الخوالدة يكتب: إيران الثورية: نموذج محدث للعراق بعد 1991 ـ بقلم: د. زيد احسان الخوالدة

الخوالدة يكتب: إيران الثورية: نموذج محدث للعراق بعد 1991 ـ بقلم: د. زيد احسان الخوالدة


الخطاب الإيراني الذي كان يتغنى بخرائط النفوذ والمقاومة، يتحول اليوم إلى خطاب قلق، يرتكز على محاولة النجاة لا التمدد.لم تعد طهران تصنع الأحداث بل تتأقلم معها، وتتجه نحو سلوك دفاعي وجودي، ينبئ بأن الزلزال الاستراتيجي قد وقع بالفعل.فبينما تُعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران خصبت أكثر من 400 كغ من اليورانيوم، يكفي لصناعة عشر قنابل نووية، يبدو أن الضربة لم تعد احتمالًا بعيدًا، بل خطوة مقررة تنتظر التوقيت.إشارات التحول:زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى مصر، وإزالة صورة قاتل الرئيس السادات من شوارع طهران، ليست فقط بادرة حسن نية، بل علامة خوف استراتيجي. إيران تتصرف كدولة تعلم أن لحظة الصدام قريبة، فتحاول تفكيك الحصار المحتمل بفتح ثغرات في جدار العرب.السيناريو الأخطر: نسخة جديدة من العراق بعد 1991من قراءة المشهد، لا بستبعد أن نشهد تكرارًا لسيناريو العراق بعد ضربة 1991:ضربة عسكرية موجعة ومحدودة.حصار اقتصادي ودبلوماسي خانق.استراتيجية استنزاف طويلة المدى.ثم انهيار تدريجي بعد عشر سنوات، دون الحاجة لاجتياح.إيران قوية، لكنها ليست عصيّة على التفكيك البطيء إذا أديرت الحرب الذكية ضدها.نحن أمام لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة.إيران تنتقل من منطق “التوسع عبر الحلفاء” إلى منطق “التحصين عبر التنازلات”.وقد تكون الحرب القادمة، إن وقعت، هي بداية العدّ التنازلي الطويل لدولة ما عادت قادرة على الاستمرار بالمنطق ذاته.