السفارة البريطانية تبادر بحملة “النمو المستدام” لتعزيز التعاون مع مصر في قضايا المناخ

أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة عن إطلاق حملة “النمو الأخضر”، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى تسريع التعاون الثنائي في مجالات التحول الأخضر، الاستثمار المستدام، والابتكار البيئي،وذلك في خطوة استراتيجية لتعميق الشراكة بين المملكة المتحدة ومصر في قضايا المناخ والتنمية المستدامة.
وتستمر الحملة حتى موعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “COP30” في نوفمبر المقبل، وتركز على ثلاثة محاور رئيسية: دعم الدور القيادي لمصر في الجهود المناخية العالمية، تعزيز التعاون التجاري مع الشركات البريطانية، وتوسيع مجالات الشراكة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وأكد السفير البريطاني لدى مصر، جاريث بايلي، أن الحملة تعكس التزام البلدين ببناء مستقبل أكثر استدامة، مضيفًا:”حملة النمو الأخضر تجسد طموحنا المشترك لقيادة العمل المناخي وفتح آفاق جديدة للاستثمار المستدام والابتكار. إنها ليست مجرد شراكة بين بلدين، بل منصة لصناعة فرص حقيقية لشعوبنا واقتصاداتنا.”
استثمارات تتجاوز مليار دولار ومشروعات عملاقة في الطاقة المتجددة
وفي إطار هذه المبادرة، أعلنت مؤسسة الاستثمار الدولي البريطانية (BII) – ذراع التمويل التنموي للحكومة البريطانية – عن استثمارات جديدة بقيمة 305 ملايين دولار في قطاع الطاقة المتجددة في مصر. وتشمل هذه الاستثمارات:190 مليون دولار في مشروع تاريخي لإنشاء أكبر مزرعة رياح برية في أفريقيا بقدرة 1.1 جيجاوات في منطقة السويس.
بجانب 115 مليون دولار لدعم أول مشروع متكامل للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في نجع حمادي، ضمن حزمة تمويلية مشتركة تبلغ 479 مليون دولار.
وأشارت شيرين شهدي، مديرة مكتب المؤسسة في مصر، إلى أن هذه المشروعات تمثل “تحولًا جوهريًا” في مستقبل الطاقة في مصر، وتسهم في تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي وخلق فرص عمل وتعزيز الأمن الطاقي.
وتعتمد الحملة على قاعدة قوية من التعاون المناخي بين البلدين، بدأ منذ مؤتمر الأطراف “COP26” في غلاسكو واستمر في “COP27” بشرم الشيخ. وخلال هذه الفترة، موّلت المملكة المتحدة أكثر من 250 مليون دولار من المبادرات المناخية والفنية في مصر، بما في ذلك مشاريع البنية التحتية الخضراء وبناء القدرات.
كما تسعى الحملة إلى تعزيز التعاون في مجالات إصلاح السياسات البيئية، تسعير الكربون، إدارة شبكات الطاقة، ودعم قدرات مصر في مجالي الأمن الغذائي والمرونة المائية، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
وأكدت السفارة البريطانية أن مصر وبريطانيا قد حددتا هدفًا مشتركًا بجذب 500 مليون دولار من الاستثمارات الخضراء الجديدة خلال الأشهر الستة المقبلة، في مؤشر واضح على متانة الشراكة الاستراتيجية وتكامل الرؤى بين القاهرة ولندن في مواجهة التحديات المناخية العالمية.