أستاذ علوم سياسية: الضربات الإسرائيلية كانت مُعدة مسبقًا بتنسيق مع الولايات المتحدة

كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على إيران تستهدف منشآت نووية محددة، لكنه حذر من أن الرؤية لا تزال غير واضحة بشأن طبيعة هذه العملية.
وقال فهمي، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية “إكسترا نيوز” إن المنشآت النووية الإيرانية متعددة وموزعة جغرافيًا، وبعضها تحت الأرض، مما يجعل من الصعب على إسرائيل استهدافها بالكامل بسبب محدودية قدراتها العسكرية.
وأضاف أن المصادر الإسرائيلية تشير إلى استهداف منشآت في مناطق مثل تنز وبشهر وأصفهان، لكن دقة هذه الضربات لا تزال غير مؤكدة.
وأشار إلى أن تقييم الأضرار يعتمد على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين يمتلكون القدرات اللازمة لتقييم الوضع بدقة، موضحًا أن من المبكر الحكم على ما إذا كانت هذه العملية حرب شاملة أم ضربات رمزية، لكنه أكد أن المصادر الإسرائيلية تشير إلى استمرار العملية لأسابيع.
تنسيق أمريكي-إسرائيلي
أشار فهمي إلى أن العملية العسكرية تمت بتنسيق أمريكي-إسرائيلي، رغم نفي الرئيس الأمريكي علمه المسبق بالعملية.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي على منصته تلمح إلى علم الإدارة الأمريكية بالضربات، لكن من المبكر تأكيد مشاركة القوات الأمريكية مباشرة، نظرًا للحاجة إلى دعم جوي وأمني واستخباراتي كبير.
وأضاف أن القدرات الإسرائيلية المحدودة تجعل من الصعب استهداف جميع المنشآت النووية الإيرانية، مما يعزز احتمالية رد إيراني سريع.
وأوضح فهمي أن إيران أعلنت حالة الاستعداد القصوى، مع تعيين قادة جدد في الجيش والحرس الثوري، في إشارة إلى اختراقات أمنية كبيرة طالت قادة بارزين.
وأكد أن هذه الضربات تسببت في حالة من التخبط داخل إيران، لكنه استبعد أن تدفعها لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية، نظرًا للنهج الاستراتيجي الإيراني الثابت.
تداعيات سياسية وإقليمية
أشار فهمي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الرابح الأكبر من هذه العملية، حيث نجح في توحيد الشعب الإسرائيلي خلف قيادته السياسية والعسكرية.
وقال إن هذه الضربات عززت موقف نتنياهو داخليًا، خاصة بعد محاولات تفكيك ائتلافه الحكومي.
وأضاف أن إسرائيل ترى في هذه العملية فرصة ذهبية لتحييد “الخطر الإيراني”، مستندة إلى معلومات استخباراتية تشير إلى اقتراب إيران من الوصول إلى “العتبه النووية”.
وأوضح أن الضربات الإسرائيلية، التي شملت استهداف قادة عسكريين وعلماء، كانت مباغتة، لكن إيران كانت على علم بتحذيرات أمريكية سابقة.
وأكد أن ردود الفعل الإيرانية ستشمل ضربات مقابلة، مشيرًا إلى حالة الذعر في إسرائيل، حيث تم رفع حالة الاستعداد وفتح الملاجئ، مع طلب إسرائيل من رعاياها في الخارج عدم الكشف عن هويتهم.