أبو نقطة: 26 سنة من التميز.. وفاء لشهداء الثورة والقوات المسلحة – تأليف: عبد الرحمن أبو نقطة

يحتفل الأردن في هذه الأيام بذكرى عزيزة على قلوب أبنائه، تتجلى فيها مسيرة عطاء ممتدة وإنجازات متواصلة، فبينما يهل عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، يتزامن هذا الاحتفال مع ذكرى عيد الجيش العربي الباسل وذكرى الثورة العربية الكبرى الخالدة. هذه المناسبات ليست مجرد تواريخ في الذاكرة الوطنية، بل هي محطات مضيئة تعكس عمق الترابط بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني وجيشه، وتؤكد على الوفاء لإرث الأجداد الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة. على مدى ستة وعشرين عامًا من تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، شهد الأردن نهضة شاملة في مختلف القطاعات. فمنذ اللحظة الأولى لتسلم الراية، واصل جلالته مسيرة البناء والتحديث التي بدأها الآباء والأجداد، مؤكدًا على قيم الاعتدال والوسطية والانفتاح. لقد تميز هذا العهد بإطلاق مشاريع تنموية كبرى، وتعزيز مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاداري، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، وكل ذلك في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، مما يؤكد على حكمة القيادة وصمود الشعب.إن هذا الإنجاز المستمر لم يكن ليتحقق لولا وجود جيش عربي قوي، جسور، ومخلص لوطنه وقيادته، جيشٌ امتداده من الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، قبل أكثر من قرن من الزمان. هذا الجيش هو امتداد طبيعي لتلك الروح الثورية التي نادت بالحرية والكرامة، وحملت لواء النهضة العربية. لقد كان وما زال الجيش العربي السياج المنيع للوطن، والعين الساهرة على أمنه واستقراره، يضحي بفلذات أكباده فداءً للوطن، ويؤدي مهامه النبيلة في حفظ السلام الإقليمي والدولي بكل شجاعة واقتدار، ليبقى نموذجاً يحتذى به في الانضباط والتفاني.وفي هذه الأيام المباركة، تتجلى معاني الوفاء لروح الثورة العربية الكبرى التي لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل هي منبع للقيم والمبادئ التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة، من عدالة، وكرامة، وتطلع نحو مستقبل أفضل. إن احتفالنا بهذه الذكرى هو تجديد للعهد بأن نظل أوفياء لتلك المبادئ، وأن نحافظ على الأردن واحة للأمن والاستقرار والعيش المشترك، وأن نستمر في مسيرة البناء والعطاء، مستلهمين العزيمة من الماضي ومستشرفين آفاق المستقبل الواعد بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني، ليبقى الأردن أنموذجاً للتطور والمنعة.وبمناسبة عيد الجلوس الملكي،يسرّني أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى المقام السامي ، مقرونة بخالص الدعاء بأن يُديم الله على جلالتكم موفور الصحة والعافية، وأن يوفقكم لما فيه خير الوطن ورفعة شأنه.سائلين المولى عزّ وجل أن يُعيد هذه المناسبة الوطنية المجيدة على جلالتكم ، وسمو ولي العهد الأمين وعلى الشعب الوفي، بالخير واليُمن والبركات ، وأن يحفظ الوطن تحت قيادتكم الحكيمة ، ويُديم عليه نعمة الأمن والاستقرار.وكل عام وجلالتكم والوطن بألف خير.