الزعبي يكتب: عمان، مركز الشباب العربي 2025: رمز الأمل وطموح المستقبل – بقلم: محمد علي الزعبي

حين أكتب عن عمان، لا أكتب عن مدينة فحسب، بل عن روحٍ تسكن فينا، وتاريخٍ يسير معنا، وحلمٍ نحمله على أكتافنا إلى حيث المستقبل. واليوم، ونحن نتهيأ لاستقبال عامٍ استثنائي تتوّج فيه عمان عاصمةً للشباب العربي 2025، أشعر أنني لا أكتب كلماتٍ عابرة، بل أوثّق لحظة فخرٍ وطنيٍّ عميق، لحظةٍ تختصرُ ما بذلته الدولة الأردنية من جهد، وما زرعته من وعي، وما آمنت به من رؤية.إن اختيار عمان لتكون عاصمة الشباب العربي لم يكن مجاملةً سياسية، بل إقرارٌ عربيٌّ صادق بأن الأردن استطاع أن يكون منارة شبابية عربية بفكره، وبرامجه، وبأبنائه الذين ما توانوا لحظة عن حمل همّ الأمة وشغف النهضة.وفي هذا السياق، لا يمكنني إلا أن أُشيد بالدور المحوري الذي تنهض به وزارة الشباب في هذا المشروع العربي الكبير؛ إذ لم تكتفِ الوزارة بدور تنظيمي، بل تحركت كجهاز وطنيّ يقود نهجًا إصلاحيًا شبابيًا، ويؤسس لحالة نضج مؤسسي تليق بالأردن ومكانته.لقد تابعتُ عن كثب جهود التحضير للمؤتمر الشبابي المرتقب في عمان، ورأيت كيف انصهرت الكفاءات الأردنية الشابة في ورشة وطنية لا تعرف التراخي، يعملون بحسّ الدولة، بروح الفريق، وبتصميم يليق بأردن المجد. ويدير هذه المرحلة فريق الوزارة بعقلية واعية، ونَفَس استراتيجي، يتعامل مع التفاصيل كأنها قدر وطني لا يقبل الخطأ أو التردد،،،لكن، ما كان لهذا التتويج أن يتحقق، لولا الرعاية الهاشمية الرشيدة التي تشكل حاضنة الطموح الأول لكل ما هو شبابي في هذا الوطن.لقد آمن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، منذ البدايات، بأن الشباب هم الرهان الحقيقي للدولة الأردنية الحديثة، ففتح أمامهم أبواب المشاركة، وحمل صوتهم إلى المحافل، وكان سندًا لهم حين خفتت الأصوات من حولهم.أما سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فهو ليس فقط من يحمل ملف الشباب، بل من يحمل طموحاتهم في قلبه، ويتقدّم بها إلى مساحات الإنجاز، بشغف القائد الميداني، ورؤية المفكّر، ومصداقية الأخ الأكبر.لقد أصبحت التجربة الأردنية في مجال تمكين الشباب نموذجًا يُحتذى عربيًا، ليس لأنها مثالية، ولكن لأنها حقيقية، تنبع من بيئةٍ سياسيةٍ تحترم الشباب، وتُراهن على قدراتهم، وتمنحهم أدوات الفعل، لا وهم الكلام.واليوم، عمان لا تفتح أبوابها فقط لوفود الشباب العربي، بل تفتح قلبها وفكرها لتكون منصة لتكامل عربي جديد، تقوده الطاقات الشابة المؤمنة بالأمة، لا المحبطة منها.ومن هنا، أقولها بكل ثقة: نحن لا نستضيف حدثًا شبابيًا وحسب، بل نؤسس لمسارٍ جديدٍ من الوعي العربي الشبابي، يكون الأردن فيه عقل الحكمة، وصوت الاعتدال، وضمير الأمل.من عمان يبدأ الغد ، عمان كانت، وستبقى، بيت العرب الكبير، وفي عام 2025، حين تعلن عاصمةً للشباب العربي، فإنها تعلن في الوقت ذاته بداية حقبة عربية جديدة تُكتب بسواعد الشباب، وتُرسم بعقولهم، وتُحرس بقيمهم.ولنا، كأردنيين، أن نفخر. وللشباب أن يتحرّكوا كما يريدون لا كما يُراد لهم. وللقيادة الهاشمية الحكيمة، كل الوفاء، لأنها آمنت بنا، فآمنا بأن لا مستحيل أمام الحلم إذا سكن فينا وعملنا لأجله.