منال رستم: أول مصرية تتسلق قمة إيفرست تتحدث عن إنجازها في مكتبة الإسكندرية

منال رستم: أول مصرية تتسلق قمة إيفرست تتحدث عن إنجازها في مكتبة الإسكندرية

الإسكندرية – محمد البدري:

على مدار سنوات، استطاعت العدَّاءة ومتسلقة الجبال المصرية منال رستم، أن تفرض اسمها بقوة في عالم الرياضة، متجاوزة التحديات المجتمعية والجغرافية، لتصبح أول امرأة مصرية تصل إلى قمة جبل إيفرست، وأول مصرية تكمل سباقات الماراثون العالمية الستة الكبرى.

وفي هذا السياق، استضافت مكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان “الصعود إلى القمة: رحلة تحدٍّ وإلهام”, للبطلة المصرية منال رستم، حيث شاركت الجمهور تفاصيل رحلتها الفريدة في الرياضة والمجتمع، في لقاء أدارته دينا يوسف رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، وسط حضور كبير من المهتمين بالرياضة والمغامرات.

رحلة التحدي من ألعاب القوى إلى تسلق الجبال

استعرضت متسلقة الجبال المصرية منال رستم مسيرتها الرياضية الاستثنائية، مشيرة إلى أنها بدأت حياتها الرياضية مع ألعاب القوى منذ الصغر، لكنها اكتشفت شغفها الحقيقي بتسلق الجبال عام 2007، عندما شاهدت لقاء تلفزيونيًا مع المتسلق المصري عمر سمرة، وهو ما ألهمها لخوض هذه المغامرة الصعبة.

ورغم التحديات المجتمعية التي واجهتها، خاصة الاعتقاد بأن رياضة تسلق الجبال تقتصر على الرجال، استطاعت التغلب عليها والانطلاق في مسيرة متميزة.

وكان جبل سانت كاترين أول جبل قامت بتسلقه، ليكون نقطة تحول في مسيرتها، إذ أدركت حينها رغبتها في مواجهة تحديات أكبر، فتابعت رحلتها بتسلق جبل كليمنجارو، ومنه إلى جبل إيفرست الذي وصلت إلى قمته عام 2022، لتكون أول امرأة مصرية تحقق هذا الإنجاز التاريخي.

إنجازات رياضية غير مسبوقة

لم تقتصر نجاحات منال رستم على تسلق الجبال، إذ نجحت أيضًا في إكمال سباقات الماراثون العالمية الستة الكبرى عام 2023، والتي تشمل سباقات “لندن، طوكيو، بوسطن، برلين، شيكاغو ونيويورك”، لتكون أول امرأة مصرية تحقق هذا الإنجاز الرياضي.

وفي حديثها عن الاستعدادات اللازمة لتسلق الجبال، أوضحت أن هذه الرياضة تعتمد بنسبة 70% على القوة الذهنية و30% على اللياقة البدنية، مؤكدة أهمية التدريب البدني والتأقلم مع الظروف المناخية القاسية، خاصة درجات الحرارة المنخفضة التي يواجهها المتسلقون في المرتفعات الشاهقة.

كما أشارت إلى وجود شبكة من متسلقي الجبال العرب، مؤكدة أن هذه الرياضة بدأت تأخذ اهتمامًا متزايدًا في المنطقة، وأن مصر تمتلك تضاريس طبيعية مناسبة يمكن استثمارها في نشر ثقافة تسلق الجبال.

نشاط مجتمعي وتأثير عالمي

إلى جانب نجاحها الرياضي، سلطت منال رستم الضوء على دورها الاجتماعي، حيث قادت بعثات نسائية إلى معسكر قاعدة إيفرست وجبل “كليمنجارو” لتعزيز التسامح، كما شاركت في حملات لدعم مستشفيات سرطان الأطفال وجمعت تبرعات لصالح مبادرات الاستدامة في إفريقيا.

وقد نالت تقديرًا عالميًا بفضل تأثيرها الرياضي والمجتمعي، حيث اختيرت ضمن قائمة “فوربس” لأقوى 50 امرأة في إفريقيا عام 2020، كما أُدرجت في قائمة “أرابيان بيزنس” للنساء الأكثر تأثيرًا في العالم العربي عام 2021، تقديرًا لنجاحاتها وإنجازاتها.

رسالة ملهمة للأجيال القادمة

اختتمت منال رستم محاضرتها برسالة تحفيزية، شددت فيها على أهمية وجود مثل أعلى وموجه داعم، إلى جانب اختيار الدائرة المحيطة بعناية، بحيث تكون مليئة بالأشخاص الداعمين الذين يساعدون الفرد في تحقيق أحلامه.

كما أكدت أن السن لا يمثل عائقًا أمام ممارسة الرياضة، مشيرة إلى أن متوسط عمر ممارسي تسلق الجبال هو 40 عامًا، وأن هذه الرياضة تعتمد بشكل أساسي على الذهنية والعزيمة أكثر من القوة البدنية.

تاريخ البطلة المصرية

يذكر أن البطلة المصرية منال رستم وُلدت ونشأت في الكويت، ثم درست الصيدلة في جامعة الإسكندرية؛ وحققت عددًا كبيرًا من الإنجازات الرياضية، ففي عام 2022 أصبحت أول امرأة مصرية تصل إلى قمة جبل إيفرست، وفي عام 2023 أكملت سباقات الماراثون العالمية الستة الكبرى في لندن وطوكيو وبوسطن وبرلين وشيكاغو ونيويورك؛ لتصبح أول امرأة مصرية تحقق ذلك.

كما تسلقت العديد من الجبال الشاهقة بما في ذلك جبل مونت بلانك في أوروبا، وجبل كليمنجارو في دولة تنزانيا، كما حققت منال رستم إنجازًا تاريخيًّا كأول سفيرة رياضية لشركات رياضية عالمية.

وإلى جانب اهتماماتها الرياضية فهي مهتمة بالقضايا الاجتماعية، إذ قادت بعثات نسائية إلى معسكر قاعدة إيفرست وجبل كليمنجارو لتعزيز التسامح، كما جمعت تبرعات لمستشفيات سرطان الأطفال ودعم مبادرات الاستدامة في إفريقيا.

وحظيت منال رستم بتقديرٍ عالمي لتأثيرها المجتمعي، وفي عام 2020 اختارتها “مجلة فوربس” ضمن قائمة أقوى 50 امرأة في قارة إفريقيا، وفي عام 2021 أُدرجت في قائمة “أرابيان بيزنس” للنساء الأكثر تأثيرًا في العالم العربي.