قافلة الثبات في درب الفوضى.. الحل الوحيد هو بتضافر القوى العربية الج共同ة

قافلة الثبات في درب الفوضى.. الحل الوحيد هو بتضافر القوى العربية الج共同ة


جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عندَّما يَغيب العمل المُؤسساتي المُشترك تظهر مِساحة ما يُسمى بـ «الأسطورة» الوهمية، وعندَّما يَأتي العِلم القائم على الدراسات العلمية تضيق مِساحة هذه الأسطورة..

لِكون مَن يَمتلك العِلم والمعرفة القائمة على العمل المؤسساتي المُشترك يَمتلك الحاضر بل والمؤكد المُستقبل، أمَّا الدول التي تكثر فيها شخصية «الأسطورة» الوهمية فلا تَملك إلا الدفاع عن حقها في الكلمات الرنانة والشعارات الحنجورية.

ومَا دامت الشعارات تأتي في صورة قوافل باسم «الصمود» أو غيرها من مُسميات «حنجورية» فإن هذه الشعارات تأتي لتغطية الفراغات المَوجودة في عالم الخيال والأوهام.

ونحن هنا لسنا بحاجة إلى نظارات سميكة لنرى كيفَ أنَّ أفراد «قافلة الصمود» الذين يُطالبون بمساندة غزة وفك الحصار من خلال مطالبة القاهرة بـ فتح الحدود إلا من خلال ضرورة توجيه الأسئلة لحكوماتهم: «لماذا لم يُوافقوا على تفعيل وتنفيذ قرارات قمة شرم الشيخ المنعقدة في مارس 2015، والتي تنص على إنشاء قوة عربية عسكرية مُشتركة لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي»..

لكون المفارقة آنذاك تَكمن في أنَّ وزراء الخارجية العرب البالغ عددهم 22 وزيرًا قد اعتمدوا قرار القمة بإنشاء قوة عربية عسكرية مُشتركة خلال اجتماعهم التحضيري دون أي خلافات تُذكر في الوقت ذاته، التي على إثرها جاء أكثر من اجتماع لرؤساء حرب القوات المسلحة في القاهرة بخصوص القوة العربية إلا أنه لم يتم التفعيل.

وآنذاك، بات التوق إلى التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة- وفي طليعتها اليمن وسوريا وليبيا والعراق وفلسطين وغيرها- الذي كان وراء هدف إنشاء القوة العربية العسكرية المُشتركة، للتعامل مع أزمات المنطقة بأكملها من خلال عمل مؤسساتي مُشترك.

وهذه القرارات الصادرة عن القمة في مارس 2015 لمن يَقرأ من أفراد ما يُسمى «قافلة الصمود»، التي جاءت في ضوء التحديات التي تُواجه المنطقة العربية وفي مقدمتها تنامي التنظيمات الإرهابية وما قد تُمثله من تهديد كبير لمنظومة الأمن القومي العربي.

ليست مشكلة العرب في أنهم خرجوا من القفص العربي، التي كانت قد اقترحته القاهرة في 2015 بضرورة إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، بل في أنَّ العرب أنفسهم لديهم انقسام واضح ظهرت ملامحه في التعامل مع بعض الأزمات في المنطقة.

ومن غير المنطقي الحكم على القاهرة في كونها رفضت دخول القافلة، لأنه لو كانت القيادات السياسية لبعض دول المغرب العربي قد يروا أنَّ هذه القافلة ضرورية لإنقاذ الشعب الفلسطيني فـ لماذا لم يتم التنسيق مع القاهرة من خلال الحكومات وبعضها وليس من خلال أسطورة وهمية هنا وأسطورة وهمية هناك.

وفي مثل هذه الأمور يختلط العمل المؤسساتي بعمل الأسطورة كما تختلط ثقافة الكراهية بالانتقام..

لأنه لا يَصح ولا يُعقل أن يكون لدينا قرارات من قمة مارس 2015 بتأسيس قوة عربية عسكرية مشتركة واتفاقية للدفاع العربي المشترك لعام 1950 ونلجأ لممارسات الأسطورة الوهمية التي تَصلح للجماعات والعصابات وليس الدول، في إشارة إلى قافلة «الصمود» وغيرها.

وما يحدث من أفراد القافلة أبعد من العمل المؤسساتي بل كونه محاولة «عبثية» لتلقين المُغيبين مُفردات جديدة في مثل هذا العمل وتثبيت ظواهر جديدة لا تصلح إلا في عالم الأوهام والخيال..

لِكون العالم العربي أمام مُفترق حاسم، فإما تفعيل قرارات القمة بإنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة أو المُخاطرة بفقدان ما تبقى من استقرار تلجأ إليه الجماعات المُغيبة.

حفظَ اللهُ مِصرَ وَشعبها وَمُؤسساتها.