الجواهري: جامعة الأخوين تُعَد “نخبوية” من حيث التعليم وليس من الناحية الاقتصادية

الجواهري: جامعة الأخوين تُعَد “نخبوية” من حيث التعليم وليس من الناحية الاقتصادية

أوضح عبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس أمناء جامعة الأخوين بإفران، أن القول بأن هذه الجامعة نخبوية يفترض أن يكون المستوى الذي نطلبه من الناس للولوج إليها أعلى من ذلك الذي تطلبه مؤسسات التعليم العالي الأخرى، مفيدا أن النخبوية في “الأخوين” نابعة من المستوى التعليمي المطلوب وليس المادي، لأننا لا نقول للطالب إن عليه أن يؤدي 20 مليون سنتيم سنويًا للالتحاق بها.

وأكد الجواهري، خلال ندوة صحفية، أمس الأربعاء، لتقديم الخطة الاستراتيجية 2025-2030، بالمقر المركزي لبنك المغرب، أنه على العكس من ذلك “نحن نحاول ما أمكن أن يكون العبء من الناحية المالية أخف، بشكل يوازي باقي مؤسسات التعليم العالي الموجودة في الدار البيضاء والرباط. نسعى إلى أن نكون في مستواهم، وأحيانًا أقل تكلفة منهم. إذًا، النخبوية لا يمكن أن تُختزل في الجانب المادي فقط”.

وشدد على أن النخبوية تقاس بالمستوى التعليمي، مؤكدا أنه عندما صيغ القانون التأسيسي لجامعة الأخوين، كان التوجه الأساسي نحو تعليم عالي بجودة جيدة، وهذه هي النخبوية الحقيقية، مبرزا أن الطالب يشترط عليه للولوج إلى “الأخوين” الحصول بكالوريا بميزة جيدة، فهل يمكن اعتبارها نخبوية. مبرزا أن النخبوية لا تعني إغلاق الباب على من ليس له القدرة المادية.

وأفاد أن جامعة الأخوين من حيث البناء أو التصميم قد تبدو أنها “جامعة نخبوية”، لكن هذا تصور خاطئ. نعم، لديهم مسبح، لكن هذا لأن المشروع من البداية صُمم وفق رؤية الملك الراحل، وهو من أراد أن يكون بهذا الشكل، على المستوى المعماري. وحتى الآن، عندما نبني شيئًا جديدًا، نلتزم بنفس الإطار المعماري الأصلي.

وأكد الجواهري أنه “يجب إزالة الصورة الذهنية عن كون جامعة الأخوين نخبوية، لأن مهمتنا هي ضمان تعليم أساسي بجودة عالية. وإذا لم يكن المستوى مناسبًا، فإن الطالب لا يقبل. والذين يشاركون في هذه العملية صارمون في هذا الجانب. أما من ليست لديه القدرة المادية، فلا يُقصى بسبب ذلك.

وأوضح أنه “لسنوات لم نرفع الرسوم، منذ ما قبل جائحة كوفيد، قررنا أن لا نزيد شيئًا، لأن الوضع الاقتصادي كان صعبًا. نحاول دائمًا أن نفتح الباب لغير الميسورين، وهذا كان واضحًا حتى عندما ناقشنا هذا الأمر مع الدولة، وقلنا لهم إن من غير المنطقي أن تحصل مؤسسات في وضعية مريحة على منح، بينما نحن لا نحصل على شيء”.

من جهته قال أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين، إنه بالفعل هناك من ناحية التواصل، وهذه الملاحظة قدمها لنا أيضا مجلس الأمناء وقال إننا مقصرون، مفيدا أن ذلك قائم منذ البداية، إضافة إلى اشتغال المؤسسة لنيل الاعتماد لتكون مثل الجامعات الأمريكية، متابعا لجنة الاعتماد تطلب منا أن نكون شبيهين بهم: أن نتحدث بطريقتهم، ونتصرف مثلهم، لكي نحصل على الاعتماد. وفي فترة من الفترات، ركزت جامعة الأخوين على هذا الجانب، وكنا مُقصرين على مستوى التواصل.

وأوضح أن طلبة حامعة الأخوين الحاليون، وخريجون كثر، شكلوا جمعية خاصة بهم، وجاؤوا بمبادرتهم الخاصة لجمع التبرعات وتقديم المنح لغير القادرين ماديا. ولم نطلب منهم ذلك، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر، ولم نقل لهم أن يمنحونا شيئًا، ولم نحثهم على جمع التبرعات، ومع ذلك فعلوا. وهذا يعكس روح التضامن بينهم.

وأشار بنسعيد إلى مثال أحد الأساتذة المرموقين الذي كان طالبًا في الجامعة منذ سنتها الأولى، عام 1995 أو 1996، والتحق بمنحة وهو ابن مدينة طاطا ولم يكن ميسور الحال، لكنه كان متفوقًا. واليوم، يُدرّس بها. وهذا ما نريده، مفيدا أن جامعة الأخوين تتوفر على هذه الهوية رغم أنه كانت هناك تحديات في البداية من حيث الميزانية، لكن الجامعة لا تسوق هذه الأمور يوميا للناس.