الخدشمان يكتب: عندما تواجد الأمير في وسطنا… لحظة لا تُنسى في مدرجات الوطن ـ بقلم: خالد أحمد الخدشمان

الخدشمان يكتب: عندما تواجد الأمير في وسطنا… لحظة لا تُنسى في مدرجات الوطن ـ بقلم: خالد أحمد الخدشمان


بقلم: خالد أحمد الخشمانفي تلك الليلة الكروية المشتعلة بالحماس، لم يكن الحضور الجماهيري وحده نجم المباراة، ولم تكن الأهداف وحدها من أشعلت القلوب… كان الحضور الأجمل، واللقطة الأصدق، حين جلس سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بكل تواضعه وابتسامته الصادقة، بين الجماهير الأردنية في مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه العُماني.لم يجلس على منصة عالية أو على كرسي محاطٍ بالحرس والرسميات، بل اختار أن يكون بين الناس، من الناس، ومع الناس… يجلس على المقعد ذاته، يهتف ويصفق ويشجّع، وكأنه أحد أولئك الشباب الذين تشربوا حبّ الوطن من ترابه، ورددوا اسم الأردن بكل فخر في المدرجات.وكنتُ أنا، ككاتبٍ ومواطنٍ أردني، حاضرا بين الجمهور في المدرجات، أراقب هذا المشهد الذي لا يُنسى، وقلبي يمتلئ بالفخر، لا فقط بحضور ولي عهدنا، بل بقيمة اللحظة نفسها… ولأن القدر شاء أن يجاورني في تلك المباراة عدد من الأصدقاء والأقارب من سلطنة عُمان، فقد رأيت في عيونهم احترامًا عميقًا لما فعله سمو الأمير، وشعرت بفخرٍ مضاعف أن أكون أردنيًا في لحظةٍ تُدرَّس في التواضع والقيادة.وأنا ككاتب ومواطن عربي، أفتخر بك يا سمو الأمير، ليس فقط في وطني… بل أمام العالم كله. حضورك بين الناس تاج على الرؤوس، وموقفك رسالة محبة واحترام، تنطق بها الأفعال قبل الكلمات.ذلك المشهد لم يكن عاديًا… فقد رأينا فيه معنى القيادة المتجذّرة في الناس، وأيقنّا أن الأمير الذي نحبه، لا يتحدث عن الشباب فقط، بل يعيش بينهم، يشعر بهم، ويشاركهم فرحهم وهتافهم، بنفس القلب ونبض الروح.نعم، لم تكن مباراة فقط… كانت لحظة وطنية صافية، نادرة، تسكن في الذاكرة طويلًا. فالتاريخ لا يُكتب فقط بالقرارات والمراسيم، بل أيضًا بالقرب من الناس، بابتسامة أمير، وهتاف من القلب، ومشهد حيّ للانتماء الحقيقي.وفي نهاية اللقاء، بقيت المدرجات تردد اسم الأردن، ولكن هذه المرة، لم تكن فقط فرحًا بهدف أو فوز… بل كانت نشيد حبٍ لوليّ عهدٍ يجلس بيننا، يشبهنا، ويحبّنا كما نحبّه.