السلامي: لؤلؤة مغربية shine في الغربة

لا يقتصر النجاح في كرة القدم على الألقاب أو الموهبة، بل يتعدى ذلك إلى التقدير والاعتراف الغائبين في كثير من الأحايين عن “دهاليز” قرارات مسؤولي كرة قدم مغربية أضحت تُدار بالشائعات وبالحملات.
ولا أدل على هذا الواقع المرير سوى فضيحة “حمزة مون بيبي الرجاء”، التي اهتز لها البيت الأخضر، بعد توقيف صاحب صفحة فيسبوكية، تحرض الجماهير وتتحكم في “المزاج الأخضر”، وتحرك صراعات الكواليس وحملات التجييش ضد مدربين ومسيرين دون غيرهم.
جمال السلامي، المدرب المغربي الذي أثبت جدارته وأعاد كتابة التاريخ مع المنتخب الأردني، نموذج من بين كثيرين، لفظتهم أمواج النكران والاستهداف لتحتضنهم أياد تقدر المعدن النفيس لعلامة “صنع في المغرب”.
جمال السلامي صنع ملحمة لا تنسى في ملاعب الأردن، وقاده إلى التأهل لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، ليصبح رمزا وطنيا في بلد غير بلده، وحقق الحلم الذي لم يراوده يوما.
وبينما تحتفل الأردن برجل صنع التاريخ في ظرف وجيز، أكمل فيه العمل الذي بدأه مواطنه الحسين عموتة، يجد جمال السلامي نفسه في بلده الأم طي النسيان، بل ومهمشا إعلاميا.
لكن الموجع في قصة صاحب الـ54 عاما، أن يجد في أرض غير أرضه، بين أناس ليسوا أناسه، الثقة والدعم حتى في أصعب الفترات، والظروف اللازمة للاشتغال بلا شروط قبلية أو قيود، وحتى تدخل، ويواجه في وطنه طعنات من داخل بيته الرياضي.
فقبل الالتحاق بـ”النشامى”، عاش السلامي سنوات عجاف من النكران بالمغرب رغم إنجازاته مع الرجاء الرياضي، الذي أعاده إلى الواجهة بعد مواسم من التيه، وفاز تحت قيادته بلقب الدوري الاحترافي موسم (2019-2020) بعد غياب سبع سنوات، وبلغ نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بعد غياب دام 15 سنة.
ابن جمعية الحليب، الفريق الذي امتزجت ألوانه بقميص الرجاء، كان العقل المدبر وراء واحدة من أعظم “الريمونتادات” في تاريخ الديربي المغربي، حين قلب الطاولة على الوداد الرياضي في إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس. وحمل الفريق بعدها على أكتافه، رغم الضربات تحت الحزام، وصولا إلى النهائي.
لم يشفع التحليق بالنسر الأخضر في سماء الكرة المغربية والعربية للمدرب الطموح، ليغادر القلعة الخضراء قبل نهائي البطولة العربية للأندية، بصمت تنبعث منه رائحة الخذلان، بعدما قرر الرحيل، مكرها، إثر حملات موجهة ووقفة جماهيرية بالوازيس مطالبة برحيله طعنته مباشرة في قلبه الأخضر.
جمال السلامي والحسين عموتة وغيرهم الكثير، أمثلة صارخة على كفاءات وطنية، ليس في الكرة فقط، لا تجد التقدير حيث تريد، فتساق بعيدا لتثبت للعالم كفاءة المغربي، وليس للوطن فقط، لتستمر النجاحات المغربية بأراض أجنبية، لكن بنزيف كفاءات للوطن.