ما الذي جرى خلال هجوم الفجر على إسرائيل؟

كتبت- سلمى سمير:
شنت إيران فجر اليوم الأحد هجومًا صاروخيًا واسع النطاق استهدف مواقع عدة داخل إسرائيل، في عمليتين متتاليتين، أسفرتا عن وقوع قتلى وجرحى، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة طالت مدناً رئيسية بينها تل أبيب وحيفا.
ويأتي الهجوم الإيراني ردًا مباشرًا على قصف إسرائيلي طال منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة، في تصعيد ينذر بانفجار أمني في المنطقة.
ووفق ما أعلنته طهران، فقد استخدمت القوات الإيرانية في الهجوم صواريخ تكتيكية دقيقة التوجيه، تعمل بالوقود الصلب، ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. ومن أبرز الطرازات التي شاركت في الضربات صواريخ “عماد”، و”قادر”، و”خيبر”، إلى جانب صاروخ فرط صوتي، جرى استخدامه خصيصًا لضرب أهداف في مدينة حيفا شمال إسرائيل.
تفاصيل الهجوم
واستهدفت الضربة الأولى مناطق متفرقة داخل إسرائيل بنحو 40 صاروخاً، تلتها موجة ثانية أشد عنفاً، أُطلقت فيها 50 صاروخاً على مدن تل أبيب، وروحوفوت، وبات يام جنوب تل أبيب.
أما الهجوم الثاني فكان الأكثر دموية، حيث أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 240 آخرين، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وفق ما أعلنته الطواقم الطبية الإسرائيلية. بينما أفادت التقارير بوجود نحو 35 مفقوداً تحت الأنقاض في مدينة بات يام التي وُصفت بأنها الأكثر تضرراً، وسط عمليات بحث مكثفة عن ناجين.
وقال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن “الليلة الماضية كانت من أصعب الليالي التي عاشتها إسرائيل”، مؤكداً أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل في المواقع المتضررة بحثاً عن الضحايا.
دمار واسع
وأقامت فرق الطوارئ الإسرائيلية مركزًا ميدانيًا في مدينة بات يام جنوبي تل أبيب، لتحديد هوية القتلى، بعد أن شهدت مدينة تل أبيب الكبرى انهيار عدد من المباني السكنية نتيجة شدة الانفجارات، بحسب ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وفي مدينة حيفا، أكدت خدمات الإسعاف “نجمة داود الحمراء” وفاة شابة في العشرينات من عمرها بعد انتشالها من تحت الركام، فيما أصيب 14 آخرون بجروح، بينهم مصاب حالته بالغة الخطورة.
وذكرت القناة 12 العبرية أن القصف الإيراني ألحق أضرارًا مباشرة بمناطق عدة، من بينها طمرة وكريوت، كما استُهدفت منشآت علمية حساسة، من بينها معهد وايزمن للأبحاث في رحوفوت، حيث أصيب أحد المختبرات بصاروخ تسبب باندلاع حريق واسع داخله.
وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكدت مصادر استخباراتية أن الصواريخ الإيرانية طالت منشأة بحثية إسرائيلية بارزة، وألحقت بها دمارًا واسعًا، دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن طبيعة الأبحاث أو موقع المركز المستهدف.
تعتيم إعلامي
وفي محاولة للسيطرة على تداعيات الضربات، فرض الجيش الإسرائيلي حظرًا صارمًا على تداول المعلومات والصور المتعلقة بالأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية والعلمية، ومنع الإعلام المحلي من نشر أي مشاهد من مواقع الاستهداف.
وتشمل الرقابة تغطية الأضرار التي طالت منشآت استراتيجية أو مراكز أبحاث مرتبطة ببرامج الأبحاث الإسرائيلية.
الرد على “الأسد الصاعد”
يأتي الرد الإيراني بعدما نفذت إسرائيل، فجر الجمعة، عملية عسكرية جوية وصفت بـ”الواسعة والمعقدة”، تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك مراكز أبحاث وقواعد لإطلاق الصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية هدفت إلى “شل قدرات إيران النووية والصاروخية”، مشيرًا إلى أنها استهدفت “مراكز تصنيع الباليستيات والبنية التحتية الحساسة”، ووصفها بأنها “واحدة من أعنف الضربات الوقائية في تاريخ إسرائيل”.
إلا أنه وبعد أقل من 24 ساعة على الغارات الإسرائيلية، بدأت طهران في شن هجوم مضاد وصف بـ”الواسع والدقيق”، مستخدمة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة في سبع موجات متتالية، استهدفت مواقع داخل العمق الإسرائيلي.
وأسفرت الضربات عن سقوط قتلى وجرحى، فضلًا عن أضرار جسيمة في منشآت ومراكز حيوية، في ظل استمرار حالة التأهب القصوى داخل إسرائيل، وتحذيرات دولية من اتساع نطاق الاشتباك نحو مواجهة إقليمية شاملة في حال استمرار التصعيد المتبادل بين الطرفين.