الشنق يكتب: من الحوار إلى التمكين في الإدارة المحلية – بقلم: مصطفى مهيب الشناق

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يواجهها الأردن، تبرز الحاجة إلى تحول جذري في كيفية إدارة الشؤون المحلية، فالحوار الحكومي حول الإدارة المحلية ليس مجرد نقاش سياسي بل هو فرصة لتمكين المواطنين وإشراكهم في صنع القرارات التي تؤثر مباشرة على حياتهم اليومية، ويمكن أيضاً للأردن أن تعيد تشكيل إدارتها المحلية لتكون أكثر شمولية وشفافية، حيث أن أساس التشاور في هذه التعديلات لقانون الإدارة المحلية الجديد هي مخرجات لجنة الإدارة المحلية في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي قدمت نموذجاً متطوراً من التشريعات المقترحة.إن مشاركة المواطنين حتماً في الحوار الحكومي المنتظر تعني زيادة الشفافية، الأمر الذي سيعزز الثقة بين الحكومة والمجتمع فعندما يشعر الناس أن أصواتهم مسموعة، تزداد مساءلة المسؤولين وتصبح القرارات أكثر انسجاماً مع احتياجات المجتمع، والمواطنون أيضاً هم الأكثر دراية باحتياجات مجتمعاتهم المحلية، ومشاركتهم هنا تضمن أن تكون القرارات المتعلقة بالإدارة المحلية واقعية وقابلة للتطبيق وتلبي التطلعات.لا بد لنا أيضاً أن نقول بأن الأحزاب السياسية تلعب دوراً محورياً في تعزيز المشاركة السياسية وتمثيل مصالح شرائح مختلفة منالمجتمع. لذلك، يجب أن تكون مشاركتها في الحوار الحكومي حول الإدارة المحلية فعالة وهادفة حيث أننا في حزب إرادة نمتلك كما هي باقي الأحزاب الوطنية خبرات سياسية وإدارية يمكن أن تسهم في صياغة سياسات محلية أكثر فاعلية، فالأحزاب اليوم حتماً باتت جسر هام بين الحكومة والمواطنين من خلال تنظيم حملات توعية وجلسات حوارية للتشجيع على المشاركة في صنع القرار. بالإضافة إلى ذلك، تضمن مشاركة الأحزاب أن تكون السياسات المحلية متوافقة مع الرؤى الوطنية، وأن يتم تنفيذها بغض النظر عن التغيرات في الحكومات.أما لتعزيز الإدارة المحلية في الأردن، فيجب تفعيل صلاحيات المجالس المحلية والبلدية في صنع القرار وتنفيذ المشاريع ويمكن تحقيق ذلك من خلال منحها صلاحيات أوسع وموارد مالية أكبر. كما يجب نقل الصلاحيات وليس مجرد تفويضها من الحكومة المركزية إلى الإدارات المحلية، مع ضمان أن تكون هذه الإدارات قادرة على إدارة الموارد بكفاءة.يمكن أيضاً استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار حيث يمكن إنشاء منصات إلكترونية تتيح للمواطنين تقديم اقتراحاتهم ومتابعة تنفيذ المشاريع المحلية.أما الشباب فيجب أن يكون لهم دور فاعل في الحوار حول الإدارة المحلية ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصات خاصة للشباب لتقديم أفكارهم ومبادراتهم