العدوان يكتب: رحلة العطاء لخدمة الأمة والإنسانية – بقلم الدكتور علي فواز العدوان

في الذكرى السادسة والعشرين لجلوس جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين على العرش، نستذكر مسيرة حافلة بالإنجازات على الصعيدين الداخلي والدولي، حيث أصبح الأردن تحت قيادته نموذجاً للدولة الحديثة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتلعب دوراً محورياً في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية. لقد تحول جلالته إلى “عراب الدبلوماسية العربية والإسلامية” بامتياز، حيث حمل رسالة الأردن العروبية والإسلامية إلى العالم بكل حكمة وتبصر .جلالة الملك عبد الله الثاني حريصاً على أن يكون الأردن في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، مؤكداً في كل المحافل الدولية على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. عارض جلالته بقوة “صفقة القرن” وحذر من مخاطر التطبيع غير المشروط الذي يهدد الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني . وفي خطاباته الأخيرة، شدد جلالته على أن الأردن القوي والمستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء العرب، خصوصاً أهل فلسطين .حمل جلالة الملك مسؤولية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس منذ عام 1924 وكان له دور محوري في الدفاع عن هوية المدينة المقدسة ومقدساتها. لقد تحرك جلالته دبلوماسياً في كل المحافل الدولية لمواجهة محاولات التهويد والتغيير الديمغرافي في القدس، مؤكداً أن المسجد الأقصى المبارك خط أحمر لكل المسلمين .برز الأردن تحت قيادة جلالة الملك كوسيط موثوق في العديد من الأزمات الإقليمية، حيث استضاف مبادرات السلام وعمل على رأب الصدع بين الأشقاء العرب. لقد أظهر جلالته حكمة نادرة في التعامل مع الأزمات السورية والليبية واليمنية، مع الحفاظ على موقف متوازن يحمي مصالح الأردن ويحفظ الأمن الإقليمي .تميز عهد جلالة الملك عبد الله الثاني بجهود مكثفة لمحاربة الإسلاموفوبيا وتعزيز حوار الأديان. لقد أطلق جلالته مبادرات عالمية مثل “رسالة عمان” و”الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان”، مؤكداً أن الإسلام دين تسامح وتعايش. ووصف المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية جلالته بأنه “الشخصية المسلمة الأكثر تأثيراً في العالم” عام 2016 تقديراً لجهوده في تعزيز الصورة الحقيقية للإسلام .قاد جلالة الملك حملة عالمية لمحاربة التطرف والإرهاب، مؤكداً أن هذه الظواهر لا تمت للإسلام بصلة. لقد طور الأردن تحت قيادته استراتيجيات متكاملة لمكافحة التطرف من خلال التركيز على التعليم والإعلام وتصحيح الخطاب الديني. كما لعب الجيش العربي الأردني دوراً محورياً في الحرب العالمية على الإرهاب، حيث أصبحت الخبرات الأردنية في هذا المجال مرجعاً عالمياً .أطلق جلالة الملك استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة المخدرات، حيث طور الأردن منظومة متكاملة تشمل الوقاية والعلاج وإنفاذ القانون. لقد تحولت الخبرات الأردنية في هذا المجال إلى نموذج إقليمي، حيث تعاون الأردن مع دول الجوار ومختلف المنظمات الدولية لمحاربة هذه الآفة التي تهدد الشباب والمجتمعات .حرص جلالة الملك على أن يكون الأردن شريكاً فاعلاً في الجهود الدولية لمكافحة المخدرات، حيث وقعت المملكة العديد من الاتفاقيات مع الدول والمنظمات المعنية. كما استضاف الأردن مؤتمرات وورش عمل إقليمية ودولية لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود في هذا المجال الحيوي .جسد جلالة الملك عبد الله الثاني نموذجاً فريداً للقيادة المسلمة التي تجمع بين الالتزام بالقيم الإسلامية والأخلاق الهاشمية من جهة، والانفتاح على العالم والتحديث من جهة أخرى و أكد جلالته دوماً أن الأردن بلد الاعتدال والوسطية، وأن الإسلام الذي يحمله الهاشميون هو دين الرحمة والتسامح والعدل .ظل جلالة الملك حريصاً على تعزيز الوحدة العربية والتضامن بين الأشقاء، حيث عمل على رأب الصدع العربي وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية. لقد أكد جلالته في خطاباته أن الأردن سيبقى منتمياً لأمته العربية، وسيظل يدعم قضاياها العادلة في كل المحافل .في الذكرى السادسة والعشرين للجلوس الملكي، نستذكر بإجلال وإكبار مسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التي جعلت من الأردن نموذجاً للدولة الحديثة التي تحافظ على ثوابتها وهويتها مع الانفتاح على العالم. لقد نجح جلالته في ترسيخ مكانة الأردن كقلعة للاستقرار ومنارة للفكر المعتدل، وعراباً للدبلوماسية العربية والإسلامية في عالم يعج بالتحديات.تحية إجلال وإكبار لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي وهب حياته لخدمة شعبه وأمته، وحمل رسالة الأردن العروبية والإسلامية إلى العالم بكل إخلاص وتفان. فليحفظ الله جلالته ذخراً للأردن والأمة، وليدم الأردن تحت ظل القيادة الهاشمية وطناً للأمن والاستقرار والازدهار .