المغرب وروسيا يعززان روابطهما الاقتصادية نحو شراكة استراتيجية.

شهدت العلاقات الاقتصادية بين روسيا والمغرب خلال الفترة الأخيرة ديناميكية متسارعة، إذ تضاعف عدد رحلات العمل التي يقوم بها ممثلو الشركات المغربية إلى روسيا بنحو سبعة أضعاف، في مؤشر واضح على تنامي الاهتمام بالسوق الروسية وتوسيع التعاون المشترك بين البلدين.
وقال أليكسي أندرييف، الممثل التجاري الروسي في المغرب، إن هذا الارتفاع الملحوظ في رحلات العمل يعكس ليس فقط تأثير قاعدة منخفضة في السابق، بل يشير أيضاً إلى زيادة حقيقية في الاهتمام الاقتصادي المتبادل.
وأضاف أن المغرب يتبع سياسة متعددة المحاور، ما يجعل كل فرصة تعود بالنفع على البلاد محل ترحيب، الأمر الذي يدفع الشركات المغربية لإرسال وفود ومشاركات متزايدة في المعارض والفعاليات التجارية لدراسة فرص التعاون مع الشركاء الروس.
وأوضح أندرييف في تصريح للصحيفة الروسية afrinz أن من العوامل التي ساعدت على هذا التطور وجود رحلات جوية مباشرة يومية بين الدار البيضاء وموسكو، بالإضافة إلى إلغاء التأشيرات للروس، مما يسهل حركة التنقل ويعزز التبادل التجاري والسياحي بين البلدين.
وفي هذا السياق، شهد عام 2024 زيادة بنسبة 30% في طلب السفر إلى أفريقيا بين الروس، مع بروز المغرب كواحدة من الوجهات الأفريقية الرئيسية للسياح الروس، في حين يتزايد في الوقت ذاته اهتمام المغاربة بروسيا كوجهة اقتصادية وسياحية.
وعلى الصعيد التجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والمغرب في عام 2024 نحو 678 مليون دولار، منها 597 مليون دولار صادرات روسية تشمل الحبوب والمنتجات الزراعية، الأعلاف، الأسمدة، الألمنيوم، والأدوية. بينما تركزت صادرات المغرب إلى روسيا على الفواكه، الأسماك والمأكولات البحرية، إضافة إلى منتجات صناعة السيارات.
يُشار إلى أن المغرب في 2024 سجل إجمالي حجم تجارة بلغ 121 مليار دولار مع شركائه الدوليين الرئيسيين مثل إسبانيا، فرنسا، الصين، والولايات المتحدة، ما يعكس أهمية تعزيز الشراكات الجديدة مع دول مثل روسيا.
وفي تصريح صحفي سابق، أكد أندرييف استعداد روسيا لدعم دول أفريقيا، بما فيها المغرب، في مجال تطوير التكنولوجيا لتحقيق التنمية الذاتية وضمان السيادة التكنولوجية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعميق التعاون في مجالات متعددة تشمل الصناعة والزراعة والتكنولوجيا.