ياسين fulfills his promise to his mother by topping the ranks in the Al-Azhar Primary School in Suez.

ياسين fulfills his promise to his mother by topping the ranks in the Al-Azhar Primary School in Suez.

السويس- حسام الدين أحمد:

اعتاد التلميذ ياسين وليد أن يتصدر قائمة أوائل معهد ذو النورين الابتدائى بالسويس، لكن ذلك لم يرضي والدته، قبل سنة أخبرته أنها تريد أن تراه يتصدر أوائل الشهادة الابتدائية على مستوى المحافظة، وعدها بتحقيق ذلك، فكانت له خير معين في المذاكرة والمراجعة وحفظ القرآن، فحقق لها ما تمنت وتفوق على زملائه بمجموع 99.3%، ليكون الأول مكرر على الشهادة الابتدائية الأزهرية.

أحب ياسين كرة القدم، مهارته رغم صغر سنه لفتت أنظار لجنة اختبارات الناشئين، سافر للقاهرة عدة مرات ليشارك في اختبارات النادي الأهلي، اجتازها لكن بُعد المسافة وانشغال والديه، ونفقات السفر حالت دون استكمال ذلك، فاستغل والديه هذا الحب حافزا له يدفعه للمذاكرة.

داخل بيت العائلة بحي الكويت وخلال بث مباشر لـ مصراوي، احتفلت الأسرة بتفوق الحفيد الصغير، بصورة تليق بقدر البهجة التي أضفاها في منزل الجد والجدة، وبشارة بنجاح وتفوق فتيان وفتيات العائلة وشقيقتيه خديجة وحبيبة اللتان يؤديان الامتحانات الآن.

“أسعد يوم في حياتي لما أشوف أحفادي متفوقين”، يقولها الجد وهو يربت على كتف ياسين، ويقبل رأسه، متمنيا أن تلحق به خديجة وحبيبة اللتان عهدهما من أوائل المدرسة في الابتدائية الإعدادية.

” مفيش لعب إلا بعد المذاكرة، الدراسة أهم ذاكر الأول وبعدين روح النادي”، يقول وليد أبو ستة والد الطالب ياسين إنه كان حريصًا على ربط الترفية وخاصة كرة القدم التي تميز فيها ابنه بالتحصيل الدراسي والمذاكرة، ولم يمنعه من لعب الكرة في مركز شباب الأربعين إلا أيام الامتحانات، يعلم الأب أنها المتنفس الأهم للابن.

“كنت أكافئه بعد نتيجة امتحانات الشهر، وبعد حفظ القرآن، عشان أحفز ياسين بشكل مستمر، ودور زوجتي كانت متابعة الأمرين والمراجعة بشكل مستمر” يوضح دور الأم.

يقول الأب الذي يعمل في أحد مصانع الحديد بالسخنة، إن ظروف عمله تجعله يقضي أغلب ساعات النهار خارج المنزل، لذا كانت مهمة متابعة مذاكرة ودراسة أبناء الثلاثة خديجة الطالبة بالفرقة الخامسة بقسم البتروكيماويات، وحبيبة طالبة الثانوية العامة والصغير ياسين من مهام الأم، وقد أدت دورها على أكمل وجه.

يثني الأب على زوجته ربة المنزل التي ظن معلمو أبناءه أنها معلمة تربوية من تأثيرها المباشر على تقدم المستوى التعليمي لأبناء الثلاثة، يقول: “ولادي الثلاثة كانوا في الأزهر، وكانت تتابع المذاكرة وحفظ القرآن معهم حتى بعد تحويل الابنة الكبرى للتعليم الفني المتقدم”.

بثقة في النفس يتحدث ياسين، يقول إنه كان على قدر المسؤولية وحقق أمنية والدته، واكتشف أنه قادر على تحقيق الكثير إذ أدرك قدرته على الحفظ والفهم والتحصيل الدراسي، معتمدا على المذاكرة بالورقة والقلم كما عودته الأم.

وتابع ياسين أن مذاكرة الدروس أولا بأول وحل التدريبات ونماذج الامتحانات ساعده كثيرا في التعرف على شكل ورقة الأسئلة، وتجاوز أي أسئلة صعبة وحلها في الزمن المقدر لها دون إهدار الوقت في التشتت والقلق الذي يفقد أغلب الطلاب الدرجات في الامتحانات.

يحلم ياسين أن يصير مهندسًا معماريًا، ويحفظ 18 جزء من القرآن الكريم، يسعى أن يتم حفظ كتاب الله خلال عام، بمساعدة شيخه المحفظ ودعم والديه له، إيمانا منهم بتأثير ذلك عليه، صغيرا وحين يكبر.

الأم أخبرتنا أنها اعتمدت على الحصص والدروس “أون لاين” على موقع الفيديوهات المجانية “يوتيوب”، وساعدها ذلك كثيرا في مراجعة مادة الرياضيات مع ياسين، قبل كل امتحان، بينما كانت حريصة على استمرار حفظ ياسين للقرآن والمراجعة المستمرة لما سبق وأتم حفظه.