تصعيد مفتوح.. إيران تهدد بإغلاق مسارات الطاقة واستهداف اقتصاد تل أبيب

تصعيد مفتوح.. إيران تهدد بإغلاق مسارات الطاقة واستهداف اقتصاد تل أبيب

القاهرة- مصراوي:
حذّر الكاتب المتخصص في العلوم السياسية إدريس آيات، أن أي تصعيد جديد من جانب إسرائيل، وخاصة إذا طال منشآت الطاقة أو البنية التحتية الاقتصادية داخل إيران، “قد يدفع طهران إلى تفعيل أدوات ردع جيوسياسية قصوى، من بينها استهداف الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر، وربما الذهاب نحو خيار إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب”.
وقال آيات في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على طهران، والتي استُؤنفت قبل دقائق بحسب تقارير ميدانية، “تُنذر بتحوّل نوعي في قواعد الاشتباك، لم تعد فيه طهران تكتفي بالدفاع بل تذهب نحو خيارات رد واسعة النطاق ذات طابع اقتصادي واستراتيجي”.
وأشار إلى أن عملية “الوعد الصادق 3” كانت بداية تحوّل في العقيدة العسكرية الإيرانية “من الدفاع المحدود إلى الرد الميداني المؤثر”، لكن التطورات اللاحقة وعودة القصف على العاصمة “قد تفتح الباب أمام استهداف منشآت حيوية إسرائيلية، تشمل موانئ ومناطق صناعية ومراكز طاقة”.

وأضاف آيات: “الرد الإيراني القادم، إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء، لن يكون فقط عسكريًا. فطهران قادرة على ضرب العمق الاقتصادي الإسرائيلي، مستفيدة من هشاشة الجبهة الداخلية، وبُنية الاقتصاد المعتمد على التكنولوجيا والنقل والطاقة”.
أوضح إدريس آيات أن بين السيناريوهات المطروحة إيرانيًا إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، فإن مضيق هرمز يمر عبره نحو 20% من صادرات النفط عالميًا، بينما باب المندب يُعد ممرًا رئيسيًا لأكثر من 6 ملايين برميل يوميًا من النفط والغاز، بالتالي فإن أي إغلاق قد يُصيب التجارة العالمية بالشلل، ويرفع تكلفة الشحن والتأمين لمستويات غير مسبوقة.
واعتبر أن طهران “تلوّح بهذا الخيار كورقة ردع قصوى، وليست مجرد تهديد إعلامي”، محذرًا من أن “توسيع نطاق الضربات الإسرائيلية ليشمل المنشآت الاقتصادية الإيرانية سيدفع نحو هذا السيناريو الكارثي”.
واختتم آيات تحليله بالقول: “الأخطر الآن أن الطرفين يرفضان التهدئة، ولا يوجد سقف سياسي واضح للمواجهة، كل ساعة تمرّ تُقرّب المنطقة من اشتباك شامل قد لا تُعلن فيه الحرب، لكنه يُخاض بكل الوسائل، في حالة من الانفلات الاستراتيجي الكامل”.