التعاونيات توفر فرص العمل وتعزز دخل المزارعين في إقليم طاطا

يلعب القطاع التعاوني دورا مهما في جهود تثمين سلسلة الحناء بإقليم طاطا، باعتبارها منتوجا محليا ذا قيمة اقتصادية عالية، يساهم بشكل ملموس في تحسين دخل النساء القرويات وتعزيز دينامية التنمية المحلية المستدامة.
وشهد هذا النشاط الفلاحي، خلال السنوات الأخيرة، نموا ملحوظا في إقليم طاطا المتسم بانتشار الواحات، وذلك بفضل المبادرات التي يتم القيام بها لتطوير هذه السلسلة الفلاحية، وذلك بهدف، على الخصوص، تثمين وتسويق هذا المنتوج المجالي. وينتظم الفلاحون المهتمون بإنتاج الحناء في إطار تعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي، وهي من المبادرات التي تم اتخاذها لتحقيق تأطير جيد للفاعلين في هذا القطاع، وتعزيز قدراتهم وتحقيق هدف استدامة الإنتاج، سواء من الناحية الكمية أو الجودة، بالإضافة إلى تمكين الفلاحين من الحصول على قدرة تنافسية جيدة.
وفي هذا الصدد تندرج تعاونية “زاكي للفلاحة الطبيعية” التي تشرف على تسيير” دار الحناء” الواقعة بجماعة فم زكيد (إقليم طاطا)، والتي تهدف إلى تثمين منتوج الحناء المحلي، الذي تشتهر به المنطقة بجودته العالية، وذلك في إطار جهود تعزيز سلاسل الإنتاج الفلاحي ودعم الفلاحين المحليين.
وقد بلغت تكلفة بناء هذه الدار، التي أنجزها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، ما يناهز 2,3 مليون درهم، في حين بلغت كلفة تجهيزه حوالي 1,3 مليون درهم، بتمويل من المديرية الإقليمية للفلاحة بطاطا.
وتروم التعاونية من خلال “دار الحناء” تثمين منتوج الحناء بالمنطقة وتحسين ظروف عمل المنتجين المحليين، من خلال توفير فضاء مجهز بمعدات حديثة لمعالجة وتعليب هذا المنتوج.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح رئيس تعاونية “زاكي للفلاحة الطبيعية “حسن مكي ، أن “دار الحناء” بفم زكيد تمثل لبنة أساسية في مسار تثمين منتوج الحناء، الذي تتميز به المنطقة على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن المشروع يندرج في إطار دينامية تنموية تروم الرفع من القيمة المضافة للحناء المحلية.
وأضاف أن عملية التثمين تمر عبر عدة مراحل متكاملة، انطلاقا من استقبال أوراق الحناء الخام من عند الزبناء، مرورا بمرحلة التنقية، ثم الطحن، فالتعليب والتخزين، لت طرح بعد ذلك في السوق في شكل منتوج نهائي معد للتسويق.
من جهته، أكد عبد اللطيف بوجوطة، أحد منتجي الحناء بالمنطقة، أن المنتجين المحليين كانوا يعانون في السابق من صعوبات كبيرة في معالجة الحناء، حيث كانت ت طحن يدويا باستعمال الرحى، وهي عملية مرهقة وتستغرق وقتا طويلا، كما أنها لا تضمن الجودة المطلوبة.
وأشار إلى أن إحداث هكذا تعاونيات ساهم في تجاوز هذه الإكراهات، من خلال توفير معدات عصرية ت مكن من طحن كميات كبيرة بجودة عالية، وفي وقت وجيز، مما يشجع الفلاحين على رفع مستوى الإنتاج.
وهكذا، يساهم القطاع التعاوني في إنعاش الاقتصاد المحلي، وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى تحسين دخل الفلاحين، والنهوض بقطاع الحناء كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بفم زكيد والمناطق المجاورة.