نعيمة بوحمالة تعود للواجهة و”دجاك بوت” يحتفي بإرثها الأخير

نعيمة بوحمالة تعود للواجهة و”دجاك بوت” يحتفي بإرثها الأخير

يُعيد فيلم “دجاك بوت”، الذي ينطلق عرضه الرسمي اليوم الأربعاء، الراحلة نعيمة بوحمالة إلى وهج الأضواء في القاعات السينمائية، بعد أن غادرتنا في نهاية شهر ماي الماضي، تاركة خلفها إرثا فنيا يختزل آخر بصماتها، وأعمالا خالدة لا يزال الزمن يحفظ لها حضورها اللامع.

ولم ينسَ صناع الفيلم الراحلة التي كانت جزءا من هذا العمل، إذ استهل العرض ما قبل الأول، نهاية الأسبوع الماضي، بقاعة ميغاراما في الدار البيضاء، بتلاوة الفاتحة على روحها، بحضور جمهور وقف احتراما لمسارها الفني، في لحظة وفاء جسدها زملاؤها.

وكانت الراحلة نعيمة بوحمالة قد شاركت، قبل وفاتها، في عدد من الأعمال، من بينها فيلم “البوز”، الذي يُعرض حاليا في القاعات السينمائية.

وحضرت الراحلة الندوة الصحفية التي نظمت على شرف تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم بالدار البيضاء، حيث أضفت عليها روحها المرحة، إذ لم تخلُ من قفشاتها الكوميدية المعتادة.

وكانت الراحلة قد حضرت بلاطوهات تصوير عمل جديد قبل يوم واحد فقط من وفاتها، حيث لاحظ زملاؤها عليها علامات تعب شديد، بحسب ما صرحوا به.

وبخصوص فيلم “دجاك بوت”، فيناقش جوانب خفية من عالم مواقع التواصل الاجتماعي، مسلطا الضوء على الآثار السلبية الناجمة عن الانغماس فيها، ومعريا جانبا من المخاطر التي تعترض مستعملي هذه المنصات، وراصدا طرق البحث عن الانتشار السريع (البوز) والشهرة الزائفة، إضافة إلى عرضه نتائج سلك هذه الطريق.

ويسلط هذا الفيلم الضوء على تحولات اجتماعية واقتصادية يعيشها ثلاثة شبان من حي شعبي، يؤدي أدوارهم كل من طارق البخاري، وعمر لطفي وزهير زائر، في زمن التسعينيات، إذ لا يعرفون شيئا عن سبل الربح من الإنترنت.

وتنطلق الأحداث بلقاء هؤلاء الشبان بسيدة تدعى “سمية سطار”، مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تقترح عليهم نقل تجاربهم اليومية إلى هذه المنصات لتحقيق دخل مادي، إذ يبدأ الثلاثة في إطلاق بث مباشر والتفاعل مع الجمهور، ليحظوا بمتابعة واسعة وأرباح مالية مهمة.

لكن النجاح لا يقف عند هذا الحد، فسرعان ما يدخل على الخط شخص يدعى “سيمو كريبتو” يؤدي دوره (رفيق بوكر)، ويقترح عليهم الانخراط في عالم المضاربات الرقمية والتلاعب بالبورصة، ما يدر عليهم أرباحا ضخمة، قبل أن يورطهم في قضايا تمس بالأمن المالي الوطني، إذ تكتشف الشرطة هذا المسار وتبدأ في ملاحقتهم، وفق مخرج العمل.

ويشارك في هذا الفيلم الذي قدم العرض ما قبل الأول الخاص به يوم السبت الماضي، كل من الممثلة نجاة الوافي، ووصال بيريز، وطارق البخاري، وعمر لطفي، وزهير زائر، وغيرها من الأسماء الفنية الأخرى.

ويضع فيلم “البوز” تفاهة الويب والشهرة المزيفة دون تقديم أي محتوى هادف تحت المجهر، وينبش في ظاهرة “البحث عن الشهرة” بطرق غير أخلاقية، حيث إن الفيلم يندرج ضمن خانة الأعمال الاجتماعية، وتتخلله أجواء غنائية.