بني مصطفى تعبر عن: سعادة الوطن ـ بقلم: د. مرام بني مصطفى

بني مصطفى تعبر عن: سعادة الوطن ـ بقلم: د. مرام بني مصطفى


بلغة الجسد والروح… ولي العهد والعائلة الهاشمية في قلب المدرجات والنشامى يصنعون المجدفي ليلة تاريخية لن تُنسى من ذاكرة الأردن، تأهل منتخب النشامى رسميًا إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، في إنجاز رياضي تحول إلى لحظة وطنية جامعة، ازدهت بحضور ملكي شبابي في قلب المدرجات، وسط الجماهير، حيث تواجد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، إلى جانب شقيقه سمو الأمير هاشم بن عبد الله الثاني، وشقيقته سمو الأميرة إيمان، وسمو الأميرة رجوة الحسين.ولي العهد… لغة جسد تروي قصة وطنلم يكن حضور ولي العهد عاديًا، بل كان مليئًا بالحيوية والانفعال الصادق. منذ اللحظة الأولى، بدت عليه علامات التركيز ، كمشجع يُحب بلده وينتظر بلهفة لحظة الفوز،حركات يديه، تعبيرات وجهه، وقوفه المتكرر، تصفيقه القوي بعد كل تمريرة،و كل هدف، كلها شكّلت لوحة صادقة للوطنية والانتماء.لغة جسده كانت تعبيرًا صافيًا عن قلب شاب أردني نابض بالحماس، يعيش اللحظة مع الجماهير دون حواجز أو رسميات. لم يكن مشهدًا عاديا ، بل حالة وجدانية حقيقية نقلت صورة ولي العهد القريب من شعبه، والمتحمس لكل ما يفرحهم.إلى جانب سمو ولي العهد، لفت الأنظار التفاعل العفوي لسمو الأمير هاشم الذي بدا غارقًا في أجواء المباراة، متابعًا باهتمام واندماج كامل. كما أظهرت الكاميرات سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة رجوة وهما تشاركان الجماهير مشاعر الترقب والحماس، في مشهد ملكي عائلي رائع، يجمع بين الرقي والبساطة ، ويعكس صورة عائلية هاشمية متجذرة في نبض الشارع الأردني.هذا الحضور الشبابي أعطى المباراة بعدًا وجدانيًا خاصًا، وكان مصدر فخر واعتزاز للجماهير.الملك من لندن… قلبه مع النشامىفي حين تابع جلالة الملك عبد الله الثاني المباراة من لندن، عبّر فور انتهاء اللقاء عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز الكبير. ونشر الديوان الملكي تغريدة باسم جلالته قال فيها:“ أهنى من قلبي أبناء وبنات شعبنا العزيز بتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كاس العالم هذا التأهل التاريخي مستحق لمنتخبنا الذي يضم نجوما وكوادر نعتز ونفخر بهم”.كلمات عبّرت عن مشاعر كل أردني، وخلّدت اللحظة في وجدان الأمة.ما إن أُطلقت صافرة النهاية، حتى تحولت شوارع الأردن إلى ساحات احتفال. خرج الآلاف من المواطنين يهتفون، و زُينت السيارات بالأعلام، وترددت الأغاني الوطنية في كل زاوية. عمّت مشاعر الفخر من الشمال إلى الجنوب،ومن شرقها إلى غربها وارتفعت راية الأردن فوق كل بيت.حتى الأطفال الذين لم يدركوا تمامًا معنى “كأس العالم” شاركوا بفرحهم البريء، بينما الكبار ذرفوا دموع الفرح على إنجاز طال انتظاره. المحلات أغلقت أبوابها مؤقتًا، وعمّت الزغاريد النوافذ، في مشهد لا يتكرر كثيرًا إلا حين يُولد فجر جديد في ذاكرة وطنلم يكن تأهل الأردن مجرد إنجاز رياضي، بل تجسيدًا للحلم الأردني، وروح الوحدة، والتلاحم بين القيادة والشعب.