مزارعو شيشاوة يعبرون عن تذمرهم: السوق في تدهور وفيروس يهدد “البيّار” مع “الزريقة” يضر “البطيخ”

وسط مشاهد من الركود وتراجع الأسعار، عبّر عدد من فلاحي منطقة شيشاوة والتجار، في تصريحات متفرقة، عن تذمرهم من تدهور وضعية تسويق منتوج “الدلاح” المحلي، الذي تشتهر به المنطقة بجودته ونكهته، في ظل ما وصفوه بـ”ضربات متكررة” أصابتهم في الموسم الفلاحي الحالي، أبرزها “انتشار فيروس مجهول” وانعدام الدعم وغياب مرافق أساسية.
وأجمع فلاخون التقهم جريدة “مدار21” الإلكترونية، على أن “الدلاح الشيشاوي” لا يزال يحافظ على جودته المعهودة، مؤكدين أن منطقة سيدي المختار تحديدًا تُعد من أشهر المناطق المنتجة للدلاح والسويهلة والجلبانة، إذ يقصدها التجار من مختلف مدن المغرب للتزود بالسلع. ومع ذلك، يضيف أحدهم: “الفلاح ما شدّ والو، السوق طايح، والبيع ب16 ريال ما فيه حتى ربح”.
فيما يشبه الاتهام المباشر، تحدّث الفلاحون عن “فيروس أصاب الدلاح المغربي”، قائلين إن “مصدره الزريعة التي تستورد من أوروبا”، مضيفين أن المواد الكيماوية والمبيدات المستعملة اليوم “خرّجوا على الفلاحة، السلعة ما بقاتش فيها المذاق”، واصفين الوضع بأنه أخطر من مجرد مرض زراعي، بل تهديد لأسر بأكملها تعتمد على هذا القطاع كمصدر رزق وحيد.
في ظل هذه الأزمة، شدد المتضررون على غياب شبه تام للدعم الحكومي، متحدثين عن إلغاء دعم “مطيشة” سابقًا، وتجاهل مماثل لما يعانيه فلاحو الدلاح اليوم. كما اشتكوا من افتقار السوق المحلي لأبسط البنيات التحتية، “ما كاين لا مرشي لا طواليطات لا حراسة”، مؤكدين أن السوق الحالي “قديم وتجاوزته الحاجة”، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتحديثه وتوفير فضاء منظم يليق بالمنتوج الفلاحي المحلي.
وبلهجة حاسمة، عبّر أحد الفلاحين في حديثه للجريدة عن خوفه من اندثار الهوية الفلاحية للمنطقة، قائلاً: “شيشاوة معروفة بالمنتوج المليح، واللي كيشري من هنا كيعرف الجودة”، متحسرًا على تراجع الإقبال رغم السمعة الطيبة. وأضاف: “الفلاحة والكسّيبة هما اللي هازّين البلاد، وإذا تخلّينا عليهم، شكون غادي يبقى؟”.
وفي ختام تصريحاتهم، ناشد المتحدثون السلطات المعنية بـ”التدخل العاجل لمساعدة الفلاحين”، عبر توفير أسواق منظمة، والتتبع الصحي للزريعة، ودعم المواد الأساسية، خصوصًا وأن “الفيروس كرفص الناس”، كما قال أحدهم. واختتم آخر كلامه بعبارة تختزل المعاناة: “راه كاين اللي فالحبس ما شد والو، وكاين اللي دارت عليه الدنيا، والفلاحة ساكتين”.