اختيارات “موازين” تثير النقاش وتواجه انتقادات بتهمة “المحاباة” واستبعاد أسماء معروفة

اختيارات “موازين” تثير النقاش وتواجه انتقادات بتهمة “المحاباة” واستبعاد أسماء معروفة

أثارت اختيارات إدارة مهرجان “موازين- إيقاعات العالم” الأخيرة لعدد من الأسماء الفنية لإحياء سهرات على منصتي النهضة وسلا، موجة استياء في صفوف الجمهور وعدد من الفنانين، بسبب ما اعتبروه إقصاء لأسماء مغربية بارزة، وتغليبا للمحاباة والعلاقات الشخصية على معايير الكفاءة والرصيد الفني.

وعبر المنتقدون عن استغرابهم من دعوة فنانين يفتقرون لقاعدة جماهيرية أو إنتاجات معروفة، في وقت يزخر فيه المشهد الفني المغربي بأسماء شابة تحقق ملايين المشاهدات وتصنف ضمن أنجح الفنانين على المنصات الرقمية.

وانخرطت المغنية رقية ماغي في الحملة المنتقدة لاختيارات إدارة مهرجان “موازين” إن العديد من الفنانين الشباب في المغرب يستحقون الصعود على منصات مهمة، خاصة وأنهم يبذلون مجهودا كبيرا لإنتاج أغان مغربية، ويطرحون أعمالهم بشكل مستمر، محققين نجاحات لافتة، إذ تلقى أغانيهم رواجا واسعا ويتم تداولها على نطاق واسع، فضلا عن تحقيقهم نسب مشاهدة عالية على منصة يوتيوب”.

وأشارت ماغي في مقطع فيديو إلى أن هؤلاء الشباب أولى بأن يمنحوا فرص الحضور في مهرجانات كبرى ومنصات فنية مهمة، منتقدة في الوقت ذاته التعاقد مع فنانين لا يمتلكون رصيدا فنيا كافيا لأداء أغان ليست من إنتاجهم.

وأكدت أن مهرجانات من هذا الحجم تتطلب أسماء فنية وازنة تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة، وتمنح الجمهور فرصة اللقاء المباشر مع فنانين مؤثرين وذوي تجربة.

وتحدثت ماغي عن تغييب الفنانة أسماء لمنور، التي وصفتها بالمكسب الحقيقي لأي مهرجان تشارك فيه، مشيدة بسعد لمجرد، الذي “يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة ويعتبر إضافة نوعية لأي منصة فنية، بفضل تاريخه الحافل بالعطاء والنجاح”، بحسبها.

واختتمت بالتعبير عن أملها في أن يُلتَفت إلى الفنانين الشباب الذين ينتجون أعمالهم بأنفسهم، ويحققون ملايين المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معربة عن أسفها لإقصائهم من مثل هذه الفعاليات.

وأعادت المغنية ريم فكري بدورها نشر صورة تضم الفنانات يسرى سعوف وشذى حسون ونجل الفنان فضل شاكر، مرفقة بتعليق جاء فيه: “إدارة موازين تصدم المغاربة باختياراتها الغريبة للفنانين الذين سيحيون حفلات نسخة 2025″، مرفقة المنشور بإيموجي “ضاحك”، ما اعتبره بعض المتابعين سخرية من الأسماء المشاركة.

وتضمنت الصورة التي نشرتها ريم تعليقات ساخرة من الفنانين المشاركين، مثل: “ابن فضل شاكر الذي لا يعرفه أحد”، و”خريجة برنامج مواهب لا يعرفها أي شخص”، و”فنانة عراقية-مغربية ليس لها جمهور في المغرب لأنها اختارت العراق على حساب المغرب”.

وأيد عدد من النشطاء هذا الرأي، معتبرين أن هناك فنانين مغاربة يستحقون الظهور على منصات مهرجان “موازين” أكثر من بعض الأسماء المختارة، التي لا تملك رصيدا فنيا كبيرا.

وانتقد آخرون تكرار حضور بعض الفنانين للسنة الثانية على التوالي، رغم غياب جمهور فعلي لهم أو أعمال فنية معروفة تبرر هذا التكرار.

وفي سياق متصل، يشارك نجل الفنان فضل شاكر في السهرة الختامية على منصة النهضة إلى جانب الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، إذ كشفت مصادر أن هذه الأخيرة هي من اقترحت اسمه للمشاركة.

وسيكون “الغراندي طوطو” أول فنان مغربي يصعد إلى منصة “السويسي” في مهرجان موازين، بعدما كانت تُمنح للمغاربة منصة “سلا” على مدار سنوات.

وسبق للفنان طوطو أن فرض شروطا غير مسبوقة فيما يتعلق بتعاقد الفنانين المغاربة مع مسؤولي هذه التظاهرة، في السنة الماضية، إذ اشترط صعوده لـ”السويسي” باعتباره يحقق أرقاما قياسية ويستقطب جماهير كبيرة داخل المغرب وخارجه، كما نجوم العالم، بحسب حُجته، الأمر الذي لم تقبله إدارة المهرجان حينها.

وخلال هذه السنة، غيرت إدارة مهرجان “موازين” قواعدها وشروط تعاقدها التي ظلت سارية المفعول لـ20 سنة، بقبولها شروط “طوطو”.

وأنهى “طوطو” عُقدة “الأجنبي” في مهرجان “موازين”، الذي كان على مدار سنوات يضع نجوم الدول الغربية في أعلى القائمة من حيث المنصة، والأجور، وظروف الحضور لهذه الفعالية.

ومن المنتظر أن تحيي كل من الفنانة شيرين عبد الوهاب ونوردو، وحماقي، ومريام فارس، ونانسي عجرم، وروبي، وديانا حداد، وراغب علامة، وبودشار، السهرات الرسمية بمنصة النهضة، إلى جانب أسماء ثانوية، ما يزال يعلن عنها، تفتتح السهرات.

وفي مسرح محمد الخامس، سيشارك به كل من وائل جسار، وتامر عاشور، وماجدة الرومي، وزياد برجي، كاظم الساهر، في انتظار الإعلان عن الأسماء المتبقية.

وسيخصص هذا الأسبوع للإعلان عن السهرات المبرمجة في منصة سلا، التي يحيي بها الفنانين المغاربة سهراتهم.

ومن المرتقب تنظيم الدورة العشرين لمهرجان “موازين- إيقاعات العالم” في الفترة من 20 إلى 28 يونيو 2025 بالرباط، الذي يحظى بدخول مجاني لـ 90 في المئة من العروض والفعاليات.

وكانت الدورة التاسعة عشرة للمهرجان قد عرفت حضور أزيد من 2,5 مليون متفرج خلال تسعة أيام من الحفلات الموسيقية بمختلف منصات الرباط وسلا.

ويعد مهرجان “موازين- إيقاعات العالم”، الذي تم إحداثه سنة 2001، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.المغرب السياحة في المغرب

ويقدم مهرجان موازين، الذي يتم تنظيمه كل سنة لمدة تسعة أيام، برنامجا غنيا يجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، مما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور وأبرز الفنانين، ويخصص أزيد من نصف برمجته للمواهب الوطنية.