هل الجميع في خطر؟ ـ بقلم: أ. د. أمين المشاقبة

هل الجميع في خطر؟ ـ بقلم: أ. د. أمين المشاقبة


إن السلوك السياسي والعسكري لإسرائيل في المنطقة لا يمكن قبوله لأنه مخالف للقواعد والاعراف الانسانية والدولية، فهو سلوك يقوم على استخدامات القوة دون رادع، حيث لا يُحترم المدنيون، ولا حقوق الانسان ولا مصالح الدول المُجاورة لهذه الدولة الطارئة على التاريخ والمنطقة ولا يمكن لها العيش إلى الأبد بالاعتماد على انها الضحية والمظلومين في الأرض، واستخدام القوة المُفرطة بدعم كامل من قبل الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية التي تقدم المال والسلاح لقتل الفلسطينيين والعرب، فهذه السياسة والسلوك تم منذ اللحظة الاولى للبدء في مخطط قيام اسرائيل، فمنذ اول هجرة يهودية مُنظمة العام ١٩١٤ وهي تسلك سلوكا اجراميا يقوم على الإبادة الجماعية والتهجير للشعب الفلسطيني من دياره، إذ تم مسح ما يزيد عن 500 قرية فلسطينية العام ١٩٤٨ وتم تهجير سكانها الى اللجوء والمخيمات في الضفة الغربية وبقية الدول العربية، واليوم يجري نفس السلوك في عمليات الابادة والمجازر في قطاع غزة والضفة الغربية، غزة تدمير شامل لم يسبق في التاريخ الضفة انهاء وتدمير المخيمات من أجل انهاء فكرة حق العودة أننا امام تصفية كاملة للقضية الفلسطينية بشهادة العالم الجميع، فلا للدولة الفلسطينية المستقلة، والى اي شكل من الاستقلال والتحرر للشعب الفلسطيني الذي يدفع الثمن بدماء أبنائه والقتل اليومي الممنهج، والاستيطان يتوسع بتوحش لم يعهد من قبل وصمت عربي وعالمي على هذه الجرائم، ونشرت السردية الإسرائيلية بشكل موسع بعد السابع من اكتوبر واستغلت هذه لانهاء المسألة الفلسطينية من جذورها بأن تصبح دولة اسرائيل من النهر للبحر، وسيتم تحديد كنتونات للمدن الكبرى او معازل للفلسطينيين تحت السيادة العسكرية الاسرائيلية وجميعها مُحاطة بالمستوطنات الكبرى التي سيصبح عددها 166 مستوطنة رسمية بعد السماح بانشاء 22 مستوطنة جديدة يسكن فيها الان ٧٦٠ الف مستوطن من المتدينين والمُتعصبين بالاضافة لتهويد القدس بشكل كامل واعادة بناء الهيكل من جديد على انقاض المسجد الأقصى الشريف.إنهم لا يريدون السلام ولا يؤمنون به، ولا يوجد اي احترام للقانون الدولي وانها اراض مُحتلة انهم يفرضون الأمر الواقع وبالقوة المُفرطة، والسؤال المهم الى متى سيبقى الموقف العربي بهذا الشكل؟ والى متى توضع الرؤوس في الرمال؟ وعليه فإن الجميع مُهدد.