نداء يأس من دوار في إقليم الجديدة بعد انقطاع المياه منذ شهر رمضان

بين صنابير جافة ووجوه يائسة، تعيش ساكنة أحد دواوير إقليم الجديدة بجماعة أولاد رحمون، معاناة يومية بسبب أزمة عطش خانقة، بدأت منذ شهر رمضان ولا تزال مستمرة، في ظل تجاهل تام لمطالب السكان المتكررة. أزمة حولت أبسط تفاصيل الحياة اليومية إلى كابوس، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

سيدة من الساكنة تصف الوضع قائلة:”نحن لا نجد ماءً لنشرب، ولا لنغسل، ولا لنسقي مواشينا. إننا نموت عطشاً. المياه مقطوعة بالكامل، وكلما هطلت الأمطار أُعيد فتح التزود بالماء، وما إن تتوقف حتى يُغلق مجدداً…نحن نعتمد على هذه المياه، ولكننا محرومون منها تماماً.”

ورغم التوجه المتكرر إلى مصالح الجماعة المحلية، لم يُثمر أي تدخل فعّال. كما توضح سيدة أخرى لجريدة “مدار21” الإلكترونية، “نذهب إلى مقر الجماعة، نلجأ إلى المسؤولين، لكننا لا نجد جواباً سوى وعود لم تتحقق.. منذ رمضان لم تصل قطرة ماء واحدة إلى بيوتنا، ونضطر للسير أربعة أو خمسة كيلومترات لجلب كمية قليلة من الماء، والأطفال متسخون، لا ماء للشرب، ولا للنظافة، ولا لأي شيء.”

وتضيف أخرى:”كل شيء لدينا جاف. البراميل فارغة، الصنابير لا تسيل منها قطرة.. منذ شهرين لم نر الماء. بعض الفلاحين القريبين يملكون معدات للري ويسقون محاصيلهم كالبطاطس والقرع واللوبيا بمضخات ضخمة، بينما نحن لا نجد ما نشرب.”

المفارقة، حسب شهادات الساكنة، أن أنابيب الماء تمر بجوار الدوار، دون أن يستفيد منها أحد، وكأنّ هذه العائلات لا تستحق الحق في الماء، مؤكدين أن الجماعة المحلية أنشأت سقايات عمومية، لكنها توقفت عن العمل بعد ثلاثة أشهر فقط من تشغيلها، دون توضيحات رسمية.

ويقول أحد شباب الدوار للجريدة “قبل تحويل تدبير الماء إلى الشركة الجهوية، كنا نحصل على الماء ولو ليومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع.. الآن، ومع مجيء الشركة الجديدة، أصبحت المعاناة أشد. كنا نأمل أن يُحل المشكل، لكن الوضع ازداد سوءاً. نحن نترحم على الأيام التي كانت فيها شركة ‘لونيب’ هي المسؤولة”.

ويوجه المتحدث ذاته رسالة مباشرة إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، قائلاً:”السيد الوزير صرّح بأنه لا توجد منطقة في المغرب لا يصلها الماء.. لكننا هنا نؤكد العكس. لدينا أنابيب وسقايات، لكننا لا نستفيد منها، ونُجبر على قطع مسافات طويلة لجلب المياه. نطالب بفتح تحقيق نزيه وجاد، وأن يتم تفعيل التوجيهات الملكية التي تؤكد على أولوية الحق في الماء.”

ومع اقتراب المملكة من تنظيم تظاهرات دولية كبرى، على رأسها كأس العالم، يتساءل المتحدث “كيف يُعقل أن نظهر أمام العالم كبلد مستعد لتنظيم حدث عالمي، بينما بعض المواطنين لا يجدون ماءً يشربونه؟ هذا لا يُسيء لصورة البلاد؟ نحن لا نريد كأس العالم، بل نريد ماءً نشربه، لنا ولأطفالنا ومواشينا.”

وفي ختام النداء، يضيف بلهجة حادة: “نناشد العامل، ونناشد وزارة الداخلية، وكل مسؤول ضميرُه حي، أن يتدخل. نريد فقط تفعيل خطاب جلالة الملك الذي دعا إلى معاقبة كل من يتلاعب بهذا الحق الحيوي. وإن كنا نحن المسؤولين، فلتُقطع أيدينا أولاً.”