالدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف ، و يطالب بتجميد المستوطنات غير الشرعية أيضا .