نعوم: الحكم الذاتي يحد من تأثير خصوم المغرب ويجب توخي الحذر من المخاطر السياسية

نعوم: الحكم الذاتي يحد من تأثير خصوم المغرب ويجب توخي الحذر من المخاطر السياسية

وجه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، عبد الفتاح نعوم، انتقادات لاذعة للموقف الجزائري وموقف جبهة “البوليساريو” الانفصالية الذي لا يزال يراوح مكانه رغم ما بلغه المسار الأممي من نضج سياسي ودبلوماسي لصالح المقترح المغربي.

وأشار المتحدث إلى أن السياق الحالي يفرض سؤالًا ملحًا: هل وصلت الأطراف الأخرى، وخاصة الجزائر والبوليساريو، إلى مرحلة تقبل المبادرة المغربية كحل جاد وقابل للتطبيق؟، معتبرًا أن التملص المتكرر من المشاركة في الموائد المستديرة التي ترعاها الأمم المتحدة، يعكس حرجًا سياسيًا كبيرًا، خاصة بعد مشاركتهما في دورتي 2018 و2019، وتعرضهما لأسئلة مباشرة تتعلق بسبب رفض مبادرة الحكم الذاتي.

وأوضح نعوم ضمن مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة علي يعتة بمقر حزب التقدم والاشتراكية، اختير لها موضوع “الوحدة الترابية المغربية ومقترح الحكم الذاتي كآلية للحل النهائي”، أن جميع قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية “جادة وذات مصداقية”، في حين لم تحظَ مبادرة “البوليساريو” بأي توصيف مماثل، ما يرسخ، حسب قوله، تفوق المقترح المغربي قانونيًا ودبلوماسيًا على الساحة الدولية.

وأضاف أن المحاولة الجزائرية للظهور بمظهر الطرف “غير المباشر” في النزاع، لم تصمد أمام اختبار الواقع، حيث بات يُنظر إليها كطرف مباشر في عرقلة الحل، مشيرًا إلى تصريحات وزير الخارجية الجزائري الأخيرة التي اضطرت لأول مرة إلى التعاطي –وإن بغموض– مع مبادرة الحكم الذاتي، وهو ما يعكس تغيرًا تدريجيًا فرضته التحركات الدبلوماسية المغربية.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن قبول “البوليساريو” لمبادرة الحكم الذاتي، إن حدث، يجب ألا يُفهم تلقائيًا كتحول استراتيجي، بل يجب الحذر من فخاخ سياسية قد تُنصب لتخريب المبادرة من الداخل، على غرار ما جرى في مرحلة الاستفتاء خلال تسعينيات القرن الماضي.

وشدد نعوم على ضرورة أن تتهيأ النخب المغربية، بما فيها الأحزاب السياسية، لنقاش سياسي حقيقي حول كيفية تنزيل مبادرة الحكم الذاتي، خصوصًا في ما يتعلق بتدبير الشأن المحلي، التعددية الحزبية، والتمثيلية السياسية في الأقاليم الجنوبية، مؤكدًا أن “اليسار المغربي، ممثلاً في حزب التقدم والاشتراكية، قدّم في مراحل تاريخية موقفًا وطنيًا صلبًا حول وحدة المغرب قبل معاهدة لالة مغنية، وهو مؤهل اليوم للمساهمة في تأطير هذا النقاش”.

وختم أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض نعوم مداخلته بالتأكيد على أن المغرب مقبل لا محالة على مرحلة تفاوض دقيقة حول التفاصيل الجوهرية لتنزيل الحكم الذاتي، في ظل محاصرة الأطراف الأخرى دبلوماسيًا، لكن “التفاوض الجدي”، وفق تعبيره، يتطلب استعدادًا داخليًا قويًا لتفكيك التعقيدات وتفادي إعادة سيناريو “خديعة الاستفتاء”.