عالم لا يحتمل حرباً عالمية ثالثة: تفاعل منصات التواصل الاجتماعي مع التصعيد

بي بي سي
في الساعات التي تلت الضربات الإسرائيلية على مواقع داخل إيران، والتي أسفرت عن اغتيال عددٍ من القادة العسكريين والعلماء النوويين، سارع المستخدمون العرب إلى تسجيل انطباعاتهم على المنصات الرقمية.
وبعيدًا عن التحليلات العسكرية والتصريحات الرسمية، تشكّلت على وسائل التواصل الاجتماعي فسيفساء من المواقف والانفعالات، تراوحت بين التحفّظ والدعم، وبين التنديد والسخرية.
تنوّعت النقاشات من الحديث عن الضربة والردّ المحتمل، إلى العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، وصولًا إلى أسئلة قديمةٍ متجددةٍ حول السيادة، والردع، والعدالة الدولية، والمواقف العربية المتباينة من إيران وإسرائيل.
“الصمت الإيراني”
أعاد الهجوم، الذي طال العاصمة الإيرانية طهران، إلى الواجهة نقاشًا لم يغب منذ اغتيال قاسم سليماني عام 2020.
ورأى العديد من المستخدمين أن التصعيد لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة تراكم سنواتٍ من “الصمت الإيراني”.
وكتب عبدالله حامد: “إيران بقالها خمس سنين بتتكلم بس، متعلموش من درس عدم الردّ”.
الواحد كان شواف والله من اكتر من خمس سنين بعد اغتيال قاسم سليماني والواحد هرش ايران بقالهم خمس سنين بيتكلمو بس متعلموش من درس عدم الرد علي اغتيال سليماني وانه طبيعي هيجرأ اسرائيل وامريكا عليهم اكتر . pic.twitter.com/rM3SjbqZnw
— Abdalaa hamed (@AbdalaaHamed52) June 13, 2025
أما المغرّد إبراهيم موعد، فتساءل عن مفهوم “ضبط النفس”، قائلًا: “إسرائيل تضرب إيران، وفورًا يدعو المجتمع الدولي إلى ضبط النفس. لكن من بدأ باستخدام القوة؟ وعلى توقيت من يجب أن نضبط أنفسنا؟ بالتأكيد التوقيت أمريكي / إسرائيلي”.
إسرائيل تضرب ايران ، وفوراً ، يدعو المجتمع الدولي إلى عدم استخدام القوة ، وضرورة ضبط النفس . لكن من استخدم القوة ، اولاً ؟وعلى اي توقيت يجب ضبط النفس ؟ حتماً ،التوقيت الامريكي / الإسرائيلي .
محلاه ،يا وعدي …— Ibrahim Mawed || ابرهيم موعد (@IbrahimMawed5) June 13, 2025
لكن على المقلب الآخر، رأى مغرّدون أن الهجوم على إيران يأتي نتيجة دعمها لغزة في الحرب مع إسرائيل. وغرّد سعيد العنزي من السعودية: “مع كل اختلافاتنا مع إيران، لكنها اليوم تدفع ثمن وقوفها مع إخواننا في غزة، ونرجو من الله سبحانه أن ينصرها على أعداء هذه الأمة”.
مع كل اختلافاتنا مع #ايران لكن هي اليوم تدفع ثمن وقوفها مع اخواننا في غزة ونرجوا من الله سبحانه ان ينصرها على أعداء هذه الامة ..#طهران #إسرائيل pic.twitter.com/2Yi0ScuMgp
— سعيد العنزي (@saed_anzy) June 13, 2025
في المقابل، اتّهم آخرون طهران باستخدام خطاب العداء لإسرائيل كأداةٍ لتوسيع نفوذها الإقليمي، من دون أن تمثّل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل.
كتب رضا هلال: “سلاح إيران استخدمته لإرهاب الخليج، ولم تمثّل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل يومًا. وهذا ما سهّل لإسرائيل التغلغل في الداخل الإيراني. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”.
سلاح ايران استخدمته لارهاب الخليج ولم تمثل ايران تهديدا ابدا لاسرائيل ولا عداء حقيقيلها و هذا ما سهل لاسرائيل التغلغل في ايران.
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و من يخون فلسوف يأتي يوما يتم ذبحه فيه علي يد اسياده.
د.رضا هلال— Dr.Reda Helal (@helalelmasry) June 13, 2025
وشبّه يحيى أبو زكريا ما يحدث اليوم في إيران بسيناريو المواجهة الإسرائيلية في لبنان، قائلًا: “نفس السيناريو: اغتيال قادة، تدمير منشآت، والتفاوض مع أمريكا ليس ضمانةً بل خداعٌ لتمرير الوقت حتى تكتمل خطة الانقضاض”.
نفس سيناريو اسرائيل في لبنان جرى تطبيقه بشكل واسع في إيران….اغتيال القادة و تدمير المراكز العسكرية و المنشآت النووية ..
و التفاوض مع أمريكا لم يكن ضمانة لإيران بل كان خداعا و تمريرا للوقت حتى تستكمل اسرائيل الانقضاض على إيران عسكريا و الكترونيا و عبر الأقمار الاصطناعية ….…— Yahya Abouzakaria يحيى أبو زكريا (@YAbouzakaria) June 13, 2025
“تصدير الدمار”
استعاد الكاتب محمد المختار الشنقيطي قصف مفاعل “تموز” النووي العراقي عام 1981، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي قوبل حينها بـ”بهجةٍ إيرانية” في ظلّ الحرب مع العراق.
وأضاف أن الهجوم الحالي على منشأة نطنز يأتي وسط ترحيبٍ من بعض الأوساط العربية، التي ترى فيه ردًّا على “التغوّل الإيراني” في المنطقة.
منذ 44 عاما، 6 يونيو 1981، دمرت #إسرائيل مفاعل “تموز” النووي العراقي وسط بهجة الإيرانيين الذين غزاهم #العراق قبل ذلك بثمانية أشهر. واليوم تهاجم إسرائيل منشأة #نطنز النووية في #إيران وسط بهجة العرب الذين استباحتهم إيران. فهنيئا للعدو الغادر بأمة الأنانية السياسية والذاكرة الباهتة pic.twitter.com/h2lzmGdBVK
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) June 13, 2025
رغم معارضتهم لسياسات طهران في ملفات كالعراق وسوريا واليمن، عبّر بعض المستخدمين عن رفضهم للهجوم الإسرائيلي.
من سوريا، كتب مغرّد باسم “أبو عمر”: “لا شيء مفرح اليوم”، رغم أن بعض السوريين قد يشعرون بالارتياح لمقتل من قصف مناطقهم وهجّر أهلهم، بحسب تعبيره.
مقابل هذا الخطاب برزت أصوات مختلفة، منها ما كتبته إحدى الناشطات من سوريا على منصة X قائلة: “لعنة الدم السوري والاطفال والنساء ستلاحقكم ليوم القيامة وتلك الأيام نداولها بين الناس”.
لعنة الدم السوري والاطفال والنساء ستلاحقكم ليوم القيامة
وتلك الأيام نداولها بين الناس #ايران— جُٰ (@J7dic) June 13, 2025
ومن لبنان، كتب علي طليس: “طهران تشرب من الكأس نفسه الذي أشربت منه دول المنطقة، وخاصةً لبنان”، معتبرًا أن إيران لم تتعلم من خسائر أذرعها في الإقليم، واتّهمها بـ”تصدير الدمار” والمناورة بدل مراجعة سياساتها.
ايران تشرب من الكأس الذي أشربت منه دول المنطقة وخاصة لبنان. لا يمكنك أن تصدر الدمار إلى دول الجوار وتجلس متفرجاً. لم تتعلم مما أصاب أذرعها، ولم تتوقع أن يأتي الدور عليها، وظلت تناور وتراوغ حتى حصل ما حصل. ” وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى ” والكذب إنتهى .
— علي طليس من لبنان 🇱🇧 (@TlysLy) June 13, 2025
في المقابل، دعا محمد عبد الهادي إلى ردّ فوريّ وقاسٍ من إيران ومن حزب الله على الضربات الإسرائيلية، محذّرًا من أن التهاون “قد يفتح الباب أمام الدبابات الإسرائيلية في قلب بيروت”.
إذا لم يتم قصف اسرائيل الان من لبنان بجميع الصواريخ التي يملكها حزب الله و إذا لم ترد ايران بقصف عنيف لاسرائيل .. حينها سنرى الدبابات الاسرائيليه في قلب بيروت و ستسقط ايران .. و سيدخل العرب بعصر الصهيونيه التي ستذلهم ذل ما بعده ذل
— TheHero 🦅 🇺🇸 (@The_Hero_10) June 13, 2025
“السيادة الأردنية”
أعلن الأردن اعتراضه مسيّرات دخلت مجاله الجوي صباح الجمعة. وبينما رحّب البعض بهذا الموقف، شكّك آخرون في دوافعه.
وكتب حساب “الكوميديا السياسية”: “إذا كانت الأردن اعترضت المسيرات الإيرانية لأنها اقتحمت أجواءها، فهذا طبيعي. لكن ماذا عن الطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني؟ أليس هذا اقتحامًا أيضًا؟ أمنها القومي يتذكّر فقط إذا هوجمت إسرائيل؟”
إذا كانت #الاردن اعترضت المسيرات #ايران لأنها اقتحمت أجواءها
وهذا عادي لان هذا يعتبر تهديد لامنها القومي
لكن ماذا عن الطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني الذي اقتحم الأجواء الأردنية
اليست هذه كتلك
اتتذكر الاردن أمنها القومي فقط إذا هوجمت #إسرائيل
التاريخ سيكتب ونحن سنشهد— -الكوميديا السياسية (@MaddersBrxm) June 13, 2025
السلطات الأردنية أعلنت بأن ما قامت به من دفاع جويّ جاء بناءً على تقديرات عسكرية تشير إلى احتمال سقوط صواريخ أو طائراتٍ مسيّرةٍ في مناطق مأهولةٍ بالسكان.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدرٍ رسميٍّ قوله إن “القوات المسلحة الأردنية تعمل على مدار الساعة لحماية حدود الوطن برًّا وبحرًا وجوًّا، ولن تسمح بانتهاك المجال الجوي الأردني تحت أيّ ظرف”.
مغرّدون أردنيون أيّدوا هذا الموقف، بينهم عماد الرواشدة الذي كتب: “الأردن دولةٌ ذات سيادة، ولن نسمح بمرور مسيّرات فوق أرضنا. رسالةٌ لمن يُشكّك، ورسالةٌ لمن يُغرَّر به”.
مسار الهجمات الاسرائيليه على ايران
لم تمر من سماء الاردن
الاردن دوله ذات سياده
ولن نسمح بمرور مسيرات فوق ارضنا
رساله لمن بشكك
رساله لمن يغرر به#الاردن_قوي#مع_القائد pic.twitter.com/QufKuc4Rua— Nathem Rawashdeh (@nathemraw75) June 13, 2025
“يا رب سلّم؟”
من جانبهم، اختار بعض المستخدمين المقارنة بين قدرات الفصائل المسلحة في المنطقة.
كتب إياد حجار: “حماس أمنيًا أقوى من إيران وحزب الله، وهذه حقيقةٌ وليست مناكفة. قيادات إيران وحزب الله كانوا أهدافًا سهلة”.
حماس أمنياً أقوى من كل من إيران وحزب الله، هذه حقيقة وليست مناكفة. قيادات إيران وحزب الله كانوا أهداف سهلة مقارنة بشهور حاولت فيها إسرائيل الوصول إلى السنوار، وفي النهاية تم الاغتيال بالصدفة وليس بناءً على معلومات استخباراتية.
— 𓂆 Eyad| إِيَادٌ (@ehajjarr) June 13, 2025
وعبّر آخرون عن مخاوف من تفاقم المخاطر الأمنية في دول الجوار.
وكتب أشرف فاهم: “أنا خايف على السعودية والعراق، يا رب سلّم”.
انا خايف على السعودية و العراق يارب سلم#ايران #اسرائیل
— ashraf fahem (@ashraffahem7) June 13, 2025
بينما دعا حساب باسم “مالك الأشتر اليمني” إيران إلى إرسال المرشد الأعلى علي خامنئي إلى اليمن، واصفًا بلاده بأنها “أقوى دولةٍ في العالم أمنيًا وعسكريًا واستخباراتيًا”، وأضاف: “لا أمريكا ولا إسرائيل حقّقوا أيّ شيءٍ من مطالبهم في اليمن”.
نطلب من الاخوه في ايران ان يرسلو لنا الامام السيد علي الخامنائي دام ضله وسلام ربي عليه وان يبقى في اليمن لان اليمن ضهرت بانها اقوى دوله في العالم امنيا وعسكريا واستخباريا فما استطاعت لا امريكا ولا اسرائيل ان تحقق اي شي من مطالبها في اليمن فنحن احق بتامين المرشد الامام قدس الله س
— مالك الاشتر اليمني (@AlqysrAlzkhm) June 13, 2025
أما الهاجس الشعبي، فلم يكن محصورًا بالتحليل السياسي، بل تعدّاه إلى حياة الأفراد ومخاوفهم اليومية.
وكتب مغرّد باسم علي ساخرًا: “استنّوا بالله عليكم… لا تستعملوا النووي أو أيّ أسلحة دمارٍ شامل… عندي حياةٌ لأعيشها. الحرب العالمية التالتة مو وقتها أبدًا”.
استنوا بالله عليكم…لا تستعملوا النووي أو أي أسلحة دمار شامل…عندي حياة لأعيشها 🥹🥹
الحرب العالمية التالتة مو وقتها أبداً…#سوريا #إيران #إسرائيل #جرامانا
— Ali (@Morriso93386548) June 13, 2025