بركة: زراعة الأفوكادو في المناطق الغنية بالمياه وتقليص زراعة البطيخ بنسبة 75% في زاكورة

بعد توالي الانتقادات الموجهة لزراعة فواكه مستنزفة للمياه، على غرار فاكهة “الأفوكا” و”الدلاح” (البطيخ الأحمر)، في ظل الجفاف وشح الموارد المائية للمغرب، نوه وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بأن المغرب اتخذ تدابير عدة لتطويق حجم استهلاك هذه الزراعات للمياه.
وأكد بركة خلال لقاء من تنظيم صحيفة “ميديا 24” الفرنكفونية، أمس الخميس، أن “الأفوكا” صارت الآن تزرع حصرا بالمناطق التي تتوفر بها كمية كافية من المياه، ويتعلق الأمر أساسا بمنطقة الغرب، مضيفا أن وزارة الفلاحة قررت وقف الدعم الموجه لزراعة الأفوكا.
وشدد بركة على أنه في ظل اقتصاد ليبرالي كالاقتصاد المغربي لا يمكن للحكومة فرض زراعة أو أخرى على أصحاب الضيعات الفلاحية؛ “ما نستطيع التدخل فيه هو مجال الدعم، نحن إذن نشتغل بمنطق التحفيز أو عدم التحفيز، من خلال تقديم الدعم المالي للمزارعين”.
لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، على حد تعبير بركة، “ففي بعض الحالات يمكننا الذهاب أبعد من ذلك، كما حدث في منطقة طاطا حيث تم اتخاذ قرار بوقف زراعة “الدلاح”؛ مشيراً إلى أنه تم تقليص حجم زراعته في زاكورة كذلك بنسبة 75 في المئة.
وأشار إلى أنه تم على مستوى الحكومة تحديد أنواع الزراعات وحاجياتها من المياه وسبل تثمين المياه مستقبلا، كما جرى التشاور مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لتحديد الزراعات، مع إدماج عنصر كلفة الماء في بعض الزراعات التي ستستدعي استخدام المياه المُحلاة.
وفي سياق متصل، كشف الوزير أن نسبة ملء السدود بالمغرب تحسنت إلى 39.23% إلى غاية 11 يونيو 2025، مقابل 31.12% خلال نفس الفترة من العام الماضي، مشيراً إلى أن الحقينة بلغت نحو 6.57 مليارات متر مكعب.
وأبرز أن حوض سبو سجل أعلى حجم من الواردات المائية، بـ1.33 مليار متر مكعب منذ فاتح شتنبر 2024، بزيادة قدرها 14% مقارنة مع السنة الماضية، رغم أنه ما زال يسجل عجزاً يناهز 67.9%.
وفي المقابل، سجل حوض تانسيفت أدنى الواردات المائية، بـ86.7 مليون متر مكعب فقط، بانخفاض نسبته 12.3% مقارنة بالسنة الماضية، و75% مقارنة بالمعدل الطبيعي. ولفت إلى أن هذا الحوض يعد من بين الأكثر تضرراً من الجفاف المتوالي، وأن التساقطات الأخيرة في أبريل وماي لم تكن كافية لتحسين وضعيته.
أما حوض أم الربيع فسجل واردات مائية بلغت 747.2 مليون متر مكعب، أي بزيادة 16% مقارنة بالسنة الماضية، إلا أن هذا الرقم يظل أقل بكثير من المعدل الطبيعي بنسبة ناقص 74.2%. بينما بلغت واردات حوض ملوية 532.6 مليون متر مكعب، بارتفاع سنوي هام قدره 85.9%، لكنه لا يزال يسجل عجزاً بنسبة 46% مقارنة بالمعدل المعتاد.
وعلى صعيد نسب الملء حسب الأحواض، أورد الوزير أن حوض أبي رقراق-الشاوية سجل أعلى نسبة على المستوى الوطني بـ64.8%، متبوعاً بحوض اللوكوس بـ59.51%، ثم حوض سبو بـ52.26%. فيما بلغت النسب في باقي الأحواض: 51.03% في تانسيفت، و41.57% في ملوية.
وشدد الوزير على أن حاجيات المغاربة من الماء الصالح للشرب قد تمت تلبيتها رغم كل التحديات، بفضل التحول نحو تحلية مياه البحر، وتعزيز الربط بين الأحواض، واستغلال الموارد الجوفية.
وفي هذا السياق، أعلن بركة عن وجود 17 محطة لتحلية مياه البحر موزعة على عدد من المدن، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 320.3 مليون متر مكعب. كما أشار إلى إنجاز أربعة مشاريع جديدة، من بينها محطتا الدار البيضاء والداخلة، بالإضافة إلى توسعة محطتي الجرف الأصفر وآسفي، فضلاً عن برمجة تسع محطات إضافية لمواكبة الطلب المتزايد على الماء.